شهدت محافظة الجيزة حادثاً مأساوياً صباح أمس راح ضحيته 10 فتيات وتم إنقاذ ٧ آخرين وجارى البحث عن ٩ مفقودين إثر سقوط سيارة ميكروباص من معدية أبوغالب بمنشأة القناطر بمحافظة الجيزة أثناء توجههم إلى عملهم.. تم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة بإشراف اللواء دكتور هشام أبوالنصر مساعد الوزير لقطاع أمن الجيزة بلاغاً من شرطة النجدة بوقوع الحادث وانتقلت الأجهزة الأمنية ورجال الإنقاذ النهرى إلى هناك وتم فرض كردون أمنى حول مكان الواقعة والاستعانة بمعدات الحماية المدنية ولنشات الإنقاذ والأوناش لاستخراج السيارة والضحايا.
كما تم القبض على السائق «محمد.خ»- ٢٢ سنة- من محافظة المنوفية.
كشفت التحقيقات عن أن السائق قام بالتشاجر مع زميل آخر على المعدية تاركاً السيارة دون شد الفرامل مما تسبب فى تحركها خاصة مع الحمولة الزائدة حيث تبين أن السيارة التى سقطت كان على متنها 26 شخصاً رغم أنها لا تتسع لأكثر من 14 راكباً.
اصطف أهالى وأسر الضحايا فى مشهد حزين له منتظرين خروج جثامين بناتهن لنقلهن إلى المشرحة لاستصدار تصريح من النيابة العامة لدفنهن.
انتقلت النيابة العامة إلى موقع الحادث وعاينت السيارة بعد استخراجها واستمعت إلى الشهود ورواية كل منهم.. وأمرت النيابة بانتداب لجنة فنية لفحص السيارة وتحديد أسباب سقوطها وسماع أقوال السائق على مدى عدة ساعات والناجين ولايزال التحقيق مستمراً.
شهود عيان أكدوا لـ «الجمهورية» أنه فور وقوع الحادث استغاثوا بصيادين المراكب الصغيرة، موضحين أنه بمجرد سقوط السيارة بالنيل أسرع الأهالى والصيادون لمحاولة إنقاذ الضحايا وأوضحوا أن هؤلاء الفتيات هن مصدر دخل أسرهن حيث يقمن بالعمل على مدار ٦ أيام فى الأسبوع فى المصانع وشركات التصدير الموجودة فى منشأة القناطر وأن جميع الضحايا من محافظة الفيوم يأتون يومياً الثامنة صباحاً للعمل من أجل اكتساب رزقهن.
وقال عبدالمجيد حفناوى موظف سابق فى الوحدة المحلية أن السبب الرئيسى لهذه الحادثة هو التأخير فى إنشاء الكوبرى الجارى العمل فيه حالياً ببطء شديد وكان من المفترض أن تنتهى منه الشركة المنفذة من عام مضي.. والذى بدأ العمل به منذ ثلاث سنوات.. مشيراً إلى أنها ليست الحادثة الأولى منذ الثمانينيات وأن هناك ثلاث معديات بالمنطقة تسببت فى العديد من الحوادث فى منطقة غرب الرياح بأبوغالب وهى منطقة استثمار زراعى كبيرة.
أشار إلى أن إضافة مدينة سفنكس الجديدة لها مؤخراً فأصبحت من أهم المناطق فى مصر علاوة على مطار سفنكس الجديد وهى منطقة استثمار زراعى وصناعى مهمة جداً.. قال إن وجود الرياح البحيرى وبالقرب منه الرياح الناصرى وهو أصغر نسبياً وهم فى حاجة إلى انتهاء إنشاء الكوبرى كحلم قديم لأهالى المنطقة.. مشيراً إلى أن كل مصالح المواطنين فى هذه المنطقة يتركز على إنشاء كوبرى أبوغالب.
وقال عبدالحميد محمود موظف بالجمعية الزراعية إن الحل الوحيد والأسرع والأقرب لهذه الأزمة هى تعجيل إنشاء الكوبرى لإنهاء قائمة كبيرة من الحوادث على مدار 40 عاماً.. موضحاً أن غالبية الوفيات من البنات الصغيرة اللاتى يعملن فى المزارع الزراعية لجمع الفراولة والعنب وغيرها من المحاصيل.. وأن أصحاب المزارع يستعينون بهم من قرى المنوفية المجاورة لمحافظة الجيزة.
من ناحيته انتقل اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة إلى موقع الحادث وأمر بتوفير كافة السبل لمساعدة المصابين.. وتقدم بخالص التعازى لأهالى المتوفين.
وأشار المحافظ إلى أن المعدية مرخصة وتعمل بكفاءة عالية وأن التحقيقات ستثبت إذا كان هناك خطأ من السائق أو ما هى ملابسات الحادثة.. مؤكداً الانتهاء من إنشاء الكوبرى فى أقرب وقت ممكن.
ويتابع اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة الحالة الصحية لمصابى حادث السقوط حيث كلف مديرية الشئون الصحية بتقديم أوجه الرعاية الصحية اللازمة للمصابين حتى تمام شفائهم وصرف إعانات عاجلة لأسر الضحايا.
وكلف المحافظ مديرية الشئون الاجتماعية بصرف إعانات عاجلة لأسر المصابين والمتوفين والتيسير عليهم.
وفى قريتى سنتريس والقناطر بالمنوفية عم الحزن الأهالى وارتفعت أصوات الصراخ بين الأهالى الذين افترشوا الأرض وانتقل عدد منهم إلى مكان الحادث للمساهمة فى إنقاذ الضحايا.
وقدم محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبوليمون التعازى لأسر المتوفين داعياً المولي- عز وجل- أن يتغمدهن برحمته ووجه برفع درجة الطوارئ بمستشفيات أشمون لاستقبال الحالات المصابة.
وقال انه فى إطار خطة الدولة لخدمة الأهالى وتوفير سبل الانتقال الآمنة بين جانبى الرياح داخل محافظة الجيزة من الجانبين والقادمين من محافظة المنوفية جارى الانتهاء من الأعمال الانشائية لكوبرى بموقع الحادث تمهيدا لتشغيله قريبا لخدمة المواطنين.
ومن ناحيته تابع الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان الأعمال الإسعافية والخدمات الطبية المقدمة لمصابى الحادث موجهاً برفع درجة الاستعداد فى المستشفيات الواقعة فى محيطه.
وأكدت الوزارة تمركز ٨ سيارات فى موقع البلاغ، مشيرة إلى أن الحصيلة الأولية تشير إلى التعامل مع ٩ منهم ثم نقل ثلاثة منهم إلى مستشفيات الشيخ زايد المركزى ووردان المركزى وإسعاف ٦ فى موقع الحادث كما تم نقل ٦ وفيات وماتزال أعمال الإنقاذ الطبى جارية وجارى المتابعة.
ووجه حسن شحاتة وزير العمل مديرية عمل محافظة الجيزة بسرعة التحرك إلى موقع الحادث وإرسال تقرير مفصل بتفاصيل الحادث والتنسيق مع الإدارة المختصة بالعمالة غير المنتظمة لبحث صرف إعانات للضحايا بواقع 200 ألف جنيه لكل متوفى و20 ألف جنيه لكل مصاب وذلك من «بند الحوادث» الذى قرر الوزير استحداثه على منظومة العمالة غير المنتظمة بالوزارة.. من جهتها أكدت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى أنه سيتم صرف المساعدات المقررة لأسر المتوفين والمصابين حسب نسبة الإعاقة والإصابة.
ووجهت مديرى التضامن الاجتماعى بالجيزة والمنوفية بسرعة التحرك والتواجد الفورى لفرق الإغاثة، مشددة على تكثيف الجهود نحو مساعدة الأهالى مقدمة التعازى لأسر الضحايا وتقديم الدعم اللازم لهم والمصابين، كما وجهت فرق الهلال الأحمر المصرى بالتواجد فى الموقع لتقديم أوجه الرعاية.
وحصلت «الجمهورية» ببعض من أسماء الضحايا وهم: شهد محمد عبده عبدالجواد كساب- – وتهانى السيد عمر- ، وجنا إيهاب دبور- وجنا أحمد عبدالعليم محمود- وآلاء رمضان عبدالمجيد عامر- – وجثة غير معلومة وروضة رجب على الصول وملك عادل صقر حسن- – ويسرى مجدى عبدالغنى قاسم وهاجر أحمد عبدالسلام وروان رمضان عيد.