على مدى نصف قرن من الزمان يحتفل المصريون سنويا بذكرى نصر أكتوبر المجيد، ذلك النصر الذى قهر الأعداء وأعاد لمصر، بل وللأمتين العربية والإسلامية العزة والكرامة، ولكننى أرى احتفال المصريين هذا العام بالذكرى الثانية والخمسين للنصر المبين جاء مختلفا كثيرا عنه فى السنوات الماضية من حيث الشكل والمضمون . ولعل أهم ما لفت انتباهى فى احتفال المصريين هذا العام هو مشاركة الآلاف ولن أبالغ إذا قلت الملايين من شباب وأبناء هذا الوطن ممن هم دون الثلاثين عاما رغم انهم لم يكونوا قد ولدوا بعد ولم يروا الحرب ولكنهم سمعوا وقرأوا عما فعله أبطالنا فى تلك الملحمة البطولية الخالدة التى غيرت الكثير من المفاهيم العسكرية وباتت تدرس فى كبريات الأكاديميات والمؤسسات العسكرية العالمية. حتى على المستوى الرسمى جاء الاحتفاء بنصر أكتوبر هذا العام مختلفا ولعل اختيار يوم السادس من أكتوبر موعدا لانطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات الفلسطينية والإسرائيلية لبحث خطة الرئيس الأمريكى ترامب والتى استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية خير دليل على ذلك واظنها رسالة قد وصلت لكل الأطراف !!. ولعله من حسن الطالع أيضا أن يشهد يوم السادس من أكتوبر هذا العام نصرا جديدًا لمصر، لكنه دبلوماسيا وليس عسكريا حيث فاز المرشح المصرى الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار الأسبق بمنصب امين عام منظمة اليونسكو كأول مصرى وعربى يفوز بهذا المنصب الدولى الرفيع، الأمر الذى اضاف بعدا جديدًا وسعادة غامرة فى يوم النصر مؤكدا قدرة مصر على إدارة المعارك والمنافسات الدبلوماسية والثقافية تماما كما استطاعت حسم المعارك والحروب العسكرية. الشيء الآخر الذى أسعدنى على المستوى الشخصى هو ذلك الاحتفاء الكبير من قبل ملايين المصريين من مختلف الاعمار والفئات عبر مواقع التواصل الاجتماعى بقادة وأبطال النصر ونشر صورهم واسمائهم بشكل كبير وهى رسالة أخرى لمن يهمه الأمر بأن المصريين لم ولن ينسوا من ضحى وقاتل لأجل نصرة هذا البلد واسمحوا لى أن أعيد نشر بعض من أسماء هؤلاء القادة والأبطال العظام وهى أقل تحية يمكن تقديمها لهم فى تلك الذكرى العطرة، وحتى يصل ما فعلوه للأجيال القادمة حفاظاً على التاريخ من التشويه وفى القلب منهم البطل الشهيد القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد أنور السادات رئيس الجمهورية، والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل، ورئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة الفريق سعد الدين الشاذلي، ورئيس هيئة العمليات لواء ا.ح محمد عبد الغنى الجمسي، وقائد القوات الجوية لواء أ.ح طيار محمد حسنى مبارك، وقائد القوات البحرية لواء أ.ح بحرى فؤاد ذكري، وقائد قوات الدفاع الجوى لواء أ.ح محمد على فهمي، ورئيس هيئة الإمداد والتموين لواء أ.ح نوال سعيد الشافعي، ومدير سلاح المدفعية لواء أ.ح محمد سعيد الماحي، ومدير سلاح المدرعات لواء أ.ح كمال حسن علي، ومدير سلاح المهندسين العسكريين لواء أ.ح جمال محمود علي، ومدير المخابرات الحربية لواء أ.ح محمد فؤاد نصار، ومدير إدارة المركبات لواء عبدالفتاح يوسف، وقائد قوات الصاعقة لواء أ.ح نبيل شكري، وقائد قوات المظلات عميد أ.ح محمود عبدالله، ونائب مدير سلاح المهندسين العسكريين عميد مهندس أحمد حمدي، وقيادات الجيش الثانى الميدانى قائد الجيش لواء أ.ح سعد الدين مأمون «ولكنه أصيب بنوبة قلبية يوم 14 أكتوبر فتولى اللواء أ.ح عبدالمنعم خليل قيادة الجيش فى 16 أكتوبر»، ورئيس أركان الجيش الثانى لواء أ.ح تيسير العقاد، وقائد مدفعية الجيش عميد أ.ح محمد عبد الحليم أبو غزالة، وقيادات الجيش الثالث الميدانى قائد الجيش لواء أ.ح عبدالمنعم محمد واصل، ورئيس أركان الجيش الثالث لواء أ.ح مصطفى شاهين، ورئيس شعبة عمليات الجيش لواء أ.ح محمد نبيه السيد، وقائد مدفعيه الجيش عميد أ.ح منير شاش، ومعهم بالطبع مئات من قادة الفرق والالوية، علاوة على الآلاف من الضباط والصف والجنود الذين بذلوا الجهد والعرق بل والدم حتى تحقق النصر المبين، والمؤكد أننا لم ولن ننسى الزعيم جمال عبد الناصر وأبطالنا من الشهداء والمصابين الذين مهدوا الطريق لنصر أكتوبر المجيد عبر حرب الاستنزاف التى بدأت بعد أيام قليلة من نكسة 67 واستمرت 6 سنوات كاملة حتى تحولت النكسة الى نصر وفخر وتحول الانكسار إلى انتصار وعبور عظيم.