منظومة التعليم بكل مراحلها تسير على ما يرام سواء التربية والتعليم أو التعليم العالى حيث إن أمل مصر الحقيقى خلال الوقت الراهن والمرحلة القادمة معقود على منظومة التعليم والصحة وغيرها.
الدولة تقدم كل ما تملك من أجل منظومة تعليمية جيدة لتستطيع أن تنافس بها العالم والدليل أن موازنة التعليم فى ازدياد كل عام عما قبله ناهيك عن التطور الجلى فى المناهج المدرسية وبناء المدارس والجامعات الجديدة متضمنة معامل على أحدث ما يمكن لمواكبة العالمية ونحن فى انتظار أجيال من المبتكرين والعلماء للنهوض بهذا الوطن العزيز ومواكبة العالمية.
ما تم انجازه على أرض الواقع من تطوير يحسب للقيادة السياسية والحكومة الرشيدة وهذا دليل على أن القيادة ترنو إلى مستقبل مشرف ينتظر هذا البلد فى القريب.
الشيء الذى يحتاج إلى بناء ورعاية واهتمام من أجل إتمام المنظومة التعليمية هو «بناء الإنسان» لأن قيمة الإنسان والاستثمار فيه هى السبيل إلى بناء المجتمعات والتقدم الحضارى إذ أن الحضارات والدول لا تقاس بعلو بنائها وثرواتها بل باهتمامها ببناء الإنسان الذى يشكل الجزء الكبير فى مسيرة الحياة واستمرارية تلك الحضارة المبنية ومن ينظر إلى التاريخ سيعلم مدى أهمية بناء الإنسان فى حياة الشعوب التى دُمرت بسبب الحروب وويلاتها.
لا شك أن العلم أحد الأسلحة المهمة فى بناء المجتمعات بل والحضارات وليس للمجتمع حاجة إلى شيء أقوى من حاجته للعلم والتعلم وبالعلم تصنع الحياة الراقية ويقضى على الأمية والجهل والفقر والجوع والمرض ويقصد بالعلم هنا هو كل علم نافع يفيد ويسهم فى التقدم الحضارى والإثراء المعرفى ويقوى ويعزز قدرة المجتمع سواء كان من العلوم الشرعية أو المادية أو التجريبية كالطب والهندسة والاقتصاد والتجارة والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
المعلمون فى المدارس بحاجة إلى بناء وتدريب حقيقى من خلال ورش عمل لمواكبة العالمية وكذلك الإدارة بحاجة إلى تدريب مهنى وأخلاقى وقيمى لأن هذا البناء يصب فى بناء المتعلم سواء بالإيجاب أو السلب.. مدارسنا بها إيجابيات لا تحصى وبها سلبيات كثيرة حيث يتم تعيين بعض المديرين بعيداً عن معايير الكفاءة بالواسطة كل ما يهمهم الوجاهة الاجتماعية وجمع الأموال بطرق مباشرة أو غير مباشرة على حساب التعليم الجيد.. وأتمنى أن يكون وزير التربية والتعليم على علم بذلك من أجل القضاء على هذه العناصر الدخيلة على التعليم والتى تضر بسمعة مصر التعليمية لدى الدول المجاورة وبذلك تفقد مصر تاريخها التعليمى الذى بلغ الآفاق شرقاً وغرباً فالإدارة بحاجة إلى انتقاء من خلال تدريب وامتحانات متعددة رحمة بأولادنا.
أساتذة الجامعات هم شريحة من شرائح المجتمع فيهم الغث والسمين والصالح والطالح ومعظمهم على درجة عالية من الكفاءة العلمية والخلقية وهؤلاء هم العلماء.. ومنهم من لا يشغلهم العلم بل تسيطر عليهم المادة لكنهم يحتاجون إلى تدريب ورعاية لكن السلم الجامعى به خلل يحتاج إلى تشريع أو تدخل وزاري.. هل يعقل أن إشراف ومناقشة استاذ جامعى على رسالة ماجستير أو دكتوراة لمدة عام أو عامين أو أكثر يحصل على مكافأة 800 جنيه لا غير فى حين أن الجامعات الخاص تعطى الاستاذ مكافأة مناقشة ألفى جنيه أين التوازن بين الجامعات الأمر الذى يجعل الاستاذ لا يهتم بل يتكاسل فى قراءة البحث هذه المكافأة بحاجة إلى نظرة.
النظام الإدارى فى بعض الكليات يحتاج إلى تدخل من وزير التعليم العالي.. النصاب القانونى لبعض الأساتذة فى الإشراف على الرسائل العلمية.. بعض الكليات تجعل من حق الأستاذ الإشراف على أى عدد من الرسائل ولا غضاضة والكل يشرف بحب للعلم وللباحثين وعلى المقابل بعض الجامعات أو الكليات تحدد نصاباً قانونياً للاستاذ الأمر الذى يجعل الباحثين فى طابور طويل ربما ينتظر الباحث لسنوات طويلة لأن بعض الباحثين غير جادين فيعطلون الاستاذ والزملاء المنتظرين فى الطابور.. لذا على القيادة النظر إلى هذا الأمر وجعل الأستاذ يعمل بكل ما بوسعه حتى نقضى على الطابور الطويل.