عاشت مصر أسبوعاً من الأفراح والليالى الملاح المتوالية تباعاً، ويحق لها أن تفرح بنجاح أبنائها البررة الكرام.. وكان أولها فوز د.خالد العنانى عالم المصريات ووزير السياحة والآثار السابق مديراً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، إذ حصل على 55 صوتاً من أصل 57 صوتاً فى انتخاب المجلس التنفيذى للمنظمة، حيث كان نجاحه بمثابة أول مصرى وعربى يفوز برئاسة هذه المنظمة، التى تأخرت كثيراً عن مصر وأشقائها رغم أحقيتهم بهذا المنصب منذ وقت بعيد، ولكنها إرادة الله ومشيئته وبفضل وحدة العرب.
فوز العنانى برئاسة «اليونسكو» لم يكن الأول، لأن مصر لم تنس أبنائها البررة، فمن قبل فاز د. بطرس بطرس غالى كأمين عام للأمم المتحدة وفوز د.غادة والى بمنصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذى لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة «UNODC» ومدير مقر المنظمة الدولية فى فيينا، وجاء بعدها تعيين د.ياسمين فؤاد أمينة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وعلى طول الخط الاقتصادى د.محمود محيى الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل خطة 2030 للتنمية المستدامة، الذى شغل منصب المدير التنفيذى بصندوق النقد الدولى 2020 وغيرهم الكثير.
بمناسبة فوز الفنزويلية ماريا كورينا بجائزة نوبل للسلام.. تذكرت الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، الذى حصل على نفس الجائزة بعد أن وقّع مع مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل اتفاقية سلام بالتعاون مع الرئيس الأمريكى جيمى كارتر عام 1978 مناصفة، علماً بأن مصر بقيادة الرئيس السادات قد حققت انتصاراً ساحقاً على إسرائيل فى عام 1973 بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الحصين واسترداد كل شبر من أرض سيناء الحبيبة.
وفى عام 1988 حصل الروائى نجيب محفوظ على «نوبل» فى الأدب، وكان أول عربى يحصل عليها.. وفى عام 1999 حصل الكيمائى المصري- الأمريكى الجنسية أحمد زويل على نوبل فى الكيمياء لأبحاثه فى الفيمتو ثانية، ليكون أول مصرى وعربى ومسلم يحصل على نوبل فى الكيمياء.
فى اليوم التالى لفوز د.عنانى بمنصب اليونسكو، حقق المنتخب المصرى لكرة القدم فوزاً ساحقاً على نظيره الجيبوتى 3/صفر على ملعب الدار البيضاء بالمغرب الشقيق، ضمن الجولة التاسعة قبل الأخيرة فى التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال 2026 للمرة الرابعة فى تاريخه بقيادة الكابتن حسام حسن، لتعم الأفراح ربوع القطر المصرى بهذا التأهل المبكر.
مِن جملة الأفراح وأهمها التى غمرت قلوب كل مصرى فى ربوع المعمورة، كان توقيع اتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب بوساطة مصرية- قطرية- تركية بين حماس الفلسطينية والكيان الإسرائيلى، الذى على إثره توقفت آلة القتل والدمار الإسرائيلية وانسحاب قواتها من غزة الجريحة، التى كان للقيادة المصرية عظيم الأثر فى نجاح هذا الاتفاق بعد عامين من الدمار.. فتحية للوسطاء وكل من سعى لوقف الحرب الإسرائيلية المجرمة، ونسأل الله تعالى أن يعم السلام ربوع المنطقة والعالم أجمع.. والسلام على كل من أراد لنا السلام.