كنت فى المملكة المغربية منذ 6 سنوات لتغطية دورة الألعاب الافريقية التى استضافتها مدينة الرباط عام 2019 ولاحظت تحركات غير عادية للمسئولين عن كرة القدم المغربية بقيادة عضو المكتب التنفيذى للكاف فوزى لقجع… تحركات هدفها الأول والأخير مصلحة بلادهم دون أى مصالح شخصية تؤثر على المسيرة.
التحركات التى سمعت عنها وقتها هى مراقبة كل اللاعبين المغاربة خارج حدود البلاد، وما أكثرهم ومن كل الأعمار، ثم الاهتمام بمدارس الكرة التى تكتشف المواهب فى المناطق النائية وليس فى المدن الكبرى مثل الدار البيضاء أو الرباط وإنما الأماكن الصحراوية الفقيرة فى أقصى غرب وجنوب البلاد.
التحرك الثالث هو الاهتمام بانتظام المسابقة المحلية بشكل يشبه ما يحدث فى أوروبا مع حث الأندية على الاستعانة بالناشئين بدلاً من شراء اللاعبين الجاهزين، ثم وأخيراً فتح الباب على مصراعيه للاعبين الصغار للاحتراف فى أوروبا فى أعمار مبكرة تسمح لهم بالتطور البدنى والذهنى فى أكبر الأندية العالمية، فماذا حدث يؤكد إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
فى غضون تلك السنوات القليلة استطاعت المغرب أن تفوز بالمركز الرابع فى كأس العالم بقطر عام 2022 فى أكبر إنجاز افريقى فى البطولة العالمية.
بعدها بعامين تمكن المنتخب الأولمبى المغربى من الفوز بالميدالية البرونزية فى دورة باريس الأولمبية، وأخيراً هذا العام 2025 تحققت الإنجازات بالجملة كنتاج للعمل الجاد بداية من فوز منتخب المحليين ببطولة الأمم الإفريقية للاعبين المحليين وهو الفوز الثالث للمنتخب فى آخر 4 بطولات بما يعنى كيف تطورت الكرة المغربية على المستوى المحلي.
بعد اكتشاف جملة من المواهب المغربية فى أوروبا تمكن منتخب الناشئين المغربى من الفوز بكأس الأمم الافريقية تحت 17 سنة وتأهل لكأس العالم فى قطر، ثم حصل على المركز الثانى فى كأس الأمم الإفريقية تحت 20 سنة بعد أن كان الأجدر للفوز بها وتأهل لكأس العالم تحت 20 فى شيلى وبلغ فيها المباراة النهائية بعد خروج كل المنتخبات الإفريقية.
هذا هو نتاج العمل الصادق من أجل الوطن وأصبحت به المغرب ضمن أفضل دول العالم كوريا وتحتل الآن المركز الـ12 عالمياً.
حتى ندرك قيمة العمل سأعقد مقارنة بسيطة فى نفس هذه الفترة بين إنجاز المغرب وما حدث فى مصر.
لم تتأهل مصر لكأس العالم 2022 من الأساس وهى البطولة التى حققت فيها المغرب الإنجاز الضخم.
فى كأس افريقيا تحت 17 سنة احتل منتخبنا المركز العاشر بعد أداء هزيل للغاية وفى بطولة الأمم الافريقية تحت 20 سنة احتل منتخبنا المركز الرابع رغم أن البطولة أقيمت على أراضينا.
فى الدورة الأولمبية 2024 خسرنا الميدالية البرونزية أمام المغرب وكانت خسارة ثقيلة 6 – صفر، وخرجنا من تصفيات بطولة الأمم الإفريقية للاعبين المحليين أمام جنوب افريقيا بما يعكس كيف كان حال المسابقة المحلية فى مصر.
فى كأس العالم للشباب تحت 20 سنة خرجنا من الدور الأول بعد أخطاء فنية وإدارية كارثية فيما تنعم المغرب بلعب النهائي.
الحقيقة أننى كتبت عبر سنوات تحت عنوان روشتة علاج الكرة المصرية وطالبت المسئولين عندنا بكل ما فعلته المغرب على أرض الواقع، ولكن هم فعلوا، ونحن لم نفعل!!.
باختصار هذا هو الفارق بين إدارة الكرة فى المغرب ومصر بين نظام صارم واحترام للوائح وفكر وإستراتيجية بعيدة المدى وتغليب للمصلحة العامة فى الأولي، وبين الارتجال وتفصيل اللوائح وتفضيل المصالح الشخصية وعدم وجود أى إستراتيجية حقيقية للكرة فى الثانية!!.