ما زالت أجواء انتصار أكتوبر تمدنا بدروس تستوجب إعادة الوقوف أمامها، وفى مثل هذا اليوم «3 عمليات» الثامن من أكتوبر آذار المقاتل المصرى أشرس معركة للدبابات فى التاريخ الحديث حيث أطلق عليها الصهاينة «مذبحة الدبابات» بعد أن قطع المصريين يده الطولى «طائراته»، وأسروا قادة جيش الدفاع وأعادوهم فى «بيجامات كاستور» إمعاناً فى الإذلال حتى سار قادة جيش الدفاع موضع سخرية من الرأى العام المصرى والعربى والعالمي، وتداول الإعلام أخبار إذلال المصريون للقادة وللضباط والجنود الإسرائيليين وكأنهم عائدون فى ملابس النوم»!» أو أنهم يذكرونهم بزيهم الذى غادروا به من ألمانيا، وتلك كانت رغبة مصر فى كسر كبرياء جيش الدفاع.
الآن فعّل الصهاينة بروتوكول «هانيبال» الذى يقضى بقتل أسراهم وجرحاهم حتى لا يقعوا فى يد عدوهم، وحدث بالفعل مع استمرار رفض الصهاينة للمفاوضات، هم هكذا يقتلون أسراهم ويبددون رفات موتاهم، وعلى خلاف عقيدتهم، فيجب أن يعلنوا لعائلات الأسرى والموتى بأنهم لن يعودوا بسبب تفعيل جيش الدفاع لبروتوكول هانيبال، إنهم لا يحترمون شعبهم ولا يفعلون ما يقولونه عن المباديء بأنهم الأمة الوحيدة التى تستعيد أسراها وموتاها، من المهم أن نتذكر أنه فى أثناء رحى حرب أكتوبر تناول الإعلام ما أذاعته المذيعة المصرية «شاهيناز راغب» عن أسر الجيش المصرى لأحد قادة جيش الدفاع وهو العقيد عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع ، بالمناسبة هو نفس سلاح المدرعات الذى ينتمى إليه رئيس أركان جيش الدفاع ـ الآن ـ آيالزامير، وحدث لسلاح المدرعات هذا فى الثامن من أكتوبر «مذبحة الدبابات»»!» وكذّبت جولدا مائير تلك الحقيقة، وتناقل الإعلام العبرى التراهات الكاذبة لرئيس وزرائه، فما كان من المذيع «محمد الحملي» إلا أن أجرى حديثا مع الأسير وطلب منه أن يقول بصوته اسمه واسم زوجته وأولاده وعنوان بيته ورقم تليفونه ومهمته فى الحرب…، وحينها اكتشف العالم وكذلك اكتشف الشعب الإسرائيلى كذب القادة الصهاينة.