أخيراً حققت قوة وعزيمة وإصرار الأم الفلسطينية وكفاحها ضد العدوان الغاشم للجيش الإسرائيلى على قطاع غزة لمدة 24 شهراً أمل الشعب الفلسطينى بعد ظهور بصيص من النور لبداية طريق إنشاء دولة فلسطين المستقلة الحرة.. تضمنت بنود مبادرة الرئيس الأمريكى ترامب نقاطاً إيجابية لصالح الفلسطينيين بالرغم من وجود نقاط أخرى سلبية ولكننا نرى أهمية إعادة حماس وباقى مجموعات المقاومة الفلسطينية بالقطاع النظر ودراسة نقاط المبادرة دراسة وافية حيث إن الكفاح والمقاومة هدفه الأساسى تحقيق مطالب الشعب الفلسطينى من حيث الحرية ويكفى الأم الفلسطينية التى كافحت لمدة 24 شهراً وتحملت عناء التهجير عدة مرات وتحملها رعاية أولادها وزوجها وأحفادها وتعليمهم والعناية بهم صحياً ومعنوياً.. يكفيها فخراً تغيير الرئيس ترامب الكثير من قراراته وموافقته على عدم تهجير الشعب الفلسطينى وتعمير القطاع فى وجودهم وعدم استمرار احتلال إسرائيل للقطاع وعدم سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية أو أجزاء منها وتغيير عشرات الدول الغربية من وجهة نظرها بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح.. وأشعر بكفاح الأم الفلسطينية بالداخل والخارج عند مشاهدتى للمظاهرات تجوب شوارع معظم الدول الغربية أسبوعياً حاملين الأعلام الفلسطينية ومرتدين الكوفية الفلسطينية رمز الصمود والإصرار والعزيمة.. وأشعر بالعزة والكرامة عند رؤية الدموع تذرف على وجوه الناس بالشوارع بالمدن الغربية واسأل نفسى هل تلاشى الشعور بالإنسانية بيننا نحن العرب؟.. وأشعر بالحزن بإعلان وجود شباب فلسطينيين داخل القطاع يعملون لحساب القوات الإسرائيلية ويقعون تحت الإغراء المادى والمعنوى للموساد والشاباك.. ودار فى ذهنى هل وصل الأمر إلى درجة خيانة بعضنا البعض ومساعدة العدو الإسرائيلى الذى سيظل عدواً لكل العرب والمصريين مهما حدث من اتفاقيات تطبيع؟
أشعر بالحزن لأنه يصعب على المواطن العربى إدانة أعمال مقاومة ضد محتل لأراض عربية منذ 78 عاماً ومازال يناور ويخادع للاستيلاء على كل الأراضى الفلسطينية بالقطاع والضفة الغربية وسوريا ولبنان.. وأشعر بالاشمئزاز من تصريحات نتنياهو المتكررة والتفاخر بقتل كل قادة المقاومة العربية فى قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وإيران واليمن وسوريا والعراق وتصريحاته المتكررة بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية.. ومقولته: «إن ما بدأ فى غزة سينتهى فى غزة وسنهزم حماس ونعمل بعزم على كل الجبهات لتحقق شيئاً واحداً وهو أبدية إسرائيل وعندما ضربنا إيران تمكنا من إزالة تهديد وجودى لنا».. وعند مراجعة أسماء الدول التى لم تؤيد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن قضية فلسطين وحل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية.. أشعر بالحزن والأسى لوجود دولتين إفريقيتين لم تؤيدا القرار إحداهما الكاميرون الدولة الصديقة وأشعر بالحزن والأسى لعدم مشاركة دولة المجر فى تأييد القرار وما السلبيات التى سوف تقع على المجر عند دعمها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وأما بالنسبة للأرجنتين الدولة التى شاركت مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وثمانى دول صغيرة أخرى فى رفض القرار صراحة فإنى أرى أهمية مقاطعة لاعب الكرة ميسى رمز الأرجنتين الدولة الداعمة والصديقة لإسرائيل.
أرى أهمية مراجعة أسماء الدول التى لم تشارك فى تأييد القرار ودراسة الأسباب والتركيز على تلك الدول لتغيير قراراتها المستقبلية لصالح الدول العربية والقضية الفلسطينية.. وأشعر بالحزن والأسى عندما يتحدث الرئيس السورى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ويركز كل كلامه على فترة حكم الأسد وابنه وإظهار مساوئ هذا النظام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتضخيم الأرقام السلبية أمام المجتمع الدولى وتوثيقه بالجمعية العامة للأمم المتحدة والذى يعتبر ذريعة لإسرائيل للتهرب من جرائمها وهمجيتها ضد الشعب الفلسطينى الأعزل والإبادة الجماعية المنظمة والمخططة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.
أشعر بالحزن بأنه لم يتحدث بالتفصيل عن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضى السورية والشعب السورى وإبادته لكل القوات المسلحة والتسليح السورى والمواقع الحربية والتوغل البرى داخل القرى والمدن السورية وأسر المدنيين واقتيادهم لداخل إسرائيل.. هل يعقل ذلك؟
يزداد الحزن والأسى عندما يحارب الشعب السودانى بعضه بعضا وقتل وإصابة العشرات بصورة يومية والمجاعات التى تحيط بعدد كبير من السودانيين بفعل إخوانهم: كل ذلك يساعد إسرائيل أيضاً على عدم إدانتها بما تفعله مع الفلسطينيين.. حيث يقول نتنياهو: ارجعوا لما تفعلونه ضد بعضكم البعض فى السودان.