يبدو أن شهر أكتوبر هو وش السعد عند المصريين ففى الوقت الذى كنا نحتفل فيه بالذكرى الثانية والخمسين لنصر أكتوبر حققت مصر انتصارات جديدة ولكن هذه المرة دون أن تطلق رصاصة واحدة.. انتصارات سياسية ودبلوماسية ورياضية حيث شهد يوم السادس من أكتوبر الجارى انتخاب الدكتور خالد العنانى لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو ليصبح أول مصرى وعربى يتولى هذا المنصب الرفيع وهو انتصار جاء تتويجاً لدعم مصرى وعربى ودولى غير مسبوق حيث حصل العنانى على ٥٥ صوتا مقابل صوتين فقط لمنافسه وهو انتصار ساحق لم تشهده اليونسكو منذ تأسيسها قبل ثمانين عاما وهو فوز يؤكد مكانة مصر الدولية وقدرتها على إدارة تلك المنظمة المعنية بالتربية والعلوم والثقافة.
وفى يوم السادس من أكتوبر حققت مصر أيضا انتصارا جديدا باستضافتها المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى للاتفاق على إجراءات تنفيذ خطة الرئيس الأمريكى ترامب لإنهاء الحرب فى قطاع غزة وقد نجحت جهود مصر والوسطاء فى التوصل لاتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة.. وانتصار مصر هنا ليس فقط لاستضافتها المفاوضات وإنما لأنها كللت جهود عامين كاملين بالنجاح لوقف حرب غزة ومنع تهجير الفلسطينيين وعدم تصفية القضية الفلسطينية وهى الأسس التى تم عليها بناء خطة ترامب لتكون كلمة مصر فى النهاية هى الفاصلة فى وقف هذا الصراع الذى كاد أن يعصف بالمنطقة برمتها.
ويوم الأربعاء الماضى كانت مصر على موعد بنصر جديد بعد أن تأهلت رسميا لنهائيات كأس العالم لكرة القدم التى تقام العام القادم فى أمريكا وكندا والمكسيك. وهذا هو التأهل الرابع للمونديال فى تاريخ الفراعنة وهو رقم كما قال المدير الفنى الوطنى للمنتخب حسام حسن لايليق بمكانة مصر وتاريخها الرياضى وإنجازاتها الكروية عربيا وأفريقيا وقاريا.
فرحة عامرة وسعادة غامرة يعيشها الشعب المصرى حاليا وهو يرى بلاده تحقق المزيد من الانتصارات فى شهر النصر.. انتصارات وراءها قيادة سياسية تتحلى بالحكمة والصبر والعزيمة والشجاعة القادرة على مواجهة التحديات وحل الأزمات والصراعات بعين بصيرة.. قيادة تدعو إلى أن يعم السلام والأمن والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة فى منطقة الشرق الأوسط.
بالمناسبة ما هو شكل كل من حاول تشويه الدور المصرى وهو يشاهد الآن مافعلته وتفعله مصر لوقف حرب غزة وعدم تصفية القضية الفلسطينية وعدم تهجير الفلسطينيين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة..إنها ثوابت مصرية لمن لايفهمون.