< الكرة الإفريقية تتقدم وتتطور بشكل كبير وسريع، بعض المنتخبات لم تكن فى الماضى لها قوة أو ألقاب ولا تعمل لها معظم المنتخبات أى حساب فى البطولات، فجأة تعملق الصغير، وكشر عن أنيابه.. يلعب ويهاجم بقلب جامد، ينافس ويكسب ويفرض وجوده وسط الكبار.. حتى أن الفوز ولو فى مباراة واحدة فى أية بطولة.. أصبح من الأمور الصعبة، ودخلت الحسابات فى كل بطولة مجمعة طبقاً للمفاجآت الواردة فى أى وقت.
ما من منتخب أفريقى إلا وله حساباته مهما كان صغيراً وفى نفس الوقت أصبحت القوى الكبرى والمنتخبات الأولى فى التصنيف الأفريقى تعمل ألف حساب لأى منافس مهما كان!!.
منتخبنا وهو صاحب اكبر رصيد أفريقى فى بطولات كأس الأمم.. سبق وخسر مباريات غير متوقع الهزيمة فيها ومن منتخبات غير مصنفة، وسبق أن خرجنا من تصفيأت كأس العالم أمام منتخبات أقل بكثير من منتخبنا مما كان سبباً رئيسياً فى إقاله عشرات المدربين الكبار.
..وسبحان الله يأتى الجوهرى ويفوز كأس الأمم ويصل بنا إلى مونديال إيطاليا عام 90 من القرن الماضى.. ثم يأتى المعلم حسن شحاته ويحقق الثلاثية.. وكأنها حلم ظل يرواد المصريين من منتصف القرن الماضى ويسترجع انتصارات كأس الأمم وأيام الجوهرى من جديد.
الآن وقد صعد منتخبنا من جديد لكأس العالم بأمريكا وكندا والمكسيك وكأس الأمم والتى هى تجربة جديدة لحسام حسن الذى استكمل مسيرة الجوهرى وشحاته!!.. ماذا نحن فاعلون فى المغرب؟!!.
البطولات الأفريقية المجمعة مثل كأس الأمم.. تختلف اختلافاً كلياً عن التصفيات بطريقة الذهاب أؤ المباريات الفردية.. فكل شىء تغير ومقبول.. وتطور فى الكرة الأفريقية.. أرى شخصياً أن المنافسة فى كأس الأمم واللعب مع المنتخبات الافريقية اكثر صعوبة من اللعب فى كأس العالم التى تشارك فيها منتخبات متطورة حديثة تلعب كرة متقدمة سريعة بمهارات رائعة وبخطط جديدة حديثة، بينما المنتخبات الافريقية رغم تطورها السريع.. إلا أن عنصر القوة مازال يسيطر على الأداء مصحوباً بالعنف أحياناً.. لكن هذا لا ينفى أن الاحتراف الذى دخل أفريقيا بناء على نظام الاتحاد الدولى كان سبباً فى هذا التطور الفنى الكبير.. خاصة أن أسعار الاقامة عادة ما تكون قليلة عنها لدى اللاعب الأوروبى علاوة على سهولة تعامل الأندية الافريقية والاتحادات فى السماح للاعبيها بالاحتراف الخارجى.. مما انعكس على المنتخبات الأفريقية التى لم يعد اللعب معها سهلاً مضموناً.. وكم من منتخب مصنف بين الكبار وخسر وودع البطولات على أيدى منتخبات جديدة على الساحة.. والبقية تأتى من تطور!!.