وافق أمس ذكرى غالية لها كمية حب فى قلوبنا لايمكن تقديرها وتحديد مداها اللانهائى..إنها العيد الثانى والخمسين لنصر أكتوبر ال..السادس من أكتوبر عام 1973 ذلك اليوم الخالد إلى يوم الدين..ذلك اليوم الذى إستعادت فيه مصر أرضنا العزيزة سيناء الفيروز والتاريخ والكرامة وعزة النفس والشرف..ذلك اليوم الذى لقنت فيه قواتنا المسلحة درساً قاسياً فى فنون الحرب لجيش العدو الذى ظل يزعم ويوهم العالم على مدار ست سنوات بأنه لايقهر وأن خط بارليف لايمكن تدميره والذى إنهار بشوية ميه طاهرة من مضخات بقناة السويس..ذلك اليوم الذى ستظل الأكاديميات العالمية والقوات المسلحة فى كل دول العالم تدرسه وتكتب الأبحاث عما حدث فيه من معجزات ولم ولن تصل الأكاديميات العسكرية إلى أسرار نصر أكتوبرالذى كانت كلمة السر فيه بمنتهى البساطة هى «الله أكبر»..
فى هذا اليوم المبارك كنت فى المرحلة الإعدادية وخرجنا من المدرسة الثانية ظهراً وبعد دقائق فوجئنا بالزغاريد تنطلق من كل مكان والتهليل»الله أكبر» يخرج من الحناجر يزلزل الأرض والبيوت ويخرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه للشوارع وكأنه يشارك فى فرح كبير لا أول له ولا آخر.. وينطلق البيان الأول للقوات المسلحة بنجاح قواتنا المسلحة فى عبور قناة السويس أكبر وأصعب مانع مائى فى العالم..وتتوالى البيانات وبعد ست ساعات ينطلق البيان الأعظم باستعادة أرض سيناء..ويتوافد المطربون والمطربات من كل الجنسيات على ستوديوهات ماسبيرو..ويكتب المؤلفون ويضع الموسيقى الملحنون لتخرج أجمل أغنيات وطنية لم تعرفها مصر والدول العربية حتى الآن والتى ما إن تصل لأسماعنا يهتز القلب حنيناً لتلك الأيام العظيمة وتتجمع دموع الذكريات السعيدة الحلوة فى العيون..
وبعد أيام قليلة كانت كاميرات السينما تدور لتخرج مجموعة رائعة من الأفلام التى تعيش بيننا حتى الآن وستستمر تسعد قلوبنا وتذكرنا بالمعارك الإعجازية التى خاضها رجالنا الأوفياء للوطن..وخلال السنوات الماضية ناديت ونادى غيرى الكثيرون بضرورة البحث عن حكايات درامية ممزوجة بالمعارك العسكرية ويتم تخليدها فى أفلام جديدة..وهناك الآف من القصص التى تصلح للإنتاج..واشمعنى أمريكا واجعة دماغنا بأفلام عن حروبها التى لاتوازى السادس من اكتوبر فى قيمتها..وتحيا مصر.