خلال هذا العقد الأخير من عمر الدولة المصرية «2014-2024» برز على الساحة المصرية مناخ جديد لم نعهده من قبل.. فقبل هذا العقد من الزمان كان كل شيء فى أم الدنيا يكاد يكون متوقفاً أو شبه متوقف.. التراجع كان السمة الرئيسية فى كل شيء باختصار شديد بعد أحداث 2011 وما تلاها كنا على شفا السقوط.. ولكن ولأن الله تعالى رحيم بهذا البلد وشعبه قيض له واحداً من أخلص رجاله ليقود دفة الأمور فيه.. ويقيل هذا البلد من عثراته التى تعترض طريقه.
خطط الرجل مع فريق عمل مخلص لهذا البلد.. وبدأ المصريون ينفضون عن كواهلهم غبار اللامبالاة التى انتابت البعض منهم فى فترة من حياتهم.. ودب النشاط ودبت الحيوية فى الكثيرين سعياً لأن تعود مصر إلى سابق عهدها وطن يقود أمة بأسرها.. وطن صاحب تاريخ عريق وحضارة علمت العالم كله كيف يكون التحضر.
اتجهت مصر نحو العمل فى كل الاتجاهات وكانت ومازالت تسابق الزمن من أجل تحقيق الانجاز تلو الانجاز سواء على المستوى المحلى أو الإقليمى أو العالمى.
ففى الداخل شهدت البلاد نماذج متميزة من المشروعات القومية العملاقة زراعية وصناعية وغير ذلك.
والناظر بعين الحكم المنصف يجد أن هناك نقلة نوعية شهدتها مصر خلال العقد الأخير.. فى مجالى الزراعة واستصلاح الأراضى وكذا مجالات الصناعة باختلاف ألوانها علاوة على النهضة العمرانية التى شهدتها البلاد من تشييد العديد من المدن الذكية مدن الجيل الرابع.. ناهيك عن آلاف الكيلو مترات من الطرق وأيضاً المحاور العديدة التى غطت معظم محافظات الجمهورية.
هذه البنية التحتية والفوقية التى انتظمت البلاد طولاً وعرضاً كان لها ابلغ الأثر فى جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية والتى تلعب دوراً حيوياً ومحورياً فى النهوض بالاقتصاد المصرى.. ولعل الصفقات المدوية التى أعلن عنها أخيراً خير شاهد على ذلك مثل صفقة رأس الحكمة بمرسى مطروح.. وغيرها فى القريب القادم.
أيضاً المتابع الجيد لأخبار الأسبوع الماضى.. يجد خبراً تناولته وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية.. وهو المتعلق بافتتاح السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لموسم الحصاد فى المشروع القومى النموذج «مستقبل مصر» المنفذ على طريق الضبعة– محور روض الفرج.. هذا المشروع الذى بدأ يؤتى ثماره الطيبة.. فالمتأمل فى هذا المشروع يجد أنه لا يقتصر على مجرد استصلاح عدة آلاف من الأفدنة لزراعتها بل الأمر تعدى ذلك بكثير.. فهذا المشروع «مستقبل مصر» زراعي– صناعي– تجارى وسيكون فى المستقبل القريب حينما ننتهى من جميع مراحله صاحب النصيب الأوفر فى تغطية الفجوة التى تعانى منها مصر والمنطقة العربية بل والأكثر من ذلك ان تنفيذ هذا المشروع يتم وفق آليات ونظم لم نعهدها من قبل لذا جاءت نتائج المشروع مبشرة جداً فى أولى مراحل افتتاحه ولعلنا تابعنا الأنباء السارة التى زفت إلينا أثناء افتتاح موسم الحصاد.. من حجم العمل الذى تم انجازه علاوة على كم المحصول المنتج من هذه الأراضى «البكر» والتى سيكون لها مستقبل هائل تجعل من مصر مع غيرها من المشروعات الزراعية سلة لغذاء العالم كما كانت قديماً.
مصر لم تتعامل على المستوى المحلى فقط بل تعدى نشاطها ليمتد إلى أشقائها العرب والأفارقة.. فكان دورها بارزاً فى مساندة الأشقاء العرب و الأفارقة.. ويكفى ان نقول ان أرض مصر تضم بين جنباتها أكثر من 9 ملايين «ضيف» يقيمون ويتمتعون بنفس حقوق المواطن المصرى.. رغم الأزمات العالمية التى يعانى منها المجتمع الدولى ولكن رغم ذلك ظلت مصر هى الملجأ والملاذ الذى يجد فيه الإنسان الأمن والأمان.
هكذا هى مصر كانت وستظل كما كانت .. ويردد أبناؤها فى صوت واحد دائماً.. «مصر بخير».