من لا يملك غذاءه لا يملك قراره.. حقيقة ادركتها القيادة السياسية وعمل على تنفيذها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه المسئولية فى مصر فأعطى اهتماماً شديداً لقضية الأمن الغذائى فأعاد الحياة لمشروع توشكى والعوينات بعد أن كاد يتجمد مع سيطرة عدد من الشركات والمستثمرين عليه.. ولم يكتف بهذا بل أعلن الرئيس السيسى عن أكبر مشروع زراعى فى تاريخ مصر وهو الدلتا الجديدة ومستقبل مصر.. وكان هذا المشروع كلمة السر فى إنجازات مصر التصديرية من الخضار والفاكهة وتحقيق الاكتفاء الذاتى من العديد من المنتجات.
قطاع الزراعة حظى باهتمام غير مسبوق من قبل القيادة السياسية وحققت طفرة لم تشهدها من قبل وتبنت الدولة المصرية برامج قومية لاستصلاح الصحراء فى إطار تدعيم ملف الأمن الغذائى ووضعت مجموعة من الأهداف الإستراتيجية لمستقبل تحقيق الأمن الغذائى المصرى منها الحفاظ على الموارد الاقتصادية.
وتقليل فجوة الاستيراد، وتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة، فضلاً عن توفير المزيد من فرص العمل واعتمدت إستراتيجية الأمن الغذائى المصرى على 6 محاور تتمثل فى التوسع الأفقى من خلال إضافة أراضى جديدة فى ضوء الموارد المتاحة و التوسع الرأسى من خلال استنباط أصناف عالية الانتاجية وتطبيق ممارسات زراعية حديثة والتوسع فى الزراعات المحمية وزيادة تنافسية الصادرات الزراعية وتدعيم الصحة النباتية والحيوانية دعم القطاع الزراعى بزيادة الاستثمارات الموجهة له تدعيم أنشطة الإنتاج الحيوانى والداجنى والسمكى و تغيير الأنماط الاستهلاكية كإحدى الآليات لتخفيف الضغوط على الموارد.
فقد استطاعت الدولة المصرية خلال الخمس سنوات الأخيرة تحقيق زيادة فى الرقعة الزراعية عبر استصلاح الصحراء لأكثر من 2 مليون فدان، والمستهدف فى خطة الدولة الوصول إلى 4 ملايين فدان من خلال استكمال المشروعات القومية للتوسع الأفقي.
وتمثلت مشروعات التوسع الأفقى فى مشروع الدلتا الجديدة العملاق بمساحة 2.2 مليون فدان، مشروع تنمية جنوب الوادى «توشكى الخير» بمساحة 1.1 مليون فدان، مشروع تنمية شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان، مشروع تنمية الريف المصرى الجديد بمساحة 1.5 مليون فدان، بالإضافة إلى مشروعات أخرى ببعض محافظات الصعيد والوادى الجديد بمساحة 650 ألف فدان.
يعتبر مشروع الدلتا الجديدة قفزة عملاقة نحو تنفيذ إستراتيجية الزراعة 2030 وذلك بسبب كونه مشروعاً تنموياً متكاملاً وكبر مساحة المشروع والتى تصل إلى مساحة 2.2 مليون فدان كما أن المساحة المنزرعة والمستهدف زراعتها تعادل 30 ٪ من مساحة الدلتا القديمة يشمل مشروع الدلتا الجديدة مشروعى مستقبل مصر وجنوب محور الضبعة.
ويعد مشروع مستقبل مصر قاطرة مصر الزراعية وباكورة مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتى وتصدير الفائض حيث إن المساحة المستهدف استصلاحها مليون وخمسون ألف فدان من إجمالى 2.2مليون فدان المساحة الإجمالية للدلتا الجديدة.
كما يقام مشروع بجنوب محور الضبعةعلى مساحة 500ألف فدان غرب مشروع مستقبل مصر حيث تم إجراء دراسة اتضح أن أكثر من 90 ٪ من المساحة صالحة لزراعة المحاصيل الإستراتيجية وعلى رأسها القمح والذرة الصفراء والبقوليات ومحاصيل الخضر وأنواع مختلفة من الفاكهة.
«توشكى الخير»
توشكى حلم قديم يتحول الى واقع بإنشاء واد جديد مواز للوادى القديم يربط بين الواحات الأربعة مروراً بشق قناة الشيخ زايد يتحول لواقع بتكليف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنفيذ مشروع تنمية جنوب الوادى بمنطقة توشكي.. فهو المشروع الأكبر من نوعه فى قطاع الاستصلاح الزراعى فى الشرق الأوسط وأحد المشروعات القومية العملاقة التى نجحت الدولة بتوجيهات الرئيس السيسى فى إعادة الحياة لها بحل كافة المشاكل التى كانت تعوق المشروع عن تحقيق مستهدفاته و توفير جميع المقومات اللازمة لنجاحه وهو الأمر الذى تطلب القيام بحجم أعمال هائل فى كافة جوانب ومكونات المشروع للنهوض به.
ويعتبر من أهم المشروعات القومية فى العصر الحديث للتغلب على الفجوة الغذائية وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالى 500 ألف فدان تصل فى المستقبل إلى مليون فدان.
وستحقق توشكى حلم الاقتراب من الاكتفاء الذاتى من القمح بشكل كبير حيث تم استصلاح 85 ألف فدان من إجمالى 100 ألف فدان وزراعة 2.3 مليون نخلة على مساحة 37 ألف فدان. والتى تعد أكبر مزرعة نخيل مزروعة فى مساحة واحدة فى العالم مما جعلها تدخل موسوعة جينس للأرقام القياسية.
يعتبر المشروع ثانى مشروع زراعى تنموى عملاق فى جنوب مصر على مساحة تتجاوز 186 ألف فدان وهو مشروع زراعى صناعى يساهم فى زيادة الصادرات الزراعية المصرية.
يعتبر مشروع استصلاح الـ 1.5 مليون فدان من المشروعات القومية العملاقة ويشمل عدد كبير من المشروعات التى تستهدف التنمية المستدامة وقام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتدشين المرحلة الأولى للمشروع من «الفرافرة» فى عام 2015 وأسند إدارته إلى شركة الريف المصري.
أكد الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية أن القطاع الزراعى فى مصر شهد فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى دعم غير مسبوق وأن الدولة المصرية نجحت فى إضافة المزيد من الرقعة الزراعية عبر استصلاح الصحراء بحوالى ٤ ملايين فدان خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف أن ما تم إضافته لمساحة الرقعة الزراعية فى مصر على مدار الـ 10 سنوات الماضية يعتبر إعجاز بكل المقاييس وذلك فى ظل محدودية الموارد الطبيعية للزراعة من الأرض والمياه وفى الوقت الذى يفقد فيه العالم كله ملايين الهكتارات سنوياً بسبب التصحر وتدهور التربة والجفاف والتغيرات المناخية.. مشيراً إلى أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تضيف لرقعتها الزراعية فى وقت تفقد فيه معظم الدول الملايين من الأفدنة بسبب التصحر والجفاف.
وأشار إلى أنه جارى حالياً إجراء دراسات على 3 مليون فدان أخرى للوقوف على مدى صلاحيتها بالإضافة إلى تبنى الدولة لمشروعات التوسع الرأسى على مدار الـ 10 سنوات الماضية.
وأضاف أن الـ 2 مليون فدان التى تم إضافتها للرقعة الزراعية أدت إلى زيادة حجم السلع الزراعية فى الأسواق إلى أكثر من 30 مليون طن وزيادة صادراتنا الزراعية من ٤ مليون طن فى 2014 إلى 8 مليون طن متوقعة أخر العام الجاري.