نعم الجمهورية الجديدة، محتفظة بثوابتها السياسية، لم تتنازل عن أهدافها المشروعة مهما كانت التحديات والمؤامرات. لم تتخلَّ عن القضية الفلسطينية. أجرت أجرأ مشروعات إصلاح اقتصادي في ظل أصعب الظروف، والدولار من ٧٠ جنيهًا سوق سوداء إلى ٤٧ جنيهًا، والقادم أفضل. أجرت أضخم مشروع متكامل للبنية التحتية في تاريخها. أرادوا جفاف أرضها ففاض نيلها عن آخره في أكتوبر. أرادوا تقزيم دورها وتدميرها، فجمعتهم جميعًا الآن في شرم الشيخ بروح نصر أكتوبر لكي تُقيم بينهم سلامًا لحفظ الأبرياء. أرادوا إبعادها عن المشهد، فتربعت عرش اليونيسكو، ودخلت عالمية كرة القدم، وتستعد للاحتفال بتدشين أكبر متحف تاريخي في العالم “المتحف الكبير“.
ارفع رأسك لعنان السماء فأنت مصري وبينك وبين الله عهد الحماية ووعد اليقين. أنت خلفك سند ووطن، وبينك وبين أيام شهر أكتوبر قصة عزة ونصر وفخر ورخاء وكبرياء.
ويبدو ويلوح في الأفق أننا على مشارف “قمة سلام جديد“. أرض شرم الشيخ أرض السلام، قلب العالم مركز الأرض. سنغير من هنا وبهذه الخطوات قواعد اللعبة لأننا نملك القوة والرغبة واليقين. هنا مصر التي تمتلك كل قواعد اللعبة. إذا تأكد خلال الساعات القليلة حضور الرئيس الأمريكي، وهذا شبه مؤكد، لتوقيع اتفاقية سلام شامل جديدة ووقف الدماء والدمار، فقد أتصور أن حكام دول مجلس التعاون الخليجي ورؤساء الدول العربية والإسلامية قد يصلون أيضًا إلى شرم الشيخ، والكل مستفيد في المشهد المصري، حتى من يبحث عن نوبل فلن يحصل عليها إلا إذا رضينا عنه ومَهَّدنا له الطريق من شرم الشيخ، أرض السلام.
مصر حققت المكاسب والأهداف بفضل الله أولًا وأخيرًا ورئيس قوي وطني متزن بقوة الإيمان والحق، وُلِدَ مشروعًا لزعيم فصار زعيمًا وقائدًا له مئات البطولات والمحطات والنجاحات. تحدثنا إليكم كثيرًا وقلنا إن مصر تمتلك القرار، وإن القمم العربية العادية والطارئة خارج مصر قد تحمل مسكنات لكن لا تملك الجراحة الشافية. القرار الحاسم هنا لأنها مصر. رئيس وخلفه كتائب من الصقور بالمخابرات العامة؛ ملوك السيطرة والأيدي البيضاء الطائلة الطامحة والقراءة والتحليل والحماية والقرار، ورجال الخارجية الشرفاء ودبلوماسية على أعلى مستوى، وخلفهم قوات مسلحة لديها ما تعرفونه وما لا تعرفونه!! إنها مصر الكبيرة التي لا تدفع لرئيس أكبر دولة في العالم لكي يَمُنَّ عليها بالزيارة، ولا تدوس بأقدامها على أضعف دولة لابتزازها، وإنما هي أمة الإسلام والسلام والإنسانية وشعب خلف جيش وزعيم في رباط يا مصر بإذن الله ليوم الدين.
نعم.. أبناء مصر أداروا دفة الأمور ورفضوا التهجير قَطْعًا، وفتحوا الإعلام على وزير خارجية أمريكا على الهواء مباشرة لكي يعلم أهل الأرض أن رئيس وشعب مصر كلمة واحدة. وإن ادعاء رئيس أكبر دولة في العالم أن مصر ستقبل بالتهجير والسيسي سيقبل وهو يعرفه، نقول الآن السيسي لم يقبل وحقق ما رسمه ورجاله لمصر وللقضية وأتصور أنك لا تعرفه جيدًا، ما زال هناك الكثير. فعلوها المصريون بعدما أعلنوها صراحة: لن تُفرض على المنطقة ولا على الأبرياء في غزة ولا على مصر حلول لا نرغبها.
ومصر التي كسرت الفاشية الدينية وحمت مقدراتها وزادت وبَرَعت في أمن شعبها وشعوب المنطقة، وقادت مع الشقيقة السعودية عاصفة الحسم لتكسر عظام الحوثيين، ورسمت خطوطًا حمراء لكل أحداث فوضى المنطقة، ونسفت إرهاب “سرت” الليبية، وقطعت ذَنَب الخارجين على الدولة السودانية، وقضت على الإرهاب الدولي في العريش وقالت لا للتهجير، ونفذت وما زالت تعمل على مدار الساعة. نعم، سوف تتغلب على ملف مياه النيل ولا قلق، وعلى إنهاء والسيطرة على النزاعات وإحداث استقرار في السودان بشكل عاجل.
لا خوف سادتي، ومن يتابع ما نكتبه ونرصده ونحلله بصدق يراجع ما نُسطره، إنها ملحمة حب وعنوان جديد واسم كبير يحمل مصطلحين هامين في التاريخ الحديث:
“مصر الكبيرة.. الجمهورية الجديدة”