أنظار العالم كله اتجهت فى الآونة الأخيرة ومازالت الى مصر وتحديدا شرم الشيخ مدينة السلام والحضارة حيث عقدت الوفود العالمية جلسات تفاوض شديدة التعقيد والتشابك وصولاً إلى اتفاق سلام ينهى معاناة شعب غزة طوال عامين كاملين.. على أرض السلام اجتمع الفلسطينيون والإسرائيليون على طاولة واحدة بحضور وسطاء السلام ــ مصر وامريكا وقطر وتركيا ــ لطى صفحة الحرب اللعينة وفتح صفحة جديدة عنوانها السلام والأمان والاستقرار والبناء وإعادة الاعمار.. ولأن إرادة السلام تنطلق دائما وأبدا من هنا من أرض مصر ارض السلام فقد نجحت المفاوضات وتوصل الفرقاء الى اتفاق سلام نتمناه دائما وعادلاً يعيد الحقوق الى أصحابها وينهى للأبد حالة الحرب والصراع وتتوقف معه آلات الدمار الشامل والتجويع والحصار والابادة الجماعية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى نقل للعالم المترقب نتائج المفاوضات بين الإسرئيليين والفلسطينيين وكتب على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى موثقًا تلك اللحظة التاريخية قائلا: من شرم الشيخ، أرض السلام ومهد الحوار والتقارب، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب فى غزة بعد عامين من المعاناة، وفقاً لخطة السلام التى طرحها الرئيس ترامب، وبرعاية مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.. هكذا تحــدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن اتفاق السلام التاريخى الذى تم التوصل إليه من شرم الشيخ والذى انهى حربا شعواء لم نشهد لها مثيلا منذ الحربين العالميتين.. وقال الرئيس السيسي: «إن العالم شهد لحظة تاريخية تُجسّد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب.. هذا الاتفاق لا يطوى صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة فى غدٍ تسوده العدالة والاستقرار».
ولأنه قائد منصف يعطى لكل ذى حق حقه وينسب الفضل لاصحابه.. فقد وجه قائد مصر التهنئة للرئيس الامريكى دونالد ترامب لنجاح جهوده الحثيثة فى وقف الحرب فى قطاع غزة، مبدياً تقديره البالغ لشخص الرئيس الأمريكى، ولحرصه على وقف الحرب فى القطاع ورد ترامب سريعًا مؤكدا سعادته البالغة بهذا الإنجاز التاريخى، وبصداقته الوطيدة مع الرئيس السيسى، مشيرًا إلى أن الأنظار كانت تتجه نحو مصر خلال الأيام الماضية لمتابعة تطورات مفاوضات شرم الشيخ والتوصل إلى اتفاق وقف الحرب فى قطاع غزة.
الرئيس السيسى أشار إلى أن التوصل إلى الاتفاق هو إنجاز تاريخى، وأن ذلك تحقق لحرص وسعى الرئيس ترامب وجهوده الصادقة لتحقيق السلام، مؤكدًا أن الرئيس ترامب يستحق بناء على ذلك وعن جدارة الحصول على جائزة نوبل للسلام.. وشدد الرئيس على ضرورة المضى قدما نحو تنفيذ اتفاق وقف الحرب فى قطاع غزة بكافة مراحله، مع أهمية قيام الرئيس»ترامب» بدعم ورعاية التنفيذ.
وحلق ترامب بعيدا عندما تحدث عن مستقبل غزة بعد ان وضعت الحرب أوزارها قائلا: «سترون غزة يعاد بناؤها وسنشارك فى مساعدتهم على إنجاح هذه العملية والحفاظ على السلام فيها». وستكون الولايات المتحدة جزءا من عملية حفظ السلام فى غزة.
وكعادة ترامب دائما لايخلو حديثه من الدعابة مغلفة بالكبرياء والشعور بالعظمة والغرور فقال: «يريدون منى أن ألقى خطابا فى الكنيست، وسأفعل ذلك بالتأكيد إذا رغبوا فى ذلك». ويذكرنا حديث ترامب عن الكنيست بخطاب الرئيس البطل أنور السادات فى الكنيست عقب انتصار أكتوبر المجيد عندما قال فى مواجهة صقور تل ابيب بيجن وجولدا مائير وبيريز وشارون ورابين وديان وغيرهم:اننى اقف امامكم على قدمين ثابتتين.. وطالبهم بالتخلى عن منطق القوة والغزو والتوسع والجنوح الى السلم خاصة بعد سقوط اكذوبة الجيش الذى لايقهر.
وتحدث ترامب عما هو حادث بعد إحلال السلام فى غزة ووقف الحرب قائلا: إنه يتوقع أن تتوسع اتفاقيات السلام فى الشرق الأوسط خلال فترة وجيزة، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولًا كبيرًا نحو الاستقرار الإقليمى.
أما رئيس حركة حماس خليل الحية فقد حيا أهل غزة على صمودهم عامين فقال: «أهالى غزة وقفوا كالجبال، ولم تفتر لهم عزيمة رغم المعاناة والدمار»، مشيدًا «ببطولات رجال المقاومة الذين قاتلوا من نقطة الصفر ووقفوا كالسدّ المنيع أمام دبابات الاحتلال».
وعن مفاوضات السلام الأخيرة فى شرم الشيخ قال الحية: «أبطال المقاومة أفشلوا كل ما خطط له العدو من تهجير وتجويع وصناعة للفوضي»، مضيفًا: «كما كنّا رجالاً فى ميادين القتال، كنّا رجالاً على طاولة المفاوضات».. مشيرًا إلى أن الحركة واصلت التفاوض عبر الوسطاء رغم خروقات الاحتلال المتكررة، وقال: «تعاملنا بمسئولية عالية مع خطة الرئيس الأمريكى وقدمنا ردًا يحقق مصلحة شعبنا وحقن دمائه».