مأساة إنسانية شهدتها محافظة المنوفية راح ضحيتها ثلاث فتيات شقيقات في عمر الزهور. انتهت حياتهن في مشهد حزين نتيجة تسرُّب الغاز أثناء قيامهن ببراءة الأطفال بالاستحمام سويًا في “بانيو” المسكن، لتكون النهاية الجماعية لهن بهذا الشكل الحزين دون سابق إنذار وفي غفلة من الأم التي كادت تفقد حياتها هي الأخرى خلف “فلذات الأكباد” من هول الصدمة. حُرِّر محضر بالواقعة، وأُخطِر اللواء علاء الجاحر، مدير أمن المحافظة، وتُباشر النيابة التحقيق.
تفاصيل الحادث
الحادث المروع الذي هز أرجاء المحافظة وقع ببلدة شنوان بمركز شبين الكوم عندما كانت الفتيات الضحايا الصغار، وأكبرهن عشر سنوات، يلهون مع أقرانهن من أولاد الجيران والأقارب أمام المنزل ببراءة الأطفال، وكأنَّه كان لقاء الوداع الذي لم يدم طويلًا. وبعدها طلبت منهن الأم، التي تسعى جاهدة لتوفير احتياجاتهن من أجل إسعادهن، الدخول للاستحمام من أتربة الشارع ومذاكرة دروسهن للتفوق دومًا كعادتهن، دون أن تَدْري ما يخبئه لها القدر من هموم وأحزان لا تنتهي في غيبة والدهن الموجود بإحدى الدول العربية.
اختناق بالغاز
تسابق الصغار الذين يحظون بحب الجميع للدخول سويًا كعادتهن دومًا. في نفس الوقت الذي واصلت فيه الأم مهام عملها في بيت العائلة وتلبية طلبات والدة زوجها، لتفاجأ بمرور الوقت بحالة صمت رهيب وسكون لم تعتد عليه، خلا فيه المنزل من أصوات من كن مصدر البهجة والسعادة للأسرة. لتسرع في لهفة للاطمئنان على “ضناها” إزاء عدم الاستجابة للنداء والرد عليها، لتجدهن في حالة فقدان للوعي ومُمدَّدات في “البانيو” بشكل بشع يصعب وصفه وتخيله، وتفوح رائحة الغاز الذي أدى لاختناقهن دون أن يشعر أحد بهن.

صرخات الأم
على الفور، تعالت صرخات الأم من هول المفاجأة، ليتجمع الأهل وكل من حولها بالقرية التي حضرت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه كعادة أهل الريف دومًا، ليُسرعوا بحمل الضحايا والإسراع بهن إلى مستشفى شبين الكوم الجامعي في محاولة لإسعافهن وإنقاذ حياتهن، لكنهم اكتشفوا وفاة الثلاثة، وأن إرادة الله نَفَذت، لتعلو الصرخات المدوية ولطم الخدود لعدم تحمل الكل فقدان الشقيقات الثلاث، ملائكة الجنة، حياتهن في وقت واحد. ويتم نقلهن لثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة، وإبلاغ والدهم الموجود خارج البلاد ليحضر مسرعًا في حالة انهيار شديد غير قادر على تحمل الكارثة الأسرية.
رجال المباحث
تم إخطار اللواء أحمد خيري، مدير مباحث المحافظة، وانتقل المقدم محمد المغربي، رئيس مباحث مركز شبين الكوم، لمكان البلاغ مع معاونيه للفحص والتحري وسماع أقوال أهل الضحايا. وتبيَّن أن أعمارهن تتراوح ما بين 5 و10 أعوام، وهن: إهداء (10 سنوات)، هدى (8 سنوات)، ومودة (5 سنوات)، وأنهن تعرضن للاختناق من تسرُّب غاز أثناء الاستحمام داخل المسكن بقرية كفر شنوان، وسقوط والدتهن مغشيًا عليها وفقدانها الوعي بعد الحادث لعدم استيعاب الموقف وعدم قدرتها على تحمل الصدمة. حُرِّر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق، والتي أمرت بتشريح الجثامين لتحديد سبب الوفاة قبل تسليمهن للأهل والتصريح بالدفن، لتخرج جثامين الثلاثة في جنازة مهيبة من جميع أهالي البلدة حزنًا على الضحايا.