خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للسلام فى غزة تواجه رفضا شديدا من جانب العرب وتتبارى الاقلام الحرة فى الصحافة العربية والعالمية فى فضح مساويء الخطة الكارثية التى تجرد الفلسطينيين من كافة حقوقهم التاريخية المشروعة .. كما تلزم خطة ترامب فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس بتسليم اسلحتها والخروج من غزة الى المنفي.. لكننى اليوم سأتناول مقالين صادمين ومنصفين لاثنين من الكتاب الكبار فى الصحافة البريطانية وكلاهما ينتقد خطة ترامب حيث يراها الاول خدعة استعمارية والثانى يجزم بانها لن تحقق النجاح المنشود .. سام كايلي، محرر الشئون العالمية فى صحيفة «الإندبندنت» البريطانية قال أن الخطة محكوم عليها بالفشل لأنها خدعة استعمارية للفلسطينيين.
وقال كايلى ان البعض يرون إنها فكرة جيدة لأنها ترسخ فكرة الدولة الفلسطينية المستقبلية لاسيما وإن اشتملت على إعادة إعمار غزة و»مهدّت الطريق نحو سلام عادل على أساس حل الدولتين، الذى يُدمج غزة بالكامل مع الضفة الغربية فى دولة فلسطينية»..ولكن فى الواقع، لا شيء من هذا وارد فى مخطط ترامب-نتنياهو – وهنا تكمن المشكلة، .. «الحقيقة الاستعمارية هى أن إسرائيل والولايات المتحدة قد وضعتا خطة ماكرة لتفويض إسرائيل لمواصلة سيطرتها على قطاع غزة أو احتلاله، تحت قيادة حاكم، هو تونى بلير – وهو رجل مكروه للغاية فى الشرق الأوسط – وملك، هو دونالد ترامب، الذى سيدير غزة. «وختم الكاتب تقريره، قائلا إن «أى شخص ينضم إليها «الخطة» يجب ان يدرك أنها ستؤدى إلى مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين الذين سيُواجهون ما سيعتبرونه حكمًا استعماريًا، وإلى نفس المستنقع الأخلاقى المُرعب الذى تعيشه غزة اليوم».
وفى «التلغراف» كتب كون كوفلين أنّ العقبة الحقيقية أمام نجاح خطة دونالد ترامب الأخيرة للسلام فى غزة، ليست حركة حماس، بل القيادة الفلسطينية فى الضفة الغربية، حسب الكاتب.وقال الكاتب إنه فى حال موافقة حماس على خطة ترامب بنقاطها العشرين، سيحصل مؤيدوها على عفو، ولن يكون للحركة أى دور فى المفاوضات مستقبلاً حول إقامة دولة فلسطينية.وبالتالي، ستتحول هذه المهمّة إلى السلطة الفلسطينية التى يديرها قدامى منظمة التحرير، وفق الكاتب، الذى يرى أن هذه السلطة ستكون عنيدة مثل حماس عندما يتعلق الأمر بالاتفاق على تسوية للسلام مع إسرائيل.
خطة ترامب التى لاتحمل اى خير ولاتحافظ على اى حق للشعب الفلسطينى وتجرده من كل اسلحته المشروعة للدفاع عن نفسه وارضه وكرامته تذكرنى ونحن نعيش فى رحاب نصر اكتوبر المجيد بخطة الرئيس الامريكى الراحل كارتر ومعه الزعيم الشهيد انور السادات ورئيس وزراء اسرائيل بيجين الذى أرغم على قبولها.. فرق شاسع بين خطة ترامب ومبادرة كارتر .. الاولى لاتعطى اى شيء .. والثانية تعطى كل شيء.. ومن غرائب الاقدار ان الفلسطينيين – الذين سيرغمون على قبول الخطة الاولي- رفضوا قبل اربعة عقود ونيف مبادرة كارتر– السادات رغم كل ماتحمله من خير حيث كانت ستتيح لهم حكما ذاتيا على كامل الارض الفلسطينية المحتلة فى الخامس من يونيو 1967 لمدة خمس سنوات بعدها سيتم اعلان دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وسيعترف بها العالم اجمع لانها بتوقيع امريكى – اسرائيلى مشترك .. ومع ذلك رفضها الفلسطينيون والعرب جميعا واتهموا الرئيس السادات بالخيانة والعمالة وقاطعوا مصر سياسيا واقتصاديا وسحبوا مقر الجامعة العربية من القاهرة واعتبروا «كامب ديفيد» نكبة اخرى مثل نكبة احتلال فلسطين.. والآن كيف الحال ايها الرافضون لمبادرة كارتر والمرغمون على قبول كمين ترامب؟..
كل عام وانتم بخير.. ذكرى عبور اكتوبر تهل علينا بنسائم النصر المجيد .. نصر العزة والكرامة واستعادة الهيبة والمكانة يوم قهر الجيش المصرى المستحيل وضرب الجيش الذى لايقهر فى مقتل وصرعه بالقاضية.. رحم الله الشهيد البطل انور السادات بطل الحرب والسلام.