واصلت مصر جهودها لدعم أبناء غزة، وضاعفت كميات المساعدات التى تدفع بها الإغاثة أهل القطاع فقد أطلق الهلال الأحمر أمس القافلة 51 من «زاد العزة من مصر إلى غزة».. والتى حملت أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية العاجلة للقطاع، وتضمنت أكثر من 5000 طن سلال غذائية ودقيق ونحو 2700 طن مستلزمات طبية وإغاثية ونحو 2300 طن مواد بترولية.
وهذا هو اليوم الرابع الذى يشهد مضاعفة كبيرة لكميات المساعدات عقب وقف الحرب مع التأكيد المصرى على الاستعداد لزيادة الكميات بشكل أكبر مع فتح المعبر من الجانب الفلسطينى حيث شهدت الشهور الماضية منذ اندلاع الحرب مساهمة مصر بنحو 70 ٪ من المساعدات ارتفعت خلال الأيام الأخيرة إلى أكثر من 85 ٪.
وفى سياق هذه الجهود المتواصلة والمكثفة، كشفت المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري، الدكتورة آمال إمام، عن حجم المساعدات المقدمة إلى غزة، مؤكدة أنها تجاوزت 600 ألف طن منذ بدء الأزمة، إضافة إلى الخدمات المقدمة للمصابين والعابرين، واستقبال 916 طائرة إغاثة إنسانية، 605 شحنة مساعدات إنسانية، إلى جانب تنسيق الجهود مع الجهات المحلية ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى 59 دولة وبعثة دبلوماسية وأكثر من 50 منظمة محلية ودولية لضمان استجابة عالمية موحدة.
وعلى صعيد الدبلوماسية الإنسانية، قالت إن الهلال الأحمر المصرى نسّق استقبال وفود دولية رفيعة المستوى من رؤساء ووزراء وجهات أممية ومنظمات دولية، حشدًا للتأييد الدولى لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية عبر توفير ممرات إنسانية آمنة، وبدء جهود إعادة الإعمار.
فى سياق متصل، أعلنت وزيرة الدولة للتعاون الدولى فى وزارة الخارجية القطرية أن قطر ستقوم بإرسال 86 ألف خيمة لإيواء سكان قطاع غزة، ضمن جسر المساعدات الإنسانية الذى أُطلق لتخفيف معاناة المدنيين.
وفى إيطاليا، أعلنت وزارة الخارجية أن روما تجهز أكبر شحنة مساعدات غذائية إلى غزة، وأكدت أن التركيز بشكل كبير على الرعاية الصحية والتدريب، اللذين يمثلان الركيزتين الأساسيتين لجهود إيطاليا لتعزيز المؤسسات الفلسطينية.
وأشارت الوزارة، إلى أنها فى المجال الإنسانى فإنها تقوم بتجهيز عمليات استقبال جديدة وأكبر شحنة مساعدات غذائية إلى غزة منذ بداية الأزمة تشمل، 100 طن إجمالا، إذ تم جمعها بفضل مساهمات من منظمات إيطالية رئيسية.
فى المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى إن الاستعدادات مستمرة مع مصر لفتح معبر رفح من الجانب الفلسطينى أمام حركة الأفراد، إلا أن موعد الفتح سيُعلن فى مرحلة لاحقة. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت فرض عقوبات على حركة حماس شملت إغلاق معبر رفح وتقليص دخول المساعدات الإنسانية إلى النصف، قبل أن تتراجع لاحقًا عن هذه الإجراءات عقب تسليم الحركة جثامين أربعة محتجزين إسرائيليين.
من جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن السلطات الإسرائيلية تواصل منعها من إدخال المساعدات إلى قطاع غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
أكد مدير الاتصالات فى الوكالة جوناثان فولر، أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة لا يزال كارثيا، وشدد على أن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل يُعد خطوة أولى فقط نحو تخفيف المعاناة المتفاقمة.
وأضاف المسئول الأممى أن هناك حاجة ملحة لزيادة حجم المساعدات بشكل كبير لتلبية الاحتياجات المتزايدة للفلسطينيين. وأشار إلى أن كل يوم تأخير فى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية يعنى المزيد من الوفيات نتيجة سوء التغذية ونقص الاحتياجات الأساسية.
وأكد فولر أن الأولوية الآن تكمن فى منع تفاقم نقص الغذاء وانتشار الأمراض، إلى جانب توفير الدعم اللازم لإعادة بناء حياة المواطنين.