تؤكد المؤشرات تقدماً ملموساً وتزايداً فى استجابة الرأى العام لدعوات ترشيد الاستهلاك.. وتغيير أنماط الأسرة نرى بوادر طيبة للتخلى عن سلوكيات سلبية.. استقرت على مدى أجيال.. ثم اكتشفت الأسر وخاصة ربات البيوت اللاتى يتحملن العبء الأكبر فى تسيير الأحوال اليومية ومتطلبات المعيشة.. وترجمة هذه المسئولية فى صور إيجابية كثيرة.. بدأت بإعادة النظر فى الكميات المستهلكة والتى كانت تفيض عن الحاجة المعقولة.. فيصيبها الفساد.. وتذهب بكل أسف مخلفات مكانها سلال القمامة فى المهملات.. وأعادت ربات البيوت للواقع سلوكيات أمهات زمان.. وبراعتهن فى التخزين الرشيد للسلع وأشياء عديدة.. لتوفيرها بأسعار الرواج.. وتكون نافعة فى باقى العام.. ناهيك عن قائمة المصنوعات المنزلية.. من مخللات وفواكه محفوظة ومربات.
صحيح أن ذلك يعود فى جانب منه إلى الاحساس بالمسئولية وتسيير سفينة المعيشة.. فى ضوء الارتفاع المتصاعد فى الأسعار ولكنها خطوة واسعة على طريق طويل.. يؤكد ان الترشيد من المداخل الطبيعية لحماية المستهلك.. وتدريب عملى للمواطن عندما يواجه أساليب التجار الجشعين.. والتحايل على المزيد من الأرباح.. وتلك الحرب النفسية التى يخضع لها المستهلك العادى ومن جميع الفئات.. لذلك الانذار الكاذب الذى يطلقه البعض بأنه لا يضمن ماذا سيكون عليه سعر السلعة.. أو يضمن تواجدها ليوم قادم.. ناهيك عن العروض التى تقدم فى السوبر ماركت والسلاسل التجارية.. بتقديم سعر مخفض لمن يشترى كمية أو مجموعة من سلعة واحدة.. ربما تفيض عن حاجته الواقعية.. لتنتهى صلاحيتها ويضيع على المستهلك ما دفعه فيها من أموال.
ومع الجهد الكبير المبذول من الدولة لكبح جماح الأسعار.. ورقابة الأسواق.. وتوفير المنافذ العديدة لبيع السلع الأساسية والجماهيرية بتخفيضات ملموسة فى الأسعار.. ناهيك عن الاتفاق مع الغرف التجارية والمنتجين لتخفيضات معقولة فى أسعار السلع لدى التاجر الصغير.. آخر عنقود المنظومة.. وتنشيط وتجديد أسلوب المواجهة التى يشارك بها جهاز حماية المستهلك.. وزيادة فاعلية الاجراءات.
وبالفعل فإن هذا الاحساس بالمسئولية فتح الباب لإضافة مهمة تمثلت مؤخراً فى مقاطعات شعبية للسلع التى ترتفع أسعارها بدون منطق أو سبب حقيقي.. وبدأت بالأسماك واللحوم من محافظات السواحل ثم امتدت إلى باقى الأنحاء.. ويدعم المنظومة ككل الاتجاه المحمود إلى تفعيل واضح من المواطن العادى للمنتجات المحلية.. دعماً للاقتصاد الوطني.. وتوفيراً للعملات الصعبة التى تنفق على الواردات وبينها حتى الآن سلع استفزازية تحتاج إلى علاج.. وبالإضافة للتأكيد التأثير الإيجابى لذلك فى زيادة بالقطاعات الانتاجية والخدمية.. توفر احتياجاتها من الخامات وقطع الغيار.. وتدعم توطين الصناعة المتقدمة على أرض مصر.. وكل هذه البشائر تؤكد أن الترشيد وحماية المستهلك.. والحركة التطوعية لمقاطعة الجشعين.. توائم متلازمة.. تحقق الانضباط المطلوب.