واصلت آلة الحرب الإسرائيلية قصفها ومجازرها بمناطق متفرقة من قطاع غزة رغم انتظار العالم للحظة وقف إطلاق النار بعد عامين من الإبادة لسكان القطاع، وذلك بعد موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
أعلنت مستشفيات غزة استشهاد 11 بنيران الاحتلال الإسرائيلى فى مناطق عدة منذ فجر أمس، بينهم 4 من منتظرى المساعدات جنوبى القطاع. بينما أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على القطاع إلى 67 ألفا و139 شهيدا، و169 ألفا و583 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.
على الصعيد السياسي، أعلن وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو أن حماس وافقت من حيث المبدأ على ما سيحدث بعد الحرب، وقال: سنعرف سريعا ما إذا كانت حماس جادة أم لا. كما أوضح روبيو، حين سئل أمس عما إذا كانت الحرب فى غزة ستنتهى قريبا، أن هناك اجتماعات جارية بشأن اتفاق إسرائيل وحماس، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
فى الوقت نفسه، أعرب روبيو عن أمله فى الانتهاء من الأمور اللوجستية المتعلقة بتلك القضية بسرعة كبيرة، إلا أنه شدد على أن المرحلة الثانية من خطة غزة، لن تكون سهلة، فى إشارة إلى جمع السلاح من القطاع المدمر وانسحاب القوات الإسرائيلية. وأضاف قائلا: «بعد مغادرة حماس للقطاع، سنحتاج وقتا لتشكيل إدارة تحكم غزة»، موضحا أنه «لا يمكن إقامة هيكل لحكم غزة لا يضم حماس فى ثلاثة أيام».
من جانبه، شدد قيادى بارز فى حماس على أن الحركة حريصة على التوصل لاتفاق يوقف الحرب المتواصلة منذ عامين فى قطاع غزة، والبدء فوراً بعملية تبادل للرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين.. وقال القيادى الذى طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، إن الحركة «حريصة جداً على التوصل لاتفاق لوقف الحرب وبدء فورى لعملية تبادل الأسرى وفق الظروف الميدانية».كما أضاف «يتوجب على إسرائيل عدم تعطيل تنفيذ خطة ترامب. إذا كان لديهم نوايا فى الوصول لاتفاق فحماس جاهزة».
وفى إسرائيل، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب لن تسمح بسيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة فى «اليوم التالى للحرب»، مؤكدا أن تل أبيب ستكون مسئولة ومشاركة فى عملية نزع سلاح القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال اجتماع أمني، إن أى ممثل عن حماس أو السلطة الفلسطينية لن يكون جزءا من إدارة غزة فى المستقبل، مشيرا إلى أن أمن إسرائيل يتطلب تغييرا جذريا فى الواقع الأمنى والسياسى داخل القطاع، وأضاف أن إسرائيل ستكون مسئولة ومشاركة فى نزع سلاح غزة بالكامل»، مؤكدا أن هذا الأمر «شرط أساسى لأى ترتيبات مستقبلية».
وفيما يتعلق بالمفاوضات الجارية حول ملف الرهائن، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلى على أن حكومته لن تتقدم نحو أى من البنود فى خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل إطلاق سراح جميع الرهائن، الأحياء والأموات، محذرا من أنه إذا لم يُفرج عن الرهائن بحلول نهاية المهلة التى حددها ترامب، فستعود إسرائيل إلى القتال بدعم كامل من جميع الدول المعنية.
فى السياق، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أمس إن الجيش سيبقى فى مناطق سيطرة بقطاع غزة لحماية المستوطنات، وأضاف قائلا: «نتوقع الآن تنفيذ المرحلة الأولى فى القريب العاجل والإفراج الفورى عن جميع الرهائن».وتابع: «الجيش الإسرائيلى متمركز فى قلب مدينة غزة، وهو مستعد لأى طارئ، إذا رفضت حماس الإفراج عن الرهائن، فسيصعّد من وتيرة إطلاق النار حتى هزيمة الحركة وإطلاق سراح جميع الرهائن».
من ناحية أخري، وفى الضفة الغربية، صدَّق الاحتلال الإسرائيلي، أمس على مخطط استيطانى للاستيلاء على نحو 35 دونما شرقى قلقيلية فى شمال الضفة الغربية المحتلة.. ويهدف المخطط للسيطرة على مجموعة من الأراضى شمالى كفر قدوم؛ تمهيدا لإنشاء 58 وحدة استيطانية.









