ستظل مصر تفتح ابوابها للملايين من الذين لجأوا اليها من مختلف الجنسيات وتستقبلهم بترحاب شديد على المستويين الرسمى والشعبي.. فمصر تستضيف على ارضها مايقرب من عشرة ملايين نسمة من مختلف دول العالم..خاصة من الدول الافريقية والدول العربية المختلفة الذين يعيشون بيننا ويتمتعون بالامن والامان اللذين افتقدوهما فى بلادهم.. وفى حرب غزة الاخيرة كانت مصر ومازالت خير سند للفلسطينيين.. تقدم المساعدات الإنسانية.. وترسل سيارات الاسعاف لنقل الجرحى لعلاجهم بالمستشفيات المصرية.. وتواصل جهودها السياسية والدبلوماسية لايقاف المجازر الإسرائيلية.. وتتواصل مع كل الاطراف رافضة تصفية القضية الفلسطينية منذ اليوم الأول لحرب غزة.. والأيام تجرى وحرب الإبادة الإسرائيلية مستمرة..والعالم كله يتابع ويشاهد المجازر الإسرائيلية التى تتحدى الجميع.. ولا تكتفى إسرائيل بالأرقام التى قتلتها من أرواح الشعب الفلسطيني..والتى ترتفع كل ساعة..والتى تجاوزت 35 ألف شهيد وقاربت من 80 ألف جريح.. ولا يسلم من ذلك كبار السن والمرضى والنساء والاطفال.. ومن سلم منهم من الابادة فأنه ينتظر دوره فى ظل استمرار العدوان الغاشم التى تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلية.
واليوم اتحدث عن المعاناة التى يتعرض لها الاطفال فى غزة حيث تجاوز عدد الشهداء من الاطفال فى غزة فى إطار حرب الابادة التى تشنها إسرائيل منذ السابع من اكتوبر الماضى 13 ألف شهيد.. بالاضافة لآلاف المصابين والجرحى من الأطفال.. فبينما أطفال العالم يلعبون ويلهون ويذهبون إلى مدارسهم ويذاكرون دروسهم.. ومع بداية موسم الصيف يتوجهون إلى الشواطئ.. فإن اطفال فلسطين تحاصرهم النيران.. ومن ينجو منهم من نيران الغدر الإسرائيلية يحاصره الجوع والعطش..والحسرة والألم..الى جانب التحطم النفسى بعد ان عاش التشريد وتدمير المنازل وفقدان الأهل.. فمنهم من فقد الاب ومنهم من فقد عائلته بأكملها.. ومنهم من اصيب من القذف الإسرائيلى المتواصل..وعليه ان يواصل حياته بإعاقة دائمة.
إن مناظر الأطفال التى تنقلها الفضائيات وهم يجرون للحصول على المياه أو الغذاء مناظر تدمى القلوب.. ولكنها تدمى قلوبنا نحن كمصريين الذين نتعاطف مع اشقائنا الفلسطينيين ونمد لهم يد العون فى كل وقت وحين..ولكن المجتمع الدولى لا يرى ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من حرب الإبادة المستمرة.. ولايرون حرب التجويع أيضا.. ومازالت هناك الدول التى تساند إسرائيل وفى مقدمتها أمريكا.. وعدد كبير من الدول الأوروبية.. دول ماتت ضمائر قادتها.. وهى لا ترى ما يحدث أو تغمض اعينها ولا تريد ان ترى ما تفعله إسرائيل.. وهم دائما فى صف إسرائيل يساندونها.. ويمدونها بالسلاح والمال.. ويساندونها فى مختلف المحافل الدولية.. ولم يلفت نظر هؤلاء القادة المأساة الى يعيشها اهالينا فى غزة.. ولم يلفت نظرهم ما يتعرض له أطفال فى عمر الزهور دمرت حياتهم مع هدم منازلهم واصبحوا بلا مأوي.. وهدمت مدارسهم.. وحتى المستشفيات التى يمكن ان تقدم لهم أبسط نواع العلاج..كل شيء تم تدميره.. إذا كان قادة العالم لا يرون ما يحدث لاطفال فلسطين فمن المؤكد ان اطفال العالم يرون ويشعرون ويبكون اطفال فلسطين وابناء غزة..ويشعرون بمرارة الاحساس الذى يشعر به اطفال غزة وقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلى براءة من تبقى منهم على قيد الحياة..
إننا امام سيناريو لم تعرف نهايته حتى الآن.. ولكن فى اليقين ستظل فلسطين باقية.. وسيكبر أطفالها.. ويدافعون عن ارضهم وأرض آبائهم واجدادهم.. ومهما فعلت إسرائيل من جرائم حرب فلن تنجح فى ابادة الشعب الفلسطيني.. لقد اصبح آمن وأمان الشعب الفلسطينى وأطفال فلسطين مسئولية المجتمع الدولي..العاجز عن توفير هذا للشعب الفلسطينى حتى الآن.. لقد مر فصل الشتاء على اهالينا فى غزة وهم يعيشون فى العراء بعد ان تهدمت بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم.. ولكنهم صمدوا فى وجه العدوان الغاشم وحرب الابادة..وسيظل الشعب الفلسطينى صامدا ومتشبثا بأرضه الى ان تقوم الساعة..وسنظل فى مصر مساندين للشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة فى اقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. وتحيا مصر.