في خطوة رائدة نحو دعم التحول العالمي لتحقيق الحياد الكربوني، أعلن معهد الاستدامة والبصمة الكربونية عن الإطلاق الرسمي لمنصة MRV Network يوم السبت 18 أكتوبر 2025، وهي منصة تدريبية دولية مجانية تهدف إلى تعزيز القدرات والمعرفة في مجالات القياس والإبلاغ والتحقق من انبعاثات الغازات الدفيئة (MRV)، وفق أحدث المعايير الدولية المعتمدة.
وأوضح المعهد أن المنصة ستنظم سلسلة من الدورات التدريبية الأسبوعية المجانية، تُعقد كل يوم سبت، يقدمها خبراء دوليون في المناخ والاستدامة من مختلف دول العالم، لمواكبة متطلبات اتفاقية باريس للمناخ ومعايير IFRS S2 وEU CSRD، وإرشادات GHG Protocol وISO 14064.
كما سيتم خلال الافتتاح الإعلان عن أول شهادة مهنية دولية متخصصة في مجال MRV، تحت اسم
“أخصائي MRV للغازات الدفيئة المعتمد – Certified GHG MRV Specialist”، والمعتمدة من هيئة CPD UK البريطانية، لتُصبح مؤهلًا مهنيًا دوليًا معترفًا به عالميًا.
وقال السفير الدكتور مصطفى الشريف الشربيني، رئيس معهد الاستدامة والبصمة الكربونية، إن إطلاق المنصة يمثل نقلة نوعية في بناء القدرات المناخية بالمنطقة العربية وإفريقيا، مشيرًا إلى أن المبادرة تستهدف تدريب عشرات الآلاف من المتخصصين على تطبيق نظم القياس والإبلاغ والتحقق وفق معايير الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن الهدف هو أن يتوافر في كل مصنع مصري أخصائي بصمة كربونية معتمد، كخطوة غير مسبوقة تسهم في دعم التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون وتعزيز تنافسية الصناعة الوطنية.
وكشف الشربيني عن أن الشبكة ستنظم حدثًا دوليًا خاصًا ضمن فعاليات مؤتمر المناخ COP30 في البرازيل، لعرض نتائج أعمالها وشراكاتها العالمية في مجال إدارة الكربون وبناء القدرات المناخية.
وأكد رئيس المعهد أن شهادة “أخصائي MRV المعتمد” تمثل أداة مهنية رئيسية تمكّن الخبراء والجهات الحكومية والشركات من إعداد جرد انبعاثات دقيق وقابل للتحقق، وفتح المجال أمام الاعتماد الدولي في إعداد تقارير الكربون والمشاركة في أسواق الكربون الطوعية والإلزامية.
وأشار الشربيني إلى أن إطلاق منصة MRV Network يحمل أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة لمصر، باعتبارها خطوة نحو مواءمة الصناعة الوطنية مع متطلبات آلية تعديل حدود الكربون الأوروبية (CBAM)، بما يحافظ على تنافسية الصادرات المصرية في السوق الأوروبية، ويعزز قدرتها على جذب استثمارات خضراء جديدة ضمن مسار التحول نحو الاقتصاد الأخضر المستدام.
وأضاف أن مصر تمتلك ميزة نسبية واضحة في الطاقة والانبعاثات الكربونية مقارنة بعدد من المنافسين الإقليميين، مما يؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا رئيسيًا للصناعات منخفضة الكربون في الشرق الأوسط وإفريقيا.