تعيش إسرائيل أسوأ وأسود أيامها.. حيث حالة من الارتباك والفشل الذريع فى تنفيذ أى هدف للعدوان على غزة، والانقسام الحاد والخلاف المتصاعد، وهو ما ينذر بسقوط تحالف الشر، فى ظل حالة الخلاف فى حكومة الحرب سواء من ناحية وزير الدفاع يوأف جالانت ومعه بيبى جانتس، وغادى ايزتكون والفريق الآخر يقوده نتنياهو المرتبك، والذى يحركه ايتمار بن غفير، وسلبئيل سيمويترش، وهما أكثر وزراء الحكومة المتطرفة، ووراء فقدان نتنياهو القدرة على اتخاذ أى قرار خاصة فى «إشكالية» اليوم التالى «لانتهاء الحرب على غزة»، فقد وافق نتنياهو فى البداية على عدم الاحتلال العسكرى لقطاع غزة تحت أسباب هى عدم التورط فى عملية استنزاف لجيش الاحتلال، والمخاطر العسكرية والسياسية المحتملة، لكنه سرعان ما غير موقفه، وخضع لابتزاز بن غفير شديد التطرف ومعه رفيق السوء سيموتيرتش وهما مسيطران على عقل نتنياهو المريض، والمذعور من مستقبل غامض ينتظره، لذا قرر العدول عن موقفه السابق، ويرى الآن الاحتلال العسكرى لقطاع غزة فى اليوم التالى للحرب، حالة الاشتباك والخلاف الحاد فى إسرائيل بين المستويين العسكرى والسياسي، تنذر بتفكيك «حكومة الحرب»، ورموزها المتطرفة خاصة التيار الذى يقوده يؤاف جالانت وزير الدفاع وبيبى جانتس، وغادى ايزتكون عضوى الحكومة برفض رؤية وقرار نتنياهو ورفيقيه المتطرفين، بل جرى تصويت داخل الحكومة من أجل الموافقة على إقالة جالانت وجاءت نتيجة التصويت لصالح عدم إقالته، وأيضاً خشية تقويض حكومة الحرب التى باتت على شفا الانهيار وسط أتون الانقسام الحاد والخلاف المتصاعد.
نتنياهو الخاضع والمستسلم للاتجاه المتطرف لا يبحث عن أى مصالح من أجل إسرائيل بل يغامر ويقامر بها من أجل الاطمئنان على بقائه ووجوده ومستقبله السياسى حيث جاءت نتائج الاستطلاعات ليست فى صالح فريق المتطرفين حال إجراء اتنخابات، بالإضافة إلى مخاوف نتنياهو من فتح دفاتر الحساب المتراكمة سواء لفشله فى الحرب على قطاع غزة، وأيضاً اتهامات بالفساد ناهيك عن وجود خلافات حادة بسبب قانون تجنيد «الحريديم» وهو ما يشير إلى تفاقم الخلاف الداخلى الإسرائيلي، وسط خسائر فادحة فى جبهات القتال فى قطاع غزة سواء على صعيد القتلى من الضباط والجنود، بل قادة التشكيلات العسكرية فى الجيش الإسرائيلي.
ناهيك عن خسائر فادحة على الصعيد الاقتصادى على كافة المسارات واستدعاء الاحتياط وحالة الذعر والخوف داخل المجتمع الإسرائيلى ووسط هجوم حاد من زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على نتنياهو وحكومته واتهامهم بالفشل والمغامرة بمستقبل إسرائيل ويطالبهم بالاستقالة بعد فشل ذريع فى تحقيق أى هدف سواء فى هزيمة المقاومة الفلسطينية أو إطلاق سراح الرهائن والأسري، لأن الأسرى والرهائن التى بات نتنياهو يحفر الأرض ولا يجد إلا بعض الجثث منهم وهو ما يزيد من حالة الغضب فى المجتمع الإسرائيلى خاصة عائلات الأسرى والرهائن.
نتنياهو وحكومته، باتا فى وضع خطير، الخلاف الحاد، والانقسام المتصاعد، ينخر فى عظام الائتلاف وتقويضه بات الأقرب، وفى ذات الوقت تتصاعد مظاهرات واحتجاجات الغضب فى المجتمع الإسرائيلى التى تطالب نتنياهو وحكومته بالاستقالة، بل وجهت المظاهرات والاحتجاجات النداء إلى يؤاف «جالانت» بإيقاف جنون نتنياهو، ودعوة بيبى جانتس وغادى زنكوت لتقديم استقالتيهما من حكومة الحرب الإسرائيلية.
الحقيقة أن أدخنة الانقسام الحادة فى المجتمع الإسرائيلى تتصاعد، تعكس حالة من الغليان خاصة عائلات الرهائن والأسرى لدى المقاومة الفلسطينية الذين أصابهم الجنون، وبدأت سلوكياتهم تتجه إلى العنف، بالإضافة إلى الصراع الدائر بين أعضاء حكومة الحرب، أو حتى ضغوط الوزراء المتطرفين على نتنياهو المرتبك.
لذلك فالتصعيد العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة، والإفراط فى استخدام القوة العسكرية والقصف المتواصل، وحرب الإبادة، والقتل للأطفال والنساء، والمدنيين والحصار المطبق، يعكس حالة من الضعف والارتباك والفشل الذريع، وتداعيات الانقسام الحاد، واللهث بدون عقل من أجل تحقيق أى هدف أو نصر حتى ولو كان شكلياً يحفظ رقبة نتنياهو.. الذى كبد دولة الكيان الصهيونى خسائر فادحة على كافة الأصعدة داخلياً فى المجتمع الإسرائيلى أو على جبهات القتال مع المقاومة الفلسطينية أو على الصعيد الاقتصادي، وتوتير العلاقات مع الجيران، وعلى المستوى الخارجى تواجه حالة غير مسبوقة من العزلة الدولية، وقامت دول رغم بعدها الجغرافى بقطع العلاقات معها بالإضافة إلى انقلاب حاد من الرأى العام العالمى ضد الإجرام الصهيونى حتى فى الدول الداعمة للكيان.. وباتت تل أبيب فى حالة انكشاف تاريخية.. بالإضافة إلى أن نتائج الهجوم على رفح الفلسطينية مفجعة لإسرائيل وسط سقوط قتلى وتدمير يومياً بين الضباط والجنود والآليات وهو ما حدا بالخبراء بالقول إن إسرائيل دخلت فى المستنقع والاستنزاف، فى ظل عمليات المقاومة الفلسطينية المركبة لكن أخطر تهديد يواجه إسرائيل إضافة إلى الفشل هو الانقسام والتفسخ داخل الحكومة والمجتمع الإسرائيلى لذلك تبدو فى الأفق محاولات أمريكية لتجديد واستعادة التفاوض من جديد من أجل الوصول إلى هدنة أو وقف إطلاق النار.
يظل الموقف المصرى الصلب والثابت وراء تعرية إسرائيل ونواياها وأهدافها الشيطانية، بل كشف عن حالة الضعف داخل دولة الاحتلال والذى تكشفه حجم الأكاذيب والاتهامات الباطلة للجانب المصري، كل ذلك يعبر عن ضعف وانقسام داخلي، وتصدع فى الحكومة والمجتمع الإسرائيلي، لذلك أقول.. إن فصل النهاية قد اقترب.