تُعَد مدارس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات المعروفة باسم (STEM)، والبالغ عددها حتى الآن 18 مدرسة تغطي معظم محافظات الجمهورية، واحدة من أبرز المشروعات التعليمية الناجحة في مصر.
فقد استطاعت خلال العقد الماضي أن تحتضن العشرات من العقول المصرية الموهوبة، وتوفر لهم بيئة تعليمية تقوم على المشروعات والابتكار والإبداع العلمي.
وتكشف مسيرة خريجي هذه المدارس أن الدولة نجحت في تقديم جيل مبدع من طلاب الشعبتين (علمي علوم وعلمي رياضة)، جذب اهتمام كبرى الجامعات العالمية، بل إن وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أطلقت اسم أحد الكويكبات على طالبة مصرية كانت تدرس بإحدى مدارس STEM، وهو ما يعكس قيمة هذا المشروع الوطني.
غير أن التحديات التي تمر بها المجتمعات العربية، وفي مقدمتها محاولات اختراق العقول وإضعاف الانتماء الوطني، تؤكد ضرورة فتح مسار جديد داخل مدارس STEM، يركز على العلوم الإنسانية والاجتماعية مثل التاريخ، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، بما يسهم في تخريج مفكرين قادرين على تحليل الواقع المعاصر، وصياغة رؤى تحافظ على الهوية، وتستخلص دروس الماضي، على غرار رواد الفكر العربي مثل جمال حمدان وعبد الوهاب المسيري وابن خلدون.
وتدعم هذه الرؤية الخطوات التي اتخذها وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف، عبر تعزيز تدريس التاريخ واللغة العربية في المدارس الدولية ومنحها مساحة أكبر داخل الثانوية العامة، الأمر الذي يمكن البناء عليه لفتح مسار إنساني داخل مدارس STEM، يجمع بين التميز العلمي والوعي الفكري، لصناعة جيل قادر على الابتكار العلمي وحماية الهوية في آن واحد.