منحتنا مباراة منتخب الشباب أمام شيلي درسا جديدا في أهمية السلوك الانضباطي بعد الفوز الأول الذي حققه منتخب الشباب على شيلي صاحبة الأرض في نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة وتساوي منتخبي مصر وشيلي في كل شيء.. النقاط، وفارق الأهداف وعددها، بعد ان خرج منتخب نيوزيلندا من حالة التساوي لأنه كان الأقل في الأهداف بين الفرق الثلاثة، ليلجأ منتخبا مصر وشيلي طبقا للائحة اللعب النظيف الذي تساوى فيه أيضا المنتخبان برصيد 5 إنذارات ولكن ما حسم الموقف هو حصول حمادة أنور مدير المنتخب على إنذار جعل منتخب شيلي يصعد مباشرة على حساب مصر الذي أصبح عليه أن ينتظر ملحق ثوالث المجموعات.
المهم هنا أن لاعبى مصر والأجهزة الفنية لا يهتمون بالسلوك الانضباطي وهو الأمر الواضح جدا في الدوري هذا الموسم والدليل أن الموسم الجاري ضرب كل الأرقام القياسية في تاريخ الدوري المصري من حيث عدد الإنذارات وحالات الطرد وحتى في القرارات الانضباطية التي طالت أكثر من نصف الأجهزة الفنية لفرق الدوري.
لاحظت أن كل اللاعبين في مصر الآن يحصلون على إنذارات مجانية، إما لخلع التيشيرت وكل اللاعبين يعلمون أن عقوبتها الإنذار أو الإطاحة بالكرة بعد قرار الحكم أو الاعتراض غير المبرر على قراراته، وهو أمر يجب أن يتعلمه اللاعبون لأن أضراره أحيانا تكون وخيمة، بعد أن أصبح اللعب النظيف أحد العناصر التي تحكم ترتيب الفرق في البطولات الكبرى.
ففي كأس العالم 2018 تم تطبيق قواعد اللعب النظيف لأول مرة باعتبارها اكثر عدالة من حسم موقف الفرق بعملة معدنية عن طريق القرعة ، وبالفعل كان منتخب السنغال أول المنتخبات التي شربت من كأس الخروج من البطولة بسبب قرارات الانضباط حيث خرجت أمام اليابان بفارق إنذار واحد في أكبر بطولة كروية على وجه الأرض.
والحقيقة أنني هاجمت بشدة منظومة الناشئين في مصر في مقال سابق لأن المنظومة كما ذكرت وقتها تعاني خللا شديداً يؤثر على ظهور المواهب الحقيقية ، ولكن في مباراة شيلي أعجبني جدا الروح القتالية للاعبي مصر على عكس المباراتين السابقتين أمام اليابان ونيوزيلندا.
النقطة الثانية هي المبادرة بالهجوم أمام الفريق صاحب الأرض على عكس مباراة اليابان التي كانت دفاعية بحتة ومباراة نيوزيلندا التي بدأت أيضا دفاعية في شوطها الأول.. والمعروف أن لاعبي هذه المرحلة السنية يفكرون أولا في الهجوم وتدريبهم في هذه السن المبكرة على الأداء الدفاعي البحت يقتل فيهم مبكرا الروح الهجومية، وأذكر أن حسن شحاته في أثناء توليه لمنتخب الشباب تحت 20 سنة عام 2003 كان يطلب من كل لاعبي الدفاع المشاركة في الهجوم وكان يدعو اللاعبين دائما أن يواجهوا القوة البدنية الأفريقية باستغلال حركة الكرة التي لا تتعب بدلا من استغلال الجهد البدني للسيطرة.
أتمنى أن تخدم الظروف منتخب مصر للتأهل للأدوار الاقصائية وهذا الأمر لن يتأتى إلا عن طريق أقدام الآخرين لأن منتخبنا انهى مبارياته وقد تخدمنا الظروف باستكمال البطولة واللعب في مرحلة أخرى قد تبرز القدرات الحقيقية للاعبين مثلما حدث مع كوت ديفوار في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة عندما حزم اللاعبون حقائبهم للرحيل حتى خدمتهم الظروف وصعدوا من ملحق الثوالث ليكملوا المسيرة نحو اللقب.
وفي النهاية سنعود لملف قضية منتخبات الناشئين لاحقا لأنه ليس معنى هذا الفوز أننا نسير في طريق سليم، ونحن لدينا منظومة فاشلة بكل المقاييس!!









