الكيان الإسرائيلي يعيش مأزقا كبيرًا بعد 7 شهور من عملية السابع من أكتوبر، وما تلاها من هجوم وحشي كاسح علي قطاع غزة تسبب في قتل ما يقارب من 40 ألفاً من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
أزمة الكيان الإسرائيلي تبدأ من داخله نفسه الذي أعطي حكومته المتطرفة شيكاً علي بياض من أجل شن عملية عسكرية كاسحة لاستعادة الأسري الإسرائيليين لدي المقاومة، فلم يستعد الاسري، بل فيها حتي الآن ما يقارب من 300 ضابط وجندي علي أرض قطاع غزة، منذ بدء العملية العسكرية وهؤلاء هم ضعف عدد الأسري الإسرائيليين الذي يبحث عنهم جيش الاحتلال في متاهة الانفاق في كل شبر أسفل قطاع غزة بشكل هندسي دقيق يصعب علي أي جيش أو جهاز مخابراتي أن يفك شفراتها.
ثاني ما يواجه الكيان من صعوبات هي التحولات التي حدثت داخل المجتمع الدولي وخاصة الغربي الذي غض الطرف في السابق عن جريمة العدوان علي غزة ولكنه مع الوقت ومع تزايد مشاهد القتل والتدمير والإبادة الجماعية بدأت التحركات المضادة تتعالي والأصوات تتصاعد رافضة الاستمرار في الجريمة، وآخر مظاهرها ما يحدث بين جنبات وقاعات الجامعات الأمريكية والأوروبية من صحوة شباب الجامعات ورفضهم استمرار العدوان والمطالبة بوقفه مع مطالبتهم بوقف التعاون بين جامعاتهم والكيان الإسرائيلي.
ثالث ما يواجه الكيان، هو استمرار وثبات المقاومة الفلسطينية وعملياتها القوية والتي تكبد جيش الاحتلال يوميًا قتلي وجرحي بالعشرات مع تدمير ما يقارب من ألفين آلية عسكرية، فضلا عن استخدام أسلوب حرب الشوارع والقتال من بيت إلي بيت مستغلة شبكة الانفاق والسيطرة علي الأرض والحاضنة الشعبية التي لم تتخل عن المقاومة رغم كل الخسائر في الأرواح.
رابع ما يواجه الكيان وأكثره صعوبة ما يسميه اليوم التالي للحرب معتقدا أنه سيتمكن من القضاء علي المقاومة، وهذا ما يشكل الآن مأزقا كبيرا للاحتلال لأن المقاومة استوعبت الصدمة وتقوم بإعادة موضع قواتها وتشكيل نفسها من جديد في كل المناطق التي اعتقد الاحتلال أنه طردها منه في الشمال والوسط، وتنطلق بعمليات عسكرية كبيرة ومؤلمة للاحتلال في الشمال والوسط والجنوب.
خامس الصعوبات التي تواجه الكيان الاسرائيلي، أن قيادته تري أن اليوم التالي لقيادة السلطة في الضفة هو الخطر القادم، ويستعيد أدبيات منظمة التحرير الفلسطينية التي تأسست عام 1964 من أجل تحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح من خلال أجنحتها العسكرية، وتتوقف عن التنسيق الأمني مع اسرائيل وتطلق يد المقاومة لتشتعل الضفة في وجه الاحتلال.