لست من محبى السياسة ولا أجيد الحديث فيها وإذا فرضتها على الظروف اكتفى بالاستماع فقط ليس لعدم قدرتى على طرح القضايا ومناقشتها ولكن ليقينى الراسخ أن هناك دوماً أبعاداً أخرى لا يعلمها العامة ولا يجب أن يعلموها لذا فإن ما يطرح لا يقدم لنا الحقيقة مجردة ولكن ليقول ما أراده الساسة والأنظمة التى ينتمون إليها .
وعلى النقيض أعشق قراءة التاريخ السياسى لإدارك الواقع الذى نعيشه حتى يكون لدى القدرة على الإنتقاء وفهم الآخر وما له من مآرب سياسية حتى وإن بدت الصورة وردية خاصة أنه لا مكان للحديث عن المدينة الفاضلة فى العلاقات بين الدول فكل دولة لا تبحث إلا عن مصالحها ومصالح رعاياها وحلفائها الأمر الذى اتضح بشكل جلى مع ما يسمى الربيع العربى وما تلاها حتى يومنا هذا فكل الذين أظهروا المحبة للمنطقة العربية لم نر منها إلا أنياباً تريد تمزيقها وتشريد شعوبها بحثاً عن مطامع اقتصادية قبل أن تكون سياسية فى كثير من الأحيان ولعل ما حدث فى العراق خير شاهد على ما أقول .
وعلى مدار الفترة الماضية تابعت بقلق بالغ ما يحدث فى المنطقة وكم الضغوط التى تمارس ضد مصر والمحاولات المستميتة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وتنفيذ المخطط الذى كانت تسعى إليه جماعات الشر ليسيطر الكيان الصهيونى على الأرض وتضيع القضية الفلسطينية وهو الأمر الذى رفضته مصر بشدة وتصدت له رغم كل ما فرض عليها من ضغوط وحصار وتحمل الكثير من أبناء الشعب المصرى كل الصعاب وتمسكوا بحق الأخوة الفلسطينيين فى الأرض .
مشاهد الدمار الشامل فى غزة كانت تدمى القلوب والمجازر التى ارتكبتها قوات الاحتلال ضد الأطفال والنساء حتى الرجال والشيوخ يصعب وصفها وحملات الإساءة لمصر كانت أقوى من الاحتمال حتى أبناء مصر الذين تصدوا لذلك فى الخارج تعرضوا للمشاكل وسط حالة أصابت الجميع بالإحباط والتشاؤم من مستقبل بات غير معلوم لبلد باتت فى مرمى النيران .
وسط هذا المشهد العبثى وفى الوقت الذى حاولت جماعات الشر التقليل من انتصار عظيم بحجم السادس من أكتوبر عام 1973 يوم النصر والعزة والكرامة واستدعاء ما حدث يوم السابع من أكتوبر عام 2023 ومحاولة إظهار مصر بالدولة المتخاذلة فى محاولة لجعلها ترضخ يأتى انتصار اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النيران .
الأمر يأتى برعاية مصرية قطرية أمريكية لكن ما فعلته مصر يعرفه الجميع فهى الوحيدة التى تمسكت حتى النهاية بحق الشعب الفلسطينى هى التى نجحت فى اقناع جيش الاحتلال بالانسحاب من غزة وترك الأرض لأصحابها هى صاحبة الموقف الواحد على مر التاريخ هى التى أجبرت ترامب على الحضور لأرض السلام ليشهد سلاماً جديداً برعاية مصرية .
اليوم انتصرت مصر من جديد وأخرست كل أبواق الشر وأجبرت العالم على الصمت ليسمع الصوت المصرى بقيادة القائد الذى لم يخلف وعده ليس لشعبه فحسب ولكن لكل العرب فتحية للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى نجح فى إنقاذ مصر وإعادتها بعد اختطافها على يد الجماعة الإرهابية واليوم ينجح فى إنقاذ غزة لتعود لأبناء فلسطين فى نصر جديد يشهده أكتوبر العظيم.