ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. عقيدة الأبطال
«حرب الـ 1000 يوم»
أزالت آثار 67.. وحطمت غرور الجيش الذى لا يقهر
ولا تزال أمجاد نصر أكتوبر خالدة ومستمرة رغم مرور 52 عامًا، ويظل الحديث عن بطولات المقاتلين المصريين حاضرًا يتجدد مع كل جيل.. ففى مثل هذا الوقت من كل عام، يحتفل المصريون بذكرى انتصار حرب أكتوبر 73، ذلك الحدث التاريخى العظيم الذى استعدنا فيه الأرض والكرامة، وأثبتنا للعالم أن أبطال الجيش المصرى هم بالفعل خير أجناد الأرض، عقيدتهم راسخة عنوانها «النصر أو الشهادة»، يضحون بأرواحهم ودمائهم دفاعًا عن الوطن، ويقفون دائمًا درعًا وسيفًا يحمى الأرض والعرض.
ومع الحديث عن بطولات الرجال فى ميدان المعركة، وكيف استعادت مصر الأرض والعرض بالصبر والتخطيط والقوة والعزيمة على مدار 6 سنوات قبل اندلاع الحرب المجيدة، فقد سبقتها معارك ضارية عُرفت بحرب الاستنزاف، التى بدأت عقب نكسة 1967 واستمرت حتى عام 1973، وتمكن خلالها أبطال القوات المسلحة من كسر غرور الجيش الإسرائيلى وتكبيده خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات، مما أعاد الثقة للمقاتل المصرى ومهّد الطريق للعبور، وقد اعتبرها الخبراء العسكريون بمثابة بروفة حقيقية لمعركة أكتوبر، حيث تم خلالها دراسة أسلوب العدو واكتشاف نقاط ضعفه وقوته، فقد رفضت مصر الاستسلام، وتمسكت بعقيدة راسخة هى «ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة».. فجاء انتصار أكتوبر ليكون محطة فاصلة فى تاريخ الأمة، حيث توحد الشعب خلف جيشه وقيادته، وانطلقت مسيرة التحرير والبناء، لتعود الأرض والكرامة فى ملحمة بطولية سيظل التاريخ يرويها لأجيال بعد أجيال. ولا ننسى خطة الخداع الإستراتيجى التى فاجأت العدو وأبهرت العالم وكانت سبباً فى النصر العظيم بالإضافة إلى تجهيز قوى الدولة الشاملة وتعبئة الجبهة الداخلية ورفع الروح المعنوية
مرحلة التصحيح والبناء والتنظيم.. لاسترداد العزة والكرامة
تعبئة الجبهة الداخلية.. والالتفاف حول هدف واحد هو تحرير الأرض
«الاستنزاف»
إعادة الثقة للجنود.. تحطيم صورة إسرائيل.. معرفة إمكانيات العدو
«حرب الاستنزاف»، هو مصطلح أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، على الحرب التى اندلعت بين مصر وإسرائيل على ضفتى قناة السويس، بعد احتلال سيناء، وبدأت أحداثها منذ تقدم المدرعات الإسرائيلية إلى مدينة بور فؤاد، لاحتلالها فى يوليو 1967، وتصدت لها قوات الصاعقة فى معركة «رأس العش»، واستمرت الحرب لنحو 3 سنوات، واصلت قواتنا خلالها استنزاف قوات الاحتلال، وأطلق عليها العدو «حرب الألف يوم»، من ثقل وأعباء تلك الأيام عليهم، وفى 7 أغسطس 1970 انتهت المواجهات بقرار من الرئيس عبد الناصر وقبول مبادرة «روجرز» لوقف إطلاق النار.
الصمود والمواجهة
بدأت مصر صراعها المسلح ضد إسرائيل بمرحلة أطلق عليها مرحلة الصمود، وكان الهدف منها سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي، عن الضفة الغربية لقناة السويس، واستغرقت هذه المرحلة المدة من يونيو 1967 إلى أغسطس 1968، واشتملت على بعض العمليات المهمة، التى كان لها تأثير كبير على المستوى المحلى والعربى والعالمى وهي: معركة رأس العش، والتى وقعت أحداثها فى 1 يوليو 1967، وتعتبر الشرارة الأولى للحرب، عندما حاولت المدرعات الإسرائيلية احتلال مدينة بور فؤاد، فصدتها قوات الصاعقة المصرية، وفى يومى 14 و15 يوليو 1967، نفذت القوات الجوية طلعات هجومية جريئة ضد القوات الإسرائيلية فى سيناء المحتلة، أحدثت خسائر فادحة، بالإضافة للاشتباك الكبير للمدفعية، والتى ركزت فيه كل إمكانياتها فى قطاع شرق الإسماعيلية 20 سبتمبر 1967، وتمكنت خلاله من تدمير وإصابة عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية، وقاذفات مدفعية صاروخية، و قتل 25 إسرائيليًا و 300 جريح منهم ضابطان برتبة كبيرة، فضلًا عن إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات، فى 21 أكتوبر 1967، فى منطقة شمال شرق بورسعيد، حيث تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق بارجة إسرائيلية، بواسطة رجال الضفادع البشرية المصريين، كما استمرت معارك المدفعية والتراشق بالنيران طوال مرحلة الصمود، إضافة إلى نشاط أفراد القناصة المهرة، الذين قنصوا أفراد الجيش الإسرائيلى وقادته، سواء فى نقاط المراقبة، أو أثناء تحركهم على الضفة الشرقية للقناة.
أما مرحلة الدفاع النشط، أو المواجهة فكان الغرض منها تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية، لتقييد حركة قواتها فى الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة، وتكبيدها قدرًا من الخسائر فى الأفراد والمعدات، واستمرت من سبتمبر 1968، إلى فبراير 1969 وأرادت مصر خلالها أن تبـدأها بقوة، لتعلن عن نفسها إقليميًا وعالميًا، وتصيب القوات الإسرائيلية بأكبر قدر من الخسائر، وقد شملت أعمال قصف مدفعية مركزة، من مختلف الأعيرة، وشعر العدو لأول مرة أن السيطرة النيرانية قد آلت للقوات المسلحة المصرية، حيث تكبدت إسرائيل خسائر جسيمة.
التحدى والردع
تطور القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها الاستنزاف أو مرحلة التحدى والردع، وذلك من خلال عبور بعض القوات والإغارة على القوات الإسرائيلية، وشهد مارس 1969، أهم مراحل التصعيد العسكرى ما بين الجولتين الثالثة والرابعة فى الصراع العربى الإسرائيلي، وقد أديرت هذه المرحلة سياسيًا وعسكريًا بتنسيق متكامل لتحقق الهدف منها ولتتوازن فى التصعيد والتهدئة، وتحددت مهامها فى تقييد حرية تحركات العدو على الضفة الشرقية للقناة، وإرهاقه وإحداث أكبر خسائر به، وكانت هـذه المرحلة التى امتدت من 8 مارس 1969 إلى 8 أغسطس 1970، طويلة وشاقة، وهى لا تقـل عسكريًا عن أى جولة من جولات الصراع العربى الإسرائيلي، بل تعد أطول جولة فى تاريخ هذا الصراع.
ومع توالى الأحداث وتصاعدها، بدأت تتصاعد موجات السخط للشعب الإسرائيلى خصوصًا مع الإعلان عن خسائرها التى تتزايد يومًا بعد يوم وفى داخل القيادة الإسرائيلية نفسها، ولم يأت النقد العنيف من داخل إسرائيل وحدها، بل من الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا، التى صدمت من زيادة الوجود السوفياتى فى مسرح الشرق الأوسط، وشعرت أوروبا أن تأثيرات الحرب انعكست عليها، خصوصًا بعد أن انتقلت حرب الاستنزاف إلى أبعاد جديدة، بتدمير الحفار الإسرائيلى فى ميناء أبيدجان عاصمة ساحل العاج، واحتمال امتداده إلى مناطق بترولية للتأثير على المصالح الغربية.
روجرز
ووجدت الولايات المتحدة الأمريكية أن استمرار الحرب لا يحقق مصالحها أو مصالح إسرائيل، لذلك سعت إلى تقديم مبادرة روجرز، التى تقدم بها وزير الخارجية الأمريكي، 19 يونيو 1970 إلى كل من مصر وإسرائيل، ووجد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن قبولها أمر ممكن، لإعطاء فرصة للقوات المسلحة لاستعادة كفاءتها القتالية بعد حرب متصلة استمرت قرابة الألف يوم، ووجدت فيها إسرائيل فرصة للخروج من أزمتها وإيقاف نزيف الخسائر الذى تتعرض له، وقبلت الأطراف المبادرة وأُعلن وقف إطلاق النيران اعتبارًا من 8 أغسطس 1970.
وأكد الخبراء العسكريون، أن حرب الاستنزاف هى التى مهدت الطريق لنصر 6 أكتوبر، وأنها كانت المدرسة التى أعدت القوات المسلحة المصرية لحرب أكتوبر المجيدة فقد كشفت لنا كل تجمعات العدو وطريقة اقترابه فى الهجوم والشكل القتالى الذى يتواجد به كما كشفت لنا أيضا عدد طائرات العدو المستخدمة فى الجو والأخرى بالمظلات مما ساعدنا على إعداد خطة أكتوبر ونجاح القوات المسلحة الباسلة فى تدمير طائرات العدو وهى على الأرض.
خطة فاجأت العدو.. وأبهرت العالم
الخداع الإستراتيجى
حالة التأهب بالقواعد الجوية.. تسريح 30 ألف جندى.. فتح باب العمرة.. وتنظيم الدورات الرياضية .. مناورات عسكرية
حرب أكتوبر 73 وتحرير سيناء نسيج متكامل من الإعداد والتخطيط والتنفيذ لأبطالنا من أبناء القوات المسلحة، وخطة الخداع الاستراتيجي أحد أهم أسباب النصر العظيم، حيث تم خداع دول كاملة على رأسها إسرائيل التى لم تكن تتوقع أو تتخيل الهجوم المصرى عليها.
فى يوليو 1972 اجتمع الرئيس السادات مع قادة القوات المسلحة لوضع خطة خداع استراتيجى يسمح لمصر بالتفوق على التقدم التكنولوجى والتسليحى الإسرائيلى عن طريق إخفاء أى علامات للاستعداد للحرب وحتى لا تقوم إسرائيل بضربة إجهاضية للقوات المصرية فى مرحلة الإعداد على الجبهة، واشتملت الخطة على ستة محاور رئيسية:
الجبهة الداخلية
المحور الأول يتعلق بالجبهة الداخلية، وتضمن عدة إجراءات منها استيراد مخزون استراتيجى من القمح، عن طريق تسريب معلومات بأن أمطار الشتاء قد غمرت صوامع القمح، وأفسدت ما بها، وتحوّل الأمر لفضيحة إعلامية استوردت مصر على إثرها الكميات المطلوبة، بالإضافة إلى إخلاء المستشفيات تحسباً لحالات الطوارئ، وذلك عن طريق تسريح ضابط طبيب من الخدمة وتعيينه بمستشفى الدمرداش، ليعلن عن اكتشافه تلوث المستشفى بميكروب، ووجوب إخلائها من المرضى لإجراء عمليات التطهير، وفى اليوم التالى نشرت «الأهرام» الخبر معربة عن مخاوفها من أن يكون التلوّث قد وصل إلى مستشفيات أخري، فصدر قرار بإجراء تفتيش على باقى المستشفيات، وأخليت جميعها.. كما تم استيراد مصادر بديلة للإضاءة أثناء تقييد الإضاءة خلال الغارات، عن طريق تنسيق أحد المندوبين مع مهرب قطع غيار سيارات لتهريب صفقة كبيرة من المصابيح مختلفة الأحجام، وبمجرد وصول الشحنة كان رجال حرس الحدود فى الانتظار، واستولوا عليها كاملة وتم عرضها بالمجمعات الاستهلاكية، ومن أجل تقليل الانتباه العام دعا الفريق أول أحمد إسماعيل جميع وزراء الحكومة يوم 27 سبتمبر 1973 لزيارة هيئة الأركان العامة لإطلاعهم على الجديد من الأجهزة المكتبية والحاسبات الآلية.
نقل المعدات للجبهة
المحور الثانى تضمن إجراءات تتعلق بنقل المعدات الثقيلة للجبهة كالدبابات، عن طريق نقل ورش التصليح إلى الخطوط الأمامية، ودفع الدبابات إلى هناك فى طوابير بحجة إصابتها بأعطال، كما تم نقل معدات العبور والقوارب المطاطية عن طريق تسريب المخابرات تقريراً يطلب فيه الخبراء استيراد كمية مضاعفة من معدات العبور مما أثار سخرية إسرائيل، وعندما وصلت الشحنة ميناء الإسكندرية، ظلّت ملقاة بإهمال على الرصيف حتى المساء وفى ظل إجراءات أمنية توحى بالاستهتار واللامبالاة، وأتت سيارات الجيش فنقلت نصف الكمية إلى منطقة صحراوية بضاحية «حلوان»، وتمّ تكديسها وتغطيتها على مرمى البصر فوق مصاطب لتبدو ضعف حجمها الأصلي، فيما قامت سيارات مقاولات مدنية بنقل الكمية الباقية للجبهة مباشرة.
خداع ميداني
المحور الثالث، خداع ميداني، وضمن إجراءات منها توفير معلومات حيوية سمحت ببناء نماذج لقطاعات خط بارليف فى الصحراء الغربية لتدريب الجنود عليها وخداع الأقمار الصناعية لملء المعسكر بعدد من الخيام البالية والأكشاك الخشبية المتهالكة، ولافتات قديمة لشركات مدنية، وفى يوليو 1972 صدر قرار بتسريح 30 ألفاً من المجندين منذ عام 1967 وكان معظمهم خارج التشكيلات المقاتلة الفعلية، وفى مواقع خلفية.
التمويه برفع درجة الاستعداد القصوى للجيش وإعلان حالة التأهب فى المطارات والقواعد الجوية من 22 إلى 25 سبتمبر، مما يضطر إسرائيل لرفع درجة استعداد قواتها تحسباً لأى هجوم، ثم يعلن بعد ذلك أنه كان مجرد تدريب روتينى حتى جاء يوم 6 أكتوبر فظنت المخابرات الإسرائيلية أنه مجرد تدريب آخر وبدأ القتال تحت ستار المناورة العسكرية المشتركة «تحرير 23»، ثم استبدلت خرائط التدريب بخرائط العملية «بدر» وكانت البرقيات والرسائل المصرية التى تعترضها المخابرات الإسرائيلية تؤكد أنباء تلك المناورة مما أدى إلى استبعاد إسرائيل لفكرة الحرب .
فى أكتوبر 1973 تم الإعلان عن فتح باب رحلات العُمْرة لضباط القوات المسلحة والجنود، وكذا تنظيم دورات رياضية عسكرية مما يتنافى وفكرة الاستعداد للحرب، كما شوهد الجنود المصريون على الضفة الغربية للقناة صبيحة يوم الحرب وهم فى حالة استرخاء وخمول، ويتظاهر بعضهم بأكل القصب وأكل البرتقال، ولإخفاء نية القوات البحرية فى إغلاق مضيق باب المندب، نشر خبر صغير فى شهر سبتمبر عام 1973، عن توجه 3 قطع بحرية مصرية إلى أحد الموانئ الباكستانية لإجراء العمرات وأعمال الصيانة الدورية لها، وبالفعل تحركت القطع الثلاث إلى ميناء عدن وهناك أمضت أسبوعاً ثم صدر لهم الأمر بالتوجه إلى أحد الموانئ الصومالية فى زيارة رسمية استغرقت أسبوعاً آخر لزيارة بعض الموانئ الصومالية، ثم عادت القطع الثلاث من جديد إلى عدن وهناك جاءتهم الإشارة الكودية فى مساء الخامس من أكتوبر 1973 بالتوجه إلى مواقع محددة لها عند مضيق باب المندب فى سرية تامة عند نقط تسمح لها بمتابعة حركة جميع السفن العابرة فى البحر الأحمر رادارياً وتفتيشها، ومنع السفن الإسرائيلية من عبور مضيق باب المندب طوال الحصار.
خداع سيادي
أما عن الخداع السيادى فقد تم اختيار موعد هجوم تحتفل فيه إسرائيل بعيد الغفران اليهودي، وتغلق خلاله المصالح الحكومية بما فيها الإذاعة والتليفزيون كما اختير على أساس الظروف المناخية والسياسية المواتية، كما كان المجتمع الإسرائيلى منشغلاً بالمعارك الانتخابية التشريعية، كما تم الإعلان عن زيارة قائد القوات الجوية اللواء حسنى مبارك إلى ليبيا يوم 5 أكتوبر، ثم تقرر تأجيلها لعصر اليوم التالى 6 أكتوبر 1973.
وجه المشير أحمد إسماعيل الدعوة إلى وزير الدفاع الرومانى لزيارة مصر فى الاثنين 8 أكتوبر وأعلن رسمياً أنه سيكون فى استقباله شخصياً لدى وصوله إلى مطار القاهرة، كما أعلن رسمياً عن الاستعداد لاستقبال الأميرة مارجريت صباح الأحد 7 أكتوبر.
استعدادات القوات المسلحة
وعن استعدادات القوات المسلحة فقد اشتملت الخطة على تحييد دور الملحقين العسكريين وضباط المخابرات بالسفارات بوضعهم تحت رقابة صارمة لمنع وصولهم إلى معلومات تمس سرية الاستعداد للحرب، حتى وصل الأمر إلى ترحيل الملحق العسكرى الإسبانى مصاباً خلال معركة بالأيدى على متن طائرة إسعاف، لنقله تحركات سلاح الطيران المصرى دقيقة بدقيقة.
تضليل العدو
أما عن إجراءات تضليل العدو فتم عن طريق توفير المعلومات السرية عن العدو وتضليله عن طريق رجال جهاز المخابرات العامة ومنهم أشرف مروان، ورفعت الجمال «رأفت الهجان»، أحمد الهوان «جمعة الشوان»، كما استخدمت اللهجة النوبية لتشفير الرسائل المهمة بين القوات أثناء المعركة لتضليل معترضى تلك الرسائل.