انها الحرب الدامية والأطول فى الصراع العربى – الإسرائيلى التى دارت رحاها فى قطاع غزة ومدنه المختلفة ورأها العالم عبر الفضائيات وأوراق مكتوبة وإذاعات مسموعة وفيديوهات على اليوتيوب فى مأساة يومية وهدن تبدأ لأيام يتم خلالها تبادل أعداد من الأسرى بين الجانبين ثم تعود الحرب لتدمير ولتجويع ومنع وصول الغذاء وتشويه إعلامى لما يجرى على الأرض فى غزة وإجراءات محاكمة دولية فى لاهاى وتصريحات هنا وأخرى هناك استمرت 732 يوما وفى هذه الأثناء كانت مصر قيادة وشعباً تسعى بصدق لإيجاد مخرج للسلام العادل والشامل وجاءت الخطة المصرية التى بدأت ملامحها جلية فى مؤتمر القاهرة الدولى للسلام للبحث عن بصيص أمل.
انعقـدت القمة برئاسـة السـيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أكد على الرؤية المصرية للحل وهى التى حملت بشكل واضح خطة متكاملة لحل الدولتين وثوابت مصرية خالصة رافضة للتهجير الطوعى أو القسرى وأنه لا حل على حساب دول أخرى مع إنفاذ الغذاء والطاقة والدواء والبحث عن مسارات حقيقية لتحقيق السلام بحسب المقررات الدولية وطوال العامين ولا يمر يوم إلا وهناك اتصال بين السيد الرئيس ورئيس أو أكثر فى العالم وعبر عواصمه المؤثرة للبحث عن مخرج لإيقاف الحرب المستمرة والدمار والتخريب الممنهج فى أرض غزة.. وكانت خطة مصر لإعادة الإعمار أيضا هى النموذج الأمثل لإعادة ما دمرته الحرب من خلال خطة السلام.
ومرت السنة الأولى تقريبا وشهور فى عهد الرئيس الأمريكى السابق جوبايدن لكن لم يكن هناك تحرك أمريكى واضح على الأرض ومع تولى الرئيس دونالد ترامب أعطى آمالا لشعوب العالم بأنه سيحل قضايا الحروب فى العالم.. ومرت المائة يوم الأولى دون أن تتوقف الحرب أو نرى حلولاً على الأرض وفي كل هذا لم تفقد القيادة المصرية الامل، بل كانت حريصة على مواصلة كافة الجهود وفى كل الاتجاهات من اجل انهاء الحرب ومناشدة الضمير العالمى لمساندة هذا الموقف، حتى أعلن الرئيس دونالد ترامب مبادرته الأخيرة التى تزامنت مع خطابه فى الأمم المتحدة بالدورة الـ80 للجمعية العامة وفيها شاهد العالم اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية بينها بريطانيا نفسها الحليف الأمريكى وصاحب وعد بلفور وكذلك الموقف الاسبانى وغيره من الدول التى كان اعترافها صدمة لحكومة إسرائيل.
فشلت الحرب فى تحرير الأسرى أو القضاء على المقاومة وبعد مفاوضات ماراثونية ما بين الدوحة والقاهرة وعواصم أخرى كانت محطة شرم الشيخ الحاسمة.. حيث كانت النتيجة على أرض مصر وبحضور مصرى وقطرى وتركى وأمريكى ووفد حماس وتم قبول المبادرة والاتفاق والبدء فى تنفيذ مرحلته الأولى التى يستعد العالم لتوقيعها خلال الساعات القليلة القادمة من مدينة شرم الشيخ وبرعاية مصر التى أعلن قائدها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى موقفها صراحة للعالم، وأن الحرب لن تحقق السلام العادل والشامل فى الشرق الأوسط بل لابد من البدء فى مرحلة إعادة الإعمار وتضميد الجراح التى خلَّفتها هذه الحرب الدامية على مدى أكثر من عامين.. تنفس العالم الصعداء بين مصدق وغير مصدق خاصة أمام تناقض التصريحات الإسرائيلية.. لكن كان واضحا أن الرئيس الأمريكى دونالد فى حديثه مع السيد الرئيس السيسى عازما على إيجاد حل دائم وشامل لهذه القضية التى عانى منها ليس الفلسطينيون فقط بل العالم شرقه غربه.
وبالتأكيد لم يكن الطريق سهلا.. بل كانت العثرات والتعقيدات عليه كثيرة ونجحت مبادرة ترامب فى تذليلها.. ونجحت رؤية مصر بدورها المحورى وحكمة قائدها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الوصول إلى هذا الاتفاق بمرحلته الأولى التى تضمن وقف إطلاق النار وتسليم الأسرى وجثامين المتوفين الإسرائيليين وكذلك الإفراج عن الفلسطينيين بسجون الاحتلال، كبداية لتنفيذ الاتفاق والسعى للسلام الحقيقى الدائم والشامل نحو حل الدولتين.
التوقيع اليوم على التفاق ينهى مرحلة دامية يشفى غليل أمهات الشهداء فى فلسطين وينهى مأساة إسرائيليين كانوا فى الأسر طوال هذه الفترة مع 28 جثمانا احتفظ بها أبناء المقاومة طوال هذه الفترة وتظاهر أهلهم لتسليم جثامينهم.
لكن السؤال الصعب هل سيصمد نتنياهو مع الاتفاق بلا منغصات أو وضع عراقيل أمام مراحل تنفيذه، الأيام القادمة تحمل الإجابة وأن كان خبراء السياسة والجيوسياسيون يرون أن ترامب مصمم على إيجاد حل وتنفيذ بنود مبادرته.. وأن نتنياهو ليس أمامه مخرج أمام العالم إلا الموافقة وبالتأكيد بقراءة للأحداث لم يأت توقيع الاتفاق سهلا فهو يأتى بعد عامين من النيران المشتعلة فى القطاع الذى يقطن به أكثر من 2.3 مليون نسمة وبعد أكثر من 70 ألف شهيد وأضعاف هذا الرقم من الجرحي.. ويرى الخبراء أن توقيع الاتفاق وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس ترامب.. ورئاستهما المشتركة لقمة شرم الشيخ سيعطى ضمانة دولية مهمة لتنفيذ الاتفاق ويعود السلام إلى الشرق الأوسط بعد أحداث دامية شاهدها العالم.
كلمة أخيرة
تبقى مصر الرقم المهم قيادة وشعباً لحماية السلام والبحث عن الاستقرار فى المنطقة وها هو اتفاق شرم الشيخ يصل بنا الى مرحلة مهمة وكل يوم يثبت الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الرؤية المصرية الواضحة بلا تلوين هى التى كانت الداعم والسند للقضية على مدى عقود.. والاتفاق الأخير أثبت للجميع أن خطة مصر كانت العلامة المضيئة لمبادرة الرئيس ترامب الذى يدخل التاريخ بحضور شرم الشيخ فى أول زيارة له إلى مصر عنوانها «تحقيق السلام» بعد ماراثون من المفاوضات ووسط دخان الحرب وآلاف القتلى والجرحي.. حضور ترامب تأكيداً أيضاً على الدور المحورى والتاريخى لمصر فى المنطقة وأن مصر صانعة السلام والاستقرار.
اليوم التالى..
حماس: لن نشارك فى حكم غزة
عواصم– وكالات الأنباء:
قال مصدر فى حماس مقرب من الوفد المفاوض، إن الحركة لن تشارك فى حكم غزة فى المرحلة الانتقالية التى تلى الحرب مع إسرائيل.
وأضاف المصدر لوكالة «فرانس برس»:»بالنسبة لحماس موضوع حكم قطاع غزة هو من القضايا المنتهية. حماس لن تشارك بتاتا فى المرحلة الانتقالية مما يعنى أنها تخلت عن حكم القطاع، لكنها تبقى عنصرا أساسيا من النسيج الفلسطيني».
كان القيادى فى المكتب السياسى للحركة حسام بدران قد أكد فى وقت سابق أن الحديث عن مغادرة قادة الحركة لقطاع غزة بموجب اقتراح تضمنته خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «عبث، ولا يمكن أن يوافق عليه أى فلسطيني».وحذر من أن حماس سترد على أى عدوان إسرائيلى فى حال استؤنفت الحرب.
وفيما يخص مسار المفاوضات، أشار المسؤول إلى أن المرحلة المقبلة من التفاوض مع إسرائيل ستكون أكثر صعوبة وتعقيدا.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس، أنه أصدر تعليمات للجيش بالاستعداد الفورى لتنفيذ مهمة تدمير شبكة أنفاق حركة حماس فى قطاع غزة؛ وذلك فور الانتهاء من عملية إعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وأشار «كاتس»، فى تصريحات أوردتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس، إلى أنَّ التحدى الأكبر الذى سيواجه إسرائيل بعد مرحلة إعادة الرهائن سيكون تدمير جميع أنفاق حماس فى غزة بشكل مباشر من قِبل الجيش الإسرائيلي، ومن خلال الآلية الدولية التى ستُنشأ بقيادة وإشراف الولايات المتحدة.
وشدد وزير الدفاع الإسرائيلى على أنَّ عملية تدمير الأنفاق تمثل المعنى الرئيسى لتحقيق المبدأ المتفق عليه، وهو نزع سلاح غزة وتحييد حماس وتجريدها من قدراتها.ولفت «كاتس» إلى أنَّ هذا التدمير هو جزء لا يتجزأ من تنفيذ مبدأ نزع سلاح حماس المتفق عليه، مُشيرًا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى إزالة التهديد الأكبر الذى تواجهه إسرائيل بعد عودة المحتجزين.
