فى الوقت الذى يبحث فيه العالم عن كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لأهالى غزة الذين فى أمس الحاجة للطعام والدواء فإن العالم استيقظ على مشاهد مروعة لمستوطنين إسرائيليين من اليمين المتطرف وهم يقومون بإيقاف قافلة من المساعدات كانت فى طريقها لقطاع غزة ونهبوا ما بها من مواد غذائية وألقوا ببعضها على الأرض ودهسوها بالأقدام وقطعوا الطريق على الشاحنات وأجبروها على التوقف وأضرموا النار فى عدد منها!
والمشاهد التى انتشرت فى العالم تعكس كما هائلا من الكراهية يفسر اصرار نتنياهو على المضى فى حرب الابادة التى يشنها على قطاع غزة والتى تتجاوز الرد الانتقامى على طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضي.. فرئيس الوزراء الاسرائيلى يترجم ويحقق أحلام وأوهام اليمين الاسرائيلى المتطرف فى السعى لإجهاض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة الذى لن يرى النور ولن يتحقق فى ظل الصمت الدولى ازاء ما يفعله نتنياهو فى غزة.. لقد كان طوفان الأقصى تعبيرا عن اليأس الفلسطينى من تجاهل العالم لقضية الشعب الفلسطينى وحقه فى الحياة.. وكان الثمن باهظا على الفلسطينيين أنفسهم.. وحتى الآن فإن كل ما حصلوا عليه هو الاعراب عن الأسف والأسي.. ولا شيء آخر..! العالم توقف أيضاً عن ذرف الدموع..!
>>>
وأتحدث عن أسوأ خبر سمعناه هذا الأسبوع.. أتحدث عن أسوأ قتال دموى يجرى بين الأشقاء فى السودان، فقوات الدعم السريع أعلنت ان قواتها تمكنت من قتل ثلاثمائة من الجيش السودانى خلال تقدمها فى جنوب مدينة شندي.
والخبر يعنى ببساطة ان قوات الدعم السريع «السودانية» قتلت عددا كبيرا من قوات الجيش «السوداني».. سودانيا يقتل سودانيا فى البلاد التى أصبحت على حافة المجاعة فى الحرب الأهلية التى تم فيها تدمير البنية التحتية المتهالكة أصلا وتشريد أكثر من ثمانية ملايين شخص..!
ما يحدث فى السودان الشقيق مؤلم وبعيد عن التصديق.. الأخ يقتل أخاه فى صراع وقتال لن تكتب له نهاية سريعة إذا استمر على هذا النحو.. ولا حلول ستفرض على السودان من الداخل.. الأشقاء يجب أن يدركوا خطورة ما هم عليه.. ما يحدث هناك موت وخراب ديار.. وآن الأوان للاتفاق وحقن الدماء.. ولعودة السودان.
>>>
ونعود إلى حواراتنا الداخلية وموجة الحر القاتل التى هبت علينا وحيث تتوالى تحذيرات وزارة الصحة «لا تخرجوا من المنزل إلا للضرورة القصوي»!! ونحن قد نلتزم بالنصيحة ونتحصن من الحر فى بيوتنا، ولكن ماذا عن هؤلاء الذين تقتضى ظروف عملهم أن يكونوا فى الشوارع.. رجال المرور.. رجال الأمن.. عمال البناء.. عمال النظافة.. الباعة فى كل مكان.. الباحثون عن الرزق.. عن تقديم الخدمات لنا..! كل هؤلاء يجب أن يكون هناك اهتمام بهم بعدم العمل فى الشوارع إلا فى ساعات الصباح أو مع غروب الشمس وينبغى عدم السماح بنقل العمال فى سيارات مكشوفة.. وتوفير المياه والطعام لهم.. علينا التخفيف عنهم والوقوف إلى جانبهم.. الانسانية لا تتجزأ والانسانية تتجلى فى هذه الأوقات..!
>>>
ونأخذكم إلى مشاجرة نسائية فى مجلس النواب الأمريكي.. والنساء هن النساء فى كل مكان وزمان.. فالنائب عن الحزب الجمهورى مارجورى تيلور جرين هاجمت النائبة الديمقراطية ياسمين كروكيت وانتقدتها فى أعز ما تملك وهو مظهرها حيث قالت لها «اعتقد ان رموشك الصناعية تفسد ما تقرأينه وانت لا تدرين لماذا انت هنا»..!
والنائبة الديمقراطية لم تسكت بالطبع وسخرت بدورها من مظهر النائبة جرين وتكوينها الجسدى مما دفع جرين للتعقيب «جسدى جيد جدا بالنظر إلى اننى سأبلغ الخمسين من عمرى هذا الشهر»..!
والخلاف الذى وقع بين النائبتين كان خلافا على الطريقة الاسكندراني، كلمة من هنا وتعقيب من هناك.. وصراخ وعويل.. ولكنه لم يتطور إلى حد جذب شعر الرأس وتوابعه.. للخناقة حدود.. وبرستيج أيضاً.. مرحلة شد الشعر هتكشف المستور كله..!
وأعود بكم إلى الأيام الخوالي.. أيام كنا نستيقظ ونذهب إلى أعمالنا على صوت جارة الوادى فيروز فى الصباح.. وننام ونحلم فى المساء مع كوكب الشرق أم كلثوم.. ففيروز هى صوت الصباح الملئ بالبهجة والحياة وجمال الشاعر عندما كانت تغنى للمقهى وقهوة الصباح.. «هى قهوة ع المفرق فى موقده وفى نار ينبغى أنا وحبيبى نفرشها بالأسرار حيث لقيت فيها عشاقا اثنين صغارا قعدا على مقاعدنا سرقا منا المشوار»..!
وتأتى أم كلثوم فى المساء لترد على فيروز بهذه ليلتى وحلم حياتى بين ماض من الزمان وآت، الهوى انت كله والأماني، فاملأ الكأس بالغرام وهات، بعد حين يبدل الحب دارا والعصافير تهجر الأوكارا، سوف تلهو بنا الحياة وتسخر فتعالي.. أحبك الآن.. الآن أكثر..!
وآه.. آه.. نحن جيل محظوظ.. نحن عشنا زمن فيروز.. وزمن أم كلثوم.. زمن الحب وسيرة الحب.. زمن المساء الذى تهادى إلينا.. زمن نعيش على ذكرياته.. وهى كل رصيدنا فى الحياة الآن..
>>>
>> وأخيراً:
أجمل ما فى الحياة إنسان يفهمك دون كلام.
>>>
وأحب مشاهدة البحر فصوت أمواجه .. أصدق من أحاديث بعض البشر.
>>>
وشكراً للظروف التى وضعت النقاط على الحروف.