لن أضيف جديداً.. عند الحديث عن قوة وشرف الموقف والدور المصرى فى مواجهة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، أو فى رعاية ودعم القضية الفلسطينية، وحقوق الأشقاء تاريخياً، فمنذ الوهلة الأولى للعدوان الصهيوني، الذى يقوده مصاص الدماء والسفاح نتنياهو، والذى اتخذ من الحماقة منهجاً وعقيدة وأسلوب حياة يعاونه فى تطرفه، منزوعو العقل والضمير وزراء فى حكومته المتطرفة بل الأشد تطرفاً من أمثال إيتمار بن غفير وسلبئيل سيمو ترتيش، مصر سبقت الجميع، وقادت عملية كشف المخطط والنوايا الإسرائيلية المدعومة أمريكياً وغربياً، والتى حددتها فى محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان قطاع غزة قسرياً، ودفعهم وإجبارهم على النزوح وترك وإخلاء أراضيهم، وتفريغ غزة من سكانها من أجل محاولات تنفيذ مخطط توطينهم على حساب الأراضى المصرية فى سيناء، وهو ما تأكد للجميع الآن، وتجلى فى بجاحة إسرائيل وحماقتها فى الطلب من مصر فتح حدودها أمام سكان قطاع غزة المحاصرين من قبل جيش الاحتلال والسماح لهم بالعبور إلى سيناء بالتالى تحقيق أهداف الشيطان الصهيونى فى توطينهم بسيناء على حساب الأمن القومى المصرى وهو المخطط الذى يسعون إلى تنفيذه على مدار العقدين الأخيرين سواء بإثارة الفوضى فى مصر فى يناير 2011 أو بالإرهاب الذى حاول فصل سيناء عن جسد الوطن المصري، وهو ما اجهضته مصر ــ السيسي» وجيشها العظيم، وطهرت سيناء من دنسه وأثامه، منفردة دون أى مساعدة دولية وهو ما يكشف التواطؤ والمؤامرة على مصر وسيناء.
مصر، تدرك مبكراً المؤامرة على سيناء، وأنها الهدف من كل ما يحدث فى قطاع غزة، وهى محاولة خبيثة جديدة بعد فشل كل المخططات السابقة لكنها رفضت بشموخ وقوة وقدرة وحسمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكثر من مرة «يا نموت يا تبقى سيناء مصرية» ثم أكد «أنه لن يحدث» فى إشارة إلى مخططات قوى الشر.
إسرائيل تمارس أبشع أنواع الجرائم، وحروب الإبادة من أجل الضغط على الفلسطينيين المتمسكين بأرضهم، من أجل دفعهم إلى النزوح إلى الحدود المصرية، ومحاولة فرض واقع لذلك تمعن دولة الاحتلال والبلطجة والكذب فى القتل والحصار والتجويع والتدمير، حتى فاقت جرائمها عقل البشر، وسط صمت دولى مطبق تجاوز مرحلة العجز إلى التواطؤ، فقتل الأطفال والنساء والمدنيين بشكل لم يحدث على هذا الكوكب من قبل، ولو حدث فى مكان آخر، لانتفضت أمريكا وأذنابها فى الغرب ليس من قبيل الإنسانية ولكن من قبيل التشدق والمتاجرة بالإنسانية وحقوق الإنسان التى لم تعد موجودة فى القاموس الأمريكي، ولم تعد المتاجرة بها تجدى نفعاً فى ظل هذا الانكشاف أمام العالم الحر الباحث عن نظام عالمى جديد عادل.
إسرائيل اتخذت من أجل تنفيذ مخططها، كافة الوسائل غير المشروعة وغير الإنسانية، لا ترحم أطفالاً أو نساء أو مرضى أو مدنيين، أو أطباء، حتى المستوطنين على دينهم دولتهم الصهيونية، يضرمون النيران فى قوافل المساعدات، فهم يعيشون ويموتون على البلطجة، والكذب.
تحذيرات مصر المدوية على مدار الشهر الثامن لم تتوقف، بدأت بخطورة استمرار العدوان والتصعيد العسكرى الإسرائيلى الذى يدخل المنطقة فى أتون نذر الحرب الشاملة، ويوسع من رقعة الصراع، وأيضاً من خطورة الحصار على الفلسطينيين فى قطاع غزة، ومنع المساعدات الإنسانية وكذلك من حرب الإبادة واستهداف الأطفال والنساء والمرضى والمدنيين، أو الإفراط فى استخدام القوة العسكرية، والتحذير من محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين قسرياً أو دفعهم إلى النزوح، أو الهجوم على رفح الفلسطينية، وهو الأمر الذى يفاقم المعاناة الإنسانية فى القطاع، وينذر بمجازر ومذابح.
مصر، تضع تحذيرات أمام المجتمع الدولى والحليف الأمريكى الإستراتيجي، من أى محاولات للمساس بالمساس بالخطوط الحمراء، أو محاولات تهديد أمنها القومي، أو محاولات تصدير المخاطر إلى حدودها، وباتت الأوضاع على حافة الخطر، مع سيطرة الاحتلال الإسرائيلى على الجانب الفلسطينى من معبر رفح، ورفض القاهرة التنسيق مع جيش الاحتلال فى تشغيل المعبر الفلسطيني.
الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته القوية فى قمة البحرين، أكد على هذا المعني، نحن أمام مسارين، إما مسار السلام والاستقرار والأمل أو مسار الفوضى والدمار الذى يدفع إليه التصعيد العسكرى الإسرائيلى المتواصل فى قطاع غزة.
الرئيس السيسى فى كلمته وصف بشكل دقيق ما يرتكبه جيش الاحتلال فى قطاع غزة من انتهاكات إنسانية غير مسبوقة من إمعان فى القتل والانتقام وحصار الشعب كامل وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه والسعى لتهجيره قسرياً وهذا الهدف الرئيسى لكل جرائم الاحتلال بمعاونة داعميه ومموليه مالياً وسياسياً ودبلوماسياً والذين يوفرون له الملاذ الآمن مثل باقى جماعات الإرهاب التى تتوفر لها مثل هذه الملاذات.. وهو ما يكشف المؤامرات ومخططات وآليات المتآمرين.
إسرائيل التى أدمنت البلطجة، وسرق وسلب أراضى الفلسطينيين وغيرهم واستيطان أراضيهم، وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولى بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية التى باتت مجرد مسميات ومنشآت لا تملك لنفسها نفعاً أو ضرا.
الرئيس السيسى فى كلمته، وصف ملامح النظام الدولى القائم، بالعجز، فى ظل سقوط عشرات الآلاف من الأطفال والفلسطينيين شهداء وهو بمثابة السيف المسلط على ضمير الإنسانية حتى انفاذ العدالة الغائبة إلى الآن من خلال آليات القانون الدولى ثم غياب الإرادة السياسية الدولية الحقيقية الراغبة فى إنهاء الاحتلال ومعالجة جذور الصراع عبر حل الدولتين.
كلمة الرئيس السيسى أكدت أن إسرائيل تتهرب من مسئولياتها والمراوغة حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار وهو أكده فشل المفاوضات والوساطات الأخيرة من أجل التهدئة ووقف إطلاق النار بفضل حكومة إسرائيل المتطرفة، وأيضاً عدم الاكتراث بمناشدات ومطالبات العالم بعدم تنفيذ عمليات عسكرية فى رفح واستخدام معبر رفح من الجانب الفلسطينى لإحكام الحصار الإسرائيلى على القطاع.. لذلك بعثت مصر برسائل مهمة أن الحلول الأمنية والعسكرية لن تستطيع تأمين المصالح وتحقيق الأمن، وأنه يخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تجدى نفعاً أو تحقق مكاسب، لعلهم يفهمون.