يؤمن الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن الأعمال هى خير ما تعبر عن صاحبها، وأن أقوالًا بلا أفعال هى مثل الجسد الذى بلا روح.
يأتى ذلك إنطلاقًا من منهج عملى يتمسك به الرئيس الذى شطب من قاموس حياته كلمة «مستحيل»، مؤمنًا بأنه بالعمل الجاد والعلم الحقيقى وامتلاك أسباب القوة يمكن تحقيق مايرقى إلى مستوى المعجزات.
الرئيس السيسى يدرك جيدًا قدر وحجم ومكانة وقيمة مصر، وهو يدير أصعب وأعقد الملفات، وآخرها ملف إنهاء الصراع الدموى الأعنف فى تاريخ القضية الفلسطينية.
>>>
من مصر تبدأ، وعندها تنتهى كل الخيوط السياسية.
< مصر هى التى قادت أولى جهود السلام بعقد «قمة القاهرة للسلام» 21 أكتوبر 2023 وشاركت فيها 30 دولة وأمين عام الأمم المتحدة.
< ومصر هى التى تصدت لمخططات تهجير الفلسطينيين عن أرضهم، حيث عُقدت القمة العربية الاستثنائية 4 مارس 2025، وتمت صياغة موقف عربى موحد ردًا على خطة الرئيس الأمريكى بشأن تهجير سكان غزة.
< ومصر هى التى تحتضن على أرضها حاليًا أهم مفاوضات تستهدف إنهاء ذلك الصراع الممتد على مدار عامين فى قطاع غزة.
>>>
بعبارات قاطعة وواضحة، تحدث «ستيف ويتكوف» مبعوث الرئيس الأمريكى لعملية السلام بالشرق الأوسط أمام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى قائلًا:
«إنه من دواعى سرورنا وشرفنا، أننا هنا اليوم. أريد أن أخبرك أننى اشعر بأن هذه اللحظة فى الأيام القليلة الماضية أغلى لحظة فى حياتي، لأننا تمكننا من العمل معكم لعمل بعض الأشياء الجيدة حقًا للعالم والتى آمل أن تنقذ الكثير من الأرواح وأن تؤدى إلى سلام دائم. أريد أن أشير إلى أن لديك فريق رائع، ولا أعتقد أننا كنا سنحقق بدون قيادتك وبدون مجموعة المهارات الرائعة لفريقك، فى وقت الحاجة قدموا الدعم بطرق لا أعرف إذا كان التاريخ سيسجلها بالتفصيل، ولكن بدونك يا سيدى (يشير للواء حسن رشاد رئيس جهاز المخابرات العامة)، لم نكن لننتهى من ذلك، ولذا أقول شكرًا لك».
كلمات مبعوث الرئيس الأمريكى تأتى فى توقيت يتابع فيه العالم ما يحدث بمصر حاليًا، وفى ملابسات سيتوقف أمامها التاريخ طويلًا، حيث تكللت جهود مصر بالتعاون مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين بالنجاح لإنهاء الصراع الأشد ضراوة منذ نكبة 1948.
>>>
لقد أثبتت محادثات شرم الشيخ لإنهاء الحرب فى غزة أن مصر لا يمكن تجاوزها، ومن دون مصر لا إتفاق ينفذ، ولا سلام يتحقق ولا حرب تنتهي.
إن الإيمان الحقيقى بالسلام هو سر «قوة مصر الحقيقية»، التى تؤكد بأنه لكى يدوم هذا السلام لابد أن يُبنى على أسس العدل، وهذا ما عبر عنه الرئيس السيسى فى كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ52 لنصر أكتوبر المجيد بقوله:
«وإن السلام؛ كى يُكتب له البقاء.. لابد وأن يُشيد على دعائم العدالة والإنصاف.. لا أن يفرض فرضًا، أو يملى إملاء. فالتجربة المصرية فى السلام مع إسرائيل.. لم تكن مجرد اتفاق.. بل كانت تأسيساً لسلام عادل.. رسخ الاستقرار.. وأثبت أن الإنصاف، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم ..إنها نموذج تاريخي.. يُحتذى به فى صناعة السلام الحقيقي. ومن هذا المنطلق؛ نؤمن إيمانًا راسخًا.. بأن السلام الحقيقى فى الشرق الأوسط.. لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.. وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية.. وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها.»
>>>
سيأتى اليوم الذى تذكر فيه الأجيال ما فعله هذا الجيل من القادة والرجال الأوفياء لبلدهم وأمتهم، إيمانًا بأنهم يقومون بأعظم رسالة فى البشرية.
إنها لحظات فارقة يولد فيها الأمل من رحم اليأس، وينبثق النور من قلب الظلمة، وتثبت فيها إرادة الحياة أنها أقوى من الحرب والدمار.
من مصر يُصنع التاريخ، ويتحقق السلام، وتترسخ أسس التنمية والاستقرار.