>> ويتساءل الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط فى المؤتمر الصحفى الذى عقده بعد انتهاء قمة العرب فى المنامة عاصمة البحرين.. لو كان ما حدث فى غزة قد حصل فى أوكرانيا أو البوسنة هل كان العالم سيصمت كما صمتوا حاليا.. إنه سقوط أخلاقي.. سقوط كامل..!!
والأمين العام لجامعة الدول العربية على حق فى أن يعتبر الصمت العالمى نوعا من السقوط الأخلاقى وهو أمر ليس غريبا أو مستبعدا لأن هناك استهانة بالوجود العربى وهناك مفاهيم خاطئة لدى دول العالم عن واقعنا وعن دولنا العربية.. وهناك وهو الأهم تقصير من جانبنا فى خضوعنا واستسلامنا للهيمنة والوصاية الغربية على العقل العربى وهناك أيضاً عجز فى تسخير وتوظيف الامكانيات العربية فى خدمة الكيان العربى الكبير.. وهناك تقاعس فى اظهار مكونات القوة لدى العالم العربى من تاريخ وحضارة وقيم أخلاقية ودينية.. وهناك تقصير فى المشاركة الفاعلة فى الحضارة الكونية لأننا ومنذ الحرب العالمية الثانية أصبحنا مجرد زبائن ولم نعد منتجين أو مشاركين بالابداع والانتاج كما فعلت اليابان وكوريا..!
وغزة لن تكون البوسنة أو أوكرانيا لأن غزة لا تقع فى الأراضى الأوروبية.. غزة فى الأراضى العربية التى استباحوها من قبل بالاحتلال ومازالوا يعتقدون انهم الأسياد وأصحاب القرار..! والصوت العربى ينبغى أن يكون أعلى وأقوى وأشد وأكثر تأثيرا.. وعندها ستصبح غزة أهم من البوسنة ومن أوكرانيا معاً..!
>>>
والسوشيال ميديا تحتفى بالسائق المصرى الذى رفض أن يتقاضى أجرة التوصيل من طلاب فلسطينيين فى القاهرة وأقسم بالطلاق أن يكون توصيلهم مجاناً..!
وما فعله هذا السائق ليس جديدا ولا غريبا.. فهذه هى أخلاقنا وهذا هو واجبنا، فالشعب المصرى العظيم استقبل ملايين النازحين من الدول العربية إلى بلاده دون تذمر ودون استعلاء.. تقاسمنا معهم لقمة الخبز فى سلام.. ووفرنا لهم فرصا للعمل وأصبحوا شركاء لنا فى التجارة وفى كل مجالات الحياة.. لم نعاملهم كلاجئين أو حتى كضيوف وإنما جزء من النسيج الاجتماعى لمصر.. وحتى فى تجاوزات البعض منهم.. وفى شرائط الفيديو التى تركز وتظهر السلبيات فإننا ترفعنا عن الرد.. وحاولنا ايجاد الأعذار والمبررات لهم وكنا دائما ومازلنا ننظر إلى هذه التجاوزات على انها استثناءات وانها لا تعبر عن الكل.. وكنا ومازلنا نؤمن بأن هذا هو واجبنا.. وستظل مصر عاصمة للعرب وبابا مفتوحا للجميع.. مصر هى الطيبة.. هى الأصالة.. هى المعدن الذى لا يصدأ ولا تغير من طبيعته الأزمات.
>>>
وأكتب عن الكويت الشقيق.. الكويت العزيز داعيا الله أن يحفظ الكويت وشعبها من الفتن والانقسامات والدخول فى متاهات وحوارات تهدد وحدته الوطنية وأمنه واستقراره.
وأكتب فى أعقاب قرار أمير الكويت بحل مجلس الأمة وتعطيل بعض مواد الدستور.. وأقول ان الكويت الذى يمتلك ذخيرة من الرجال الكبار.. والكويت الذى ذاق من قبل مرارة الغزو والاحتلال لعام كامل قادر على تجاوز هذه المرحلة الصعبة بالحوار الهادئ وبالابتعاد عن الشعارات والمزايدة وبحديث الأسرة الواحدة بعيدا عن الانفعالات والتجاذبات والتصريحات التى قد تزيد الأزمة اشتعالا.. وحفظ الله الكويت وشعبها وأميرها.. هم امتداد لنا.. ونحن دائما وأبدا سند لهم.
>>>
وأتحدث عن «الزعيم» فى عيد ميلاده.. أتحدث عن الموهوب عادل امام الذى بلغ الأربعة وثمانين عاما ومازال على قمة عرش الفن فى مصر.. فالزعيم قصة كفاح واصرار وموهبة.. فعادل امام الذى ظل لسنوات وعقود هو فتى الشاشة الأول لم يكن وسيما أو مفتولا للعضلات.. عادل امام خالف كل قواعد النجومية لأنه عرف كيف يجسد أحلام الفتى الطائر.. وكيف يعبر عن «الحريف» الذى خرج من الحارة المصرية.. وكيف يمكن أن يغزو قلوب الفتيات بخفة الدم والرجولة فى المواقف.. وكيف يمكن أن يكون هو «الواد سيد الشغال» و»الزعيم» فى آن واحد.. وعادل امام لم يكن شاهدا ما شافش حاجة.. عادل امام لم يكن خريجا من مدرسة المشاغبين.. وانما ناظر مدرسة الموهوبين.. ظاهرة وقيمة فنية ظلت متربعة على القمة عقودا وعقودا من الزمان ولا كوميديا بدون عادل امام.
>>>
وهون على نفسك دائما وقل «قدر الله وما شاء فعل» وقل لنفسك لقد سعيت وفعلت ما توجب على فعله وما شاء الله أن يكون قد كان واعلم انه مهما حدث فسيرضيك الله ويجبر خاطرك وليس بالذى تستحقه بل بالذى يراه مناسبا لك وما يريده الله دائما أفضل وأجمل مما تريده أنت لنفسك.
>>>
وأخيراً:
وما أتفه الدنيا
إذا كانت القلوب تنقلب فى غمضة عين.
>>>
وفى هذه الأيام أصبحنا نخاف
أن نتعود على أحد ويتركنا بلا سبب.
>>>
ولكلماتنا أجنحة، لكنها لا تطير دوما
حيث نشاء.
>>>
وتأويك مساحة قلب أكثر
مما تأويك الأماكن.