في إطار احتفالات جامعة القاهرة بانتصارات أكتوبر المجيدة، التي تقام تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة، نظمت كلية الطب – قصر العيني احتفالية خاصة اليوم بعنوان “ثلاثية أكتوبر في قصر العيني”.
وقد جسدت الفعالية تلاقي البطولات العسكرية والوطنية والطبية في يوم واحد، وحضرها كوكبة من الرموز الوطنية وأبناء الكلية.
دور قصر العيني في الحرب والسلام
استُهلت الفعالية بكلمة الأستاذ الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، الذي وجّه التحية لأبطال القوات المسلحة وشهداء الوطن.
استذكر الدكتور حسام الدور الوطني العظيم الذي قام به أطباء قصر العيني خلال حرب أكتوبر المجيدة، مؤكدًا أن ما تنعم به مصر اليوم من أمن واستقرار هو امتداد لتلك الروح العظيمة التي جعلت من النصر نقطة انطلاق للبناء والتنمية.
وأشار الدكتور حسام إلى أن السلام الذي يرعاه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ويدعو إليه من منابر العالم في قمة شرم الشيخ الحالية، هو الامتداد الطبيعي لروح أكتوبر التي علّمت المصريين أن القوة الحقيقية تكمن في إرادة السلام القائم على العدل والتنمية، مؤكدًا أن قصر العيني ما زال يجسّد هذه الروح في رسالته العلمية والإنسانية والوطنية.
محاضرة شاملة حول تفاصيل المعارك
تلا ذلك محاضرة شاملة ألقاها اللواء سمير فرج، أحد أبطال حرب أكتوبر ومحافظ الأقصر الأسبق ومدير الشؤون المعنوية للقوات المسلحة الأسبق. قدم اللواء فرج عرضًا حيًا لتفاصيل المعارك البطولية وخطط العبور، وحرب الاستنزاف والثغرة، مستعرضًا أدوار القادة والأبطال في إدارة الحرب بحكمة وشجاعة.
كما تناول أبعاد النصر من منظور وطني واستراتيجي، وكيف مثّل أكتوبر نقطة تحول في التاريخ العسكري المصري والعربي.
وفي مستهل كلمته، نقل اللواء فرج تحية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كلية طب قصر العيني، وهو ما يؤكد تقدير الرئيس لما تمثله الكلية من رمز وطني وإنساني وعلمي في تاريخ مصر الحديث.
شهادات الأطباء في الميدان
عقب ذلك، ألقى الأستاذ الدكتور فؤاد النواوي، وزير الصحة الأسبق وأستاذ الباطنة بكلية الطب، كلمة تحدث فيها عن تجربة الأطباء أثناء حرب أكتوبر من واقع مشاهداته في مواقع العطاء الميداني.
استعرض الدكتور النواوي بطولات الأطقم الطبية التي واصلت العمل تحت القصف، مؤكدًا أن انتصار أكتوبر لم يتحقق بالسلاح وحده، بل بالعلم والإنسانية والإخلاص في أداء الواجب.
واختتم اليوم الأستاذ الدكتور محمد قدري، أستاذ الجراحة المتفرغ ورئيس قسم الجراحة الأسبق بالكلية، بحديثه عن تجربة حصار السويس عام 1973، حين كان ضمن ستة من أطباء قصر العيني الذين بقوا داخل مستشفى السويس العام طوال فترة الحصار، ليجسدوا أسمى معاني الفداء والعطاء الإنساني في واحدة من أندر صفحات التاريخ الطبي المصري.
حوار مفتوح وتفاعل طلابي
وفي ختام الفعالية، دار لقاء مفتوح بين الأساتذة والطلاب، تبادل فيه الحضور الحوار حول معاني أكتوبر وتجارب الأطباء والجنود في تلك الأيام الخالدة، وسط تفاعل كبير من طلاب الكلية الذين عبّروا عن فخرهم بالانتماء إلى مؤسسة كانت وما زالت رمزًا للوطنية والعلم والإنسانية.






