يتجدد يوم الفخر.. نحتفل به بصور متعددة.. تنتقل قصص البطولات عبر الأجيال.. ويترسخ حب الوطن فى القلوب.
بالنسبة لمواليد 6 أكتوبر.. هؤلاء الذين أسعدهم الحظ أن يصلوا إلى الحياة فى ذكرى أغلى أيام الوطن.. تاريخ لا ينسى واحتفال على مدار اليوم وربما الشهر يشعرون بالفخر ويسعدون بالتميز.. فعيد ميلادهم وسهرة عائلية وحكايات ملحمية عن أبطال صنعوا المستحيل.
الصديقان محمد هارون ومنى أحمد سعد التقيا بشباب من مواليد 6 أكتوبر ونحتفل اليوم معهم بالنصر وعيد ميلادهم معًا.
مريم إيهاب عبدالمنعم البري، تربية نوعية بنها، مواليد 2004: هذا اليوم ليس مجرد تاريخ فى التقويم، بل هو تقاطع زمنى يربط حياتى بتاريخ بلدى .أشعر بالفخر والانتماء أتذكر ما سمعته من أهلى ليس فقط عن بطولات فى الجبهة بل أيضًا ملحمة صمود الشعب وتكاتف الجيران والتسابق على التبرع بالدم.
حكى لى جدى كيف سمعوا الخبر من الإذاعة ونزول الناس للاحتفال فى الشوارع وتبادلهم الأخبار بسعادة وأكواب الشربات فى كل البيوت.
تتمنى مريم أن يحافظ الشباب ويحفظ الذكري.. أن الماضى ليس مجرد صفحات فى الكتب، بل أساس لبناء المستقبل.
تحتفل بيومها مع الأهل والأصدقاء حيث الأعمال الدرامية والوثائقية نافذتها على الحدث الذى لم تعاصره .لكنه يبقى درسا للشجاعة والإرادة والأمل والوحدة.
احساس عظيم
يقول عبدالرحمن مصطفي- هندسة حلوان – مواليد 2006: احساس عظيم أن يتزامن يوم مولدى مع أحد اعظم أيام الوطن بالتاريخ الحديث، إن لم يكن الأعظم، تربيت على قصص الأهل عن عبور القناة وملحمة البطولات التى سطرها جنودنا بسيناء لذلك احتفل بعيد ميلادى بشكل خاص، ابدأ اليوم بنشيد «اسلمى يا مصر» واستمد منه الحافز للاجتهاد فى الدراسة وأتابع ما يعرضه التليفزيون على مدار اليوم ولا يفوتنى مشاهدة فيلم الطريق إلى إيلات عن بطولات الضفادع البشرية وتدمير المدمرة إيلات فى حرب الاستنزاف.
يلفت أن التحدى لسه مستمر.. ومازالت العيون على سيناء والأطماع فيها تتزايد.. ولذلك كلنا مع جيشنا اللى حرر أرضنا ويحافظ عليها.
دموع وابتسامات
شروق سامى صلاح – تربية إنجليزى الزقازيق- مواليد 2005: تؤكد أنه يوم محفور فى ذاكرتنا جميعا.. وجدت نفسى أشارك الوطن فى الذكرى التى تختلط فيها الدموع بالابتسامات.. مزيجًا بين فرحة شخصية واعتزاز وطني.
وصف لى أهلى اليوم باعتباره ليس فقط نصرا عسكريا، بل يوم استرداد الكرامة.. علمونى أن أحفظ هذا التاريخ ليكون محفورا فى قلبى يذكرنى أن اليوم يخص وطنى وفرحتى الشخصية جزء من فرحة أكبر.
لدى طقوس معتادة فى الاحتفال منها مشاهدة «الطريق إلى إيلات» أو «العمر لحظة» وأجد نفسى دموعى تنهمر تلقائيًا وأنا أسمع الأغانى الوطنية على مدار اليوم.. لا سيما مشهد رفع العلم.. أشعر أننى ولدت فى يوم غير عادي، يرمز للعزيمة والقوة.
جدى البطل
محمد مصطفي- حقوق – بنى سويف مواليد 2004: أكتوبر بأكمله شهر الفخر والاعتزاز ولا أنسى حكايات أمى عن والدها الذى شارك فى الحرب وضرب المثل فى البطولة والفداء لذلك يتحول عيد ميلادى إلـى يوم تجمع أسرى يشاركنى الاحتفال الجميع ونبدأ بقراءة الفاتحة والدعاء لجدى الذى رحل قبل 4 سنوات.. بالإضافة لما يقدمه التليفزيون والإعلام فى تغطية الحدث ،أشاهد البرامج الوثائقية على اليوتيوب حيث المعلومات الأرشيفية والصور والفيديوهات النادرة وشهادات الأبطال أشعر أننى حصلت على جرعة أكثر واقعية للمعارك الحربية.
يضيف محمد أن روح أكتوبر تعيش بيننا وبلدنا تحارب فى كل اتجاه، ونحن جيل مطلوب منه أن يحافظ على بلده بالوعى والتنمية.
الأثر الجميل
أروى هشام – حاسبات ومعلومات- مواليد 2006: هناك شعور بالتميز لمجرد أننى مولودة فى 6 أكتوبر.. التاريخ يجعلنى أحلم بانتصار شخصى كما هو مرتبط بانتصار وطني.. تعلمت أن العمر ليس مجرد سنوات تمضي، لكنه مجموع لحظات الفخر وأوقات السعادة التى نعيشها، لذلك الميلاد الحقيقى أن تترك أثرًا جميلاً كما فعل أبطال أكتوبر.. أثرًا لا يذوى مع السنوات بل نعيد اكتشافه وتأمله والتعلم منه.. ويبقى فى القلوب، لذلك أحب جدًا أن احتفل باليوم أمام الشاشات.. أشاهد ما يعرض من أفلام وبرامج وأتذكر إجابة أبى عن سؤالى – وأنا طفلة صغيرة – عن سبب فرحة الناس بيوم ميلادى فكان يحكى لنا حكايات النصر وكبرت وفهمت أكثر وأنوى أن أنقل الحكايات لأطفالى فيما بعد.
عشق التاريخ
أحمد فضل- الصف الثالث الثانوي- مواليد 2008: أهوى التاريخ وخصوصا التاريخ المصرى الحديث، واعتقد أن ميلادى فى هذا اليوم العظيم واحد من أسباب هذا الحب الذى تكون داخلى عبر السنوات.. ذكرى أعظم الانتصارات التى حققتها مصر ضد العدو الذى مازال يعربد فى الأراضى المحتلة بينما يقاوم أهالينا بشجاعة.
يصف مشاعره عندما تتجدد الذكرى تحمل معها الفخر وتصل إلى التباهى وهو يمضى أغلب وقته يشاهد المحتوى التاريخى على اليوتيوب وبشكل يومي.. يتعلم ويفكر وربما يتمنى الإضافة، وفى ذكرى ميلاده يكثف المشاهدة ويختار المحتوى المتعلق بحرب أكتوبر ويقول: لسه حربنا مستمرة لأن عدونا لم يتركنا بل يحاول أن يُسقط مصر، وإذا كان جيل أكتوبر استرجع الأرض فجيلنا سيحافظ عليها.
جزء من قصة أكبر
خلود هيثم أحمد بيومى خريجة إعلام ومواليد 2003: أشعر أنى مولودة فى يوم ليس ملكى وحدي، كأنى جزء من قصة أكبر أو سر يجمعنى بأرواح سبقتنى فى الزمن.
شارك جدى فى الحرب مما يزيد اعتزازى باليوم.. تحكى أسرتى عن فرحة غير متوقعة عمت كل البيوت ومشهد العبور كرمز لعبور تحديات أكبر.. احتفالها يربط بين فرحتها بمرور عام من عمرها والفخر بالانتصار.. تتابع بشغف الأفلام الوثائقية ولقاءات الأبطال المحاربين و تتأثر بقصص التضحية والإصرار.
تؤكد أن الجيل الجديد سيكتشف بنفسه وليس الأمر بسرد الحكاية، لكن فى إيجاد المعنى وراءها وبالنسبة لها أن تكون مولودًا فى هذا اليوم يعنى الفخر والتميز والمسؤولية و تذكير سنوى بأن القوة الحقيقية تكمن فى الإصرار والعزيمة، وأن الكرامة الوطنية هى أثمن ما نملك.
ولهذا عندما نجد مصر ترفض التهجير للفلسطينيين إلى سيناء فهذا كرامة وطنية، وعندما ترفض الرضوخ لأى ضغوط خارجية فهذا أيضا كرامة وطنية.
قيمة الواجب
مينا نادى بشارة حنا – مدير استقبال بفندق فى شرم الشيخ – مواليد 1991: استشهد عمى فى حرب أكتوبر 1973 يقول: كان سائقا لعربة إسعاف وأصيب بطلقة فى صدره فى 10 أكتوبر وظل ينزف وتوفى فى المستشفى ودفنوه فى السويس ولم ينقل الجثمان إلا بعد انتهاء الحرب بشهور، لذلك تحمل ذكرى الحرب شعور الحزن بفقدانه وأيضا الفخر بتضحيته وزملائه.
حكى لى أهلى كواليس الميلاد فى صبيحة الأحد وكان الجميع فى أجازة ومن وقتها ارتبط الاحتفال بعيد ميلادى بتجمع أسرى ،أتذكر هدية «دبابة» وأنا بعد فى الثامنة – صنعت منها فى خيالى فصولا من الحرب التى لم أخضها ولما كبرت وأديت الخدمة العسكرية سلاح المشاة بشمال سيناء علمت قيمة الواجب وغلاوة تراب الوطن.. الآن أنا متزوج وأبنائى مازالوا صغارا فى الثانية والرابعة.. أصغر من أن أشرح لهم الحدث لكنى سأتركهم يكتشفون بأنفسهم وسأصحح لهم الأفكار وأحكى لهم التفاصيل وأؤكد أن حربنا مع العدو مستمرة فهم لا يحفظون السلام ونحن الآن لا نحارب فقط عدونا التقليدى بل نخوض حربًا غير مسبوقة من الاشاعات والدعاية المضادة.
يضيف أنه يشارك مكان عمله نفس تاريخ الميلاد «6 أكتوبر» لذلك يشعر بالاعتزاز عند احتفال الفندق بعيد افتتاحه وميلاده معًا.
تفاصيل شخصية
راندا بهاء الدين محمد – صيدلانية- مواليد 1990: مولودة فى يوم تحتفل به مصر بأكملها وتحكى أمى أنه كان يوم سبت واستغرقت نحو 12 ساعة فى آلام الولادة.. كل التفاصيل الشخصية تزيد إحساسى بغلاوة اليوم ومازالت أتذكر كلمات أهلى أن النصر جاء بعد تخطيط واستعداد فكان الدرس الأول فى حياتى أن يكون لى هدف..أخطط له وأصل إليه.
تضيف: مازال قلبى يدق وأنا أشاهد مشهد العبور، الآن هناك تركيز على برامج التوك شو و أتمنى أن تكون بطولات أكتوبر ضمن خطط إنتاج الأفلام الجديدة.. لأن السينما والمدرسة هما القادرتان على توصيل النصر ودروسه للصغار بالطريقة التى يحبونها وكم أتمنى أن تتسابق السوشيال ميديا على الاحتفال بالنصر كما تتسابق على التريند لتظل الرسالة سريعة ومكثفة لأجيال لم تعد تقرأ أو تشاهد مثل جيلنا.
راندا أم لتوأم «انجى وونجي» 4 سنوات تقول: تنظم المدرسة حفلة فى أعياد أكتوبر وهذا العام أنوى أن أحكى لهما ببساطة عن معنى النصر والحرب بين الخير والشر خصوصًا أننى بدأت أشرح لهما المقاطعة وأهمية مساندة إخواننا، ربما لن يحدث الاستيعاب الكامل الآن لكن سأظل معهما وكذلك أفراد الأسرة كل منهم يوصل المعلومة بطريقته.
والأهم أن نقول لأولادنا.. بلدنا أمانة.. وزى ما أجدادنا ضحوا فى سبيلها.. احنا ايضا يجب أن نحافظ عليها ولا نفرط فى ترابها
حماس للدرس
يارا محسن- ثانية اعدادي- مواليد 2012: تشعر بالحماس لأنها ستدرس هذا العام حرب أكتوبر لتعرف تفاصيل أكثر عن حرب تحرير الأرض واسترداد الحق وتؤكد والدتها ولاء مجدى الديب -موظفة -أن الجيل الجديد بحاجة إلى جرعة وطنية مكثفة لأنه بعكس الأجيال الأكبر لا يشاهد التليفزيون ولا يرتبط بالدراما وبالتالى يجهل الكثير عن بطولات أكتوبر والأهل منشغلون فى ظروف الحياة لذلك دور المدرسة فى التثقيف والتوعية مطلوب لينشأ الصغار وهم يعرفون أن مصر خط أحمر وأن شعبها وجيشها فى رباط إلى يوم الدين.