اعتراف العالم بأن السلام تكتبه القاهرة فى مدينة السلام ليس جديداً.. فمصر دائماً .. وابداً.. تكتب التاريخ.. والتاريخ هو صناعة السلام.. وفى شرم الشيخ.. مدينة السلام.. تم توقيع اتفاق نهاية الحرب بعد عامين.. لذلك كان تقدير العالم واعتراف قادته بقوة مصر وتأثير مصر الحقيقى فى صناعة السلام.
زعماء العالم الذين حضروا مؤتمر شرم الشيخ بعثوا برسائل عالمية حقيقية تذكر ان مصر بلد السلام.. ومن شرم الشيخ مدينة السلام نصنع السلام من جديد ونؤكد على حقيقة وقوة مصر السلام… كانت قمة شرم الشيخ رسالة عالمية تنطلق من مصر تؤكد أن كل الصراعات وكل الحروب إلى زوال وسيبقى السلام.. شاء من شاء وأبى من أبى.
أكدت قمة شرم الشيخ للسلام من جديد ان السلام لن يأتى مرة واحدة ولكنها خطوة خطوة.. وكانت الخطوة الأولى قوية واكثر من رائعة.. تبدأ بوقف الحرب وتبادل الاسرى واعمار غزة قبل الصقيع وهو سلام انسانى جميل قامت فيه مصر بدور رائع وكانت الريادة للموقف المصرى فى بداية حرب العامين عندما أكدت عدم فتح الحدود ورفض التهجير وانهاء القضية..!!
ولعل ما حدث فى شرم الشيخ برغم كل شئ يؤكد ان مصر هى القوة الاقليمية الأقوى والأكبر شاء من شاء ورفض من رفض.. وان المفاوض المصرى الفاهم الواعى عرف جيداً هدفه وعمل له.. ووصل إليه وهو انتصار للمفاوض المصرى برغم غياب الصهيونية الإسرائيلية وحماس الفلسطينية وهما طرفا النزاع.. ولكن الحضور التفاوضى كان اقوى واكثر تأثيراً.
والسؤال الذى يفرض نفسه فى نفس لحظة توقيع الاتفاق.. هل يضمن أحد الصهاينة؟!
بالطبع لا.. فانهم هم الذين طلبوا من سيدنا موسى عليه السلام ان يأتى لهم بتمثال ليعبدوه بعد ساعات فقط من عبورهم البحر بمعجزة ربانية اوحاها الله لسيدنا موسى.. وهم انفسهم الذين صنعوا عجلاً له خوار من ذهب الفراعنة الذى سـرقوه معهم وهم يهربون من مصـر.. فى نفس الوقت الذى ذهب فيه موسى إلى لقـاء ربـه يكلمـه ويحــادثه..!! لــذلك لا أحد يستطيع ان يضمن الصهاينة فإنهم لا يتركون السلام فى حاله بل سيحاولون هدم البناء.. ولكنهم يتناسون أو يتجاهلون أن معنى ذلك.. نهايتهم.. وهذا ما يتنبأ به الكثيرون!!
لقد انطلق السلام.. ووقع المفاوضون على وثيقة السلام فى مدينة السلام واكدت مصر انها زعيمة السلام والقوة الأكبر فى المنطقة مهما حاول الصهاينة إضعاف موقفها.. ولكن العالم كله بات يعترف بقوة مصر وتأثير مصر برغم كل شئ.
ولعل من اثار معاهدة السلام القوية خطوتان مهمتان لأهل غزة الأولى هى سرعة ادخال المساعدات الانسانية.. ثم المؤتمر الاول لاعادة إعمار غزة.. وقد طلب الرئيس السيسى من ترامب دعم ورعاية المؤتمر.. وهى رسالة للعالم كله لإعادة اعمار غزة واعتقد ان هذا المؤتمر سيكون من أهم المؤتمرات العالمية.. واعتقد انه سيكون ايضاً فى مدينة السلام..
غياب البعض عن مؤتمر شرم الشيخ لم يؤثر ولن يؤثر على واقع المنطقة.. فالسلام يفرض نفسه بقوة الانسانية ولا شك ان الانسانية الحقيقية العالمية هى المنتصر الأقوى فى هذه الاحداث وهى التى فرضت نفسها داعمة لموقف مصر لتؤكد من جديد دور مصر التفاوضى المحورى الاساسى فى قضايا العالم والمنطقة وهذا ما ستثبته الأيام إن شاء الله.
تجديد الخطاب المجتمعى «1»
أصبحنا الآن فى حاجة ماسة إلى تجديد الخطاب المجتمعى الذى أصبح خطاباً مهترئا وضعيفاً ويحتاج قوة انسانية مصرية عالية لتجديد الخطاب المجتمعى الذى نعيشه.
عندما اندحر الإرهاب باسم الدين.. وانتصر العقل الدينى على هذا الإرهاب.. كان ضرورياً ان يتم الاعلان عن تجديد الخطاب الدينى لنخرج سالمين من هذا المأزق.
دارت الأيام وأصبحت الثقافة المصرية بوجهين وتعالت الدعوات لتجديد الخطاب الثقافى خاصة بعد عام 2018 واليوم نحتاج إلى دعوة صادقة وصريحة وقوية لتجديد الخطاب المجتمعى بعد ان أصبح المجتمع المصرى على شفا حفرة من الانهيار بوعى وبدون وعى.. حيث كان الحرب الحقيقية على المجتمع المصرى بهدف تدميره لأن الحرب الحاضرة لن تنجح وبالتالى فأصبح ضرورياً هدم المجتمع من الداخل ومن هذا يجب علينا ان نبدأ مرحلة تجديد الخطاب المجتمعى فى الأيام المقبلة.
والحديث متواصل بإذن الله فى الأعداد القادمة
لأهمية هذا الخطاب.. وضرورة تجديده.