قد تقرأ كثيراً عن ملحمة العبور العظيم وقد تسمع أكثر من قادة هذا النصر المبين ولكن على أرض الواقع أكتوبر أعظم بكثير مما قرات ومما سمعت ولو قارنت ببساطة بين الوضع قبل السادس من أكتوبر وبعده ستجد الفارق الكبير جداً بين الحالتين قبل السادس من أكتوبر كان الانكسار والحزن والحياة السوداوية هى المسيطرة على الغالبية ليس داخل الدولة المصرية فحسب وإنما على المستويين العربى والمصرى الكل يشعر بمرارة الهزيمة وذل الضعف وحيرة التفكير الدائم فى كيفية استعادة الروح والحياه مرة أخري.
الناس فى الشوارع وعلى المقاهى وحتى الطلاب فى المدارس والجامعات لم يكن يشغل بالهم الا الحرب وكيفية الرد على العدو الغادر ورد الاعتبار كيف ومتى كان هذا منبع الحيرة لدى الجميع.
ولا حوار فى أى مكان إلا عن الحرب ومواجهة العدو الكل مصاب بالإحباط والياس والشعور بعدم القدرة على مواجهة عدو يردد دوماً أنا لا أقهر ولا يستطيع اى جيش فى المنطقة أن يهزمنى وعاش على هذا الوهم داخل الجميع وكان الكل يظن أنه مستحيل أن توجد قوة عربية يمكن أن تقف فى وجه العدو الغادر وظل العدو ينسج من الأساطير والأقاويل أنه الجيش الذى لا يقهر وأنه الأقوى وصاحب اليد الطولى التى يمكن أن تضرب أى مكان وفى اى زمان لكن كانت هناك عيون ساهرة لا تنام بل تخطط وتعمل ليل نهار فى صمت وبعيد عن الضوضاء والقيل والقال وبعيدا عن ئواط واليأس ابطال يواصلون العمل والتدريب الشاق على مدار اليوم والساعة تدربوا على عبور اكبر ساتر ترابى واكبر مانع مائى تحملوا الجوع والعطش والعمل بين الجبال والصخور والبرد والحر اعدوا العدة جيدا وخططوا بعزيمة واصرار وصدق وارادة وتحد عاهدوا الله ان يكونوا حقا خير اجناد الارض وعاهدوا قادتهم واهلهم على ان يكونوا عند حسن الظن ابطال اشداء على الاعداء يضحون بانفسهم للدفاع عن وطنهم واستعادة ارضهم حتى حانت ساعة الحسم الثانية ظهر السادس من أكتوبر انطلق الاسود الشجعان يأكلون اكل الاسود للفريسة كل عدو امامهم حطموا خط برليف وعبروا القناة ورفعوا علم مصر على ارض سيناء الحبيبة وصيحات الله اكبر تهز الارجاء. حققوا النصر نصر العزة والكرامة فكان السادس من أكتوبر نقطة فارقة فى تاريخ الامة تحول اليأس الى امل وانطلاق نحو المستقبل والتنمية والتقدم نحو البناء والتعمير والمشروعات القومية العملاقة.
اما حرب أكتوبر على مستوى العالمى فكانت حدثا فارقا فى التاريخ الحديث غيرت مفاهيم السياسة العسكرية واكدت على قوة الجيش المصرى والارادة والتخطيط يهزم الغرور. حرب أكتوبر حققت توازناً إقليمياً ودولياً حيث لعبت دور محوريا فى الحفاظ على استقرار المنطقة نصر أكتوبر أثبت ان الخداع الإستراتيجى والتكتيك العسكرى حققا النصر ضد العدو الغاشم وسيظل نصر أكتوبر مصدر الهام للاجيال الحالية والمستقبلية وتؤكد على اهمية الارادة والتخطيط فى تحقيق النصر.









