أخيراً وبعد أكثر من 700 يوم حرب فى قطاع غزة شهدت ارتقاء أكثر من 67 ألف شهيد وأكثر من 200 ألف مصاب ومفقود.. أعلن مؤخراً الرئيس الأمريكى ترامب خطة جديدة للسلام فى غزة ومنطقة الشرق الأوسط تضم 21 بنداً تتلخص فى إنهاء الحرب والافراج عن الرهائن وانسحاب تدريجى لإسرائيل من قطاع غزة وادخال المساعدات لمواطنى غزة عن طريق المؤسسات الدولية وانسحاب حماس من الحكم وتولية ادارة قطاع غزة الى لجنة مؤقتة يتم تشكيلها وتسميتها.
جارى الآن مناقشة تفاصيل الخطة الأمريكية بعد مناقشتها مع الرؤساء العرب والدول الاسلامية ثم مناقشتها مع نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية وتتوافق هذه الخطة وتنسجم مع خطة مماثلة عرضها الرئيس الفرنسى ماكرون تنص وتؤكد على ضرورة وقف النار والافراج عن الرهائن وتشكيل ادارة انتقالية لغزة وتأهيل قوات شرطة لحفظ الأمن بعد وقف الحرب.
ولقد اثنى الرئيس عبد الفتاح السيسى على خطة الرئيس ترامب للسلام فى الشرق الأوسط مشيراً إلى أنها اساس هام لتحقيق السلام مؤكداً انه يقدر جهود ترامب لوقف الحرب الجارية فى غزة وتحقيق السلام فى الشرق الأوسط.
ومن جانب آخر أشار الرئيس الفرنسى ماكرون الى أن خطة حل الدولتين لإقرار السلام التى ناقشها مؤتمر الجمعية العمومية للامم المتحدة فى نيويورك ليست هى خطة حماس كما يروج لها البعض بل هى تستهدف ازاحة حماس من المشهد الفلسطينى.
قال الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية السعودية إنه يجب تحويل التوافق الدولى فى مؤتمر حل الدولتين على التزامات تعزز الارادة الدولية فى اقرار حق الشعب الفلسطينى فى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية
وأخشى ما أخشاه ان يتساهل الرئيس الامريكى ترامب مع نتنياهو اثناء مناقشة خطة السلام ويوافق له على بعض مطامع إسرائيل السابق الاعلان عنها فى ضم مزيد من المستوطنات فى الضفة الغربية وغزة الى إسرائيل وإفراغ خطة السلام من مضمونها خاصة وأن نتنياهو ماض فى تنفيذ خطة التهجير القسرى فى غزة ومحاولات حثيثة لضم الضفة الغربية والقضاء على فكرة احتمال قيام دولة فلسطينية مستقلة
ولقد أصاب اسرائيل أكبر هزيمة سياسية فى مؤتمر حل الدولين والذى حصل على تأييد كاسح من 142 دولة وانضمام 11 دولة أخرى الى الاعتراف بدولة فلسطين وعلى رأس هذه الدول بريطانيا التى أعطت لاسرائيل من قبل وطناً قومياً فى فلسطين على حساب الشعب الفلسطينى الذى اضطهد فى أرضه وتم تدمير البنية الأساسية مؤخراً فى بلاده لتصبح غير صالحة للسكنى فى حرب ابادة وتجويع غير مبررة قائمة حالياً.
واذا كانت خطة السلام الجديدةسوف تؤدى الى استبعاد حماس من المشهد السياسى وحكم قطاع غزة فإن الرئيس ترامب يجب عليه أن يراعى عند وضع تفاصيل هذه الخطة أن إسرائيل هى من تدفع الطرف الآخر فلسطينيين أو مسلمين الى الاستفزاز بالانتهاكات المستمرة للمسجد الاقصى وهدم المنازل الخاصة بالفلسطينيين بهدف توسيع المستوطنات أو تغيير التركيبة السكانية وغيرها من الاعتداءات على مزارع ومراعى الفلسطينين بغير حق.
نريد سلاماً قائماً على العدل وعدم الكيل بمكيالين ونريد عدالة ناجزة تحاسب المعتدى على جرائمه وترد الحقوق المغتصبة لأصحابها بدون عنصرية أو محاباة واطلاق أيدى الجنائية الدولية فى محاكمة مجرمى الحروب دون محاباة.