بسم الله الرحمن الرحيم
« وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ
لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ»..
وهكذا حسم الله سبحانه وتعالى حقيقة الموت والحياة فى سورة الأعراف ثم عاد ليقول فى سورة الملك: «تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ المُلكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ «» الَّذِى خَلَقَ المَوتَ وَالحَيَاةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلا وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ»..
ولقد جاء ذكر الموت قبل الحياة.. ولقد رأيت أن أبدأ مقال اليوم بهذه الآيات القرآنية الكريمة قبل أن أتحدث عن الحادث المأساوى الذى تعرض له الرئيس إبراهيم رئيسى رئيس جمهورية إيران والذى تعرض لكارثة أودت بحياته فى دقائق معدودة والذى كشف فى نفس الوقت عدة أمور دنياوية لا يجب أن تغيب عن الأذهان عسى أن يكون لها نفعها على المدى القريب أو البعيد سيان.
>>>
لقد ملأ حكام إيران الدنيا صياحاً بأن العقوبات الاقتصادية التى فرضت عليهم منذ ما يزيد على 45 عاماً لم تؤثر فيهم ولا فى معيشة شعبهم ولا فى توفير ما يحتاجونه من طعام وشراب وسيارات وطائرات مسيرة قاموا بتصنيعها بمجهودات ذاتية بحتة..!
>>>
للأسف.. جاء حادث الرئيس إبراهيم رئيسى ليكشف حقائق كثيرة أولها: أن الطائرة التى يستقلها مضى على إنتاجها أكثر من نصف قرن وهى صناعة أمريكية.. وطبعاً طوال تلك المدة لم يستطيعوا توفير أى قطع غيار لها بل تركوها للقدر..!
>>>
ثم.. ثم.. فقد ظلوا 12 ساعة متصلة لا يستطيعون تحديد مكان سقوط الطائرة.. ولا كيفية الوصول إليها مما يدل على أن أجهزة الإنقاذ والطوارئ عندهم ليست على المستوي.. وهذا يرجع أيضاً كما أتصور إلى تداعيات العقوبات الاقتصادية.
>>>
أما عن حكاية تورط إسرائيل فى ارتكاب الحادث.. فمن الصعب حالياً الوصول إلى نتائج محددة فى هذا الصدد إلا بعد فترة زمنية طويلة لا سيما وأن إسرائيل بادرت بإعلان تبرؤها مما حدث جملة وتفصيلاً..!
طبعاً من الصعب التعويل على التصريحات الإسرائيلية.. وإن كان لا بد أن يؤخذ فى الاعتبار أن كلاً من إيران وإسرائيل لهما سجالات عديدة خلال المدة القصيرة الماضية شهدت عمليات قصف متبادل واطلاق صواريخ بالمئات ثم سرعان ما عادوا إلى المربع صفر.
>>>
عموماً.. رحم الله الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى الذى عبر الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمات مؤثرة ورقيقة عن تضامن مصر مع القيادة والشعب الإيرانى فى المصاب الجلل.
>>>
غنى عن البيان أن تلك دائماً مواقف مصر المضيئة والمشرفة.
على الجانب المقابل.. واضح أن حكام إيران قد استوعبوا الكارثة وهم يعكفون الآن على ترتيب البيت من الداخل.. وفقهم الله.. وجنّب شعبهم المخاطر والأزمات.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
>>>
و.. و.. شكراً