الحرف «بذرة» النور التى تنمو فى العقل فتضيئه
ليس من المصادفة أبداً أن يفوز الشاعر وكاتب الأطفال بهجت صميدة بلقب «المعلم المثقف» ابن دمنهور المخلص للإبداع واللغة والمعرفة ولرسالته كمعلم لغة عربية نشيط ودؤوب وكان أحد دعائم فوزه كونه أطلق بنجاح لافت مبادرته «كن قارئاً.. كن مبدعاً» بالتعاون مع مكتبة دمنهور العامة.. فضلاً عن مشاركته وإدارته لكثير من الفعاليات الثقافية فى البحيرة وترأسه لعدد من الإصدارات الأدبية وإسهامه فى إطلاق معرض دمنهور للكتاب أعوام 2016/ 2018وبهجت تم تكريمه على أكثر من صعيد داخل وخارج البحيرة وصدر له عدة دواوين شعرية ومجموعة كبيرة من الإصدارات للأطفال فضلاً عن نشاطاته الأدبية والثقافية التى لا تكفى مساحتنا المحدودة لسردها والتى سيحكى لنا عن بعضها فى حوارنا.
«ليس صدفة» فوزه بلقب «المعلم المثقف» الشاعر والكاتب بهجت صميدة:
لا أتخيل أبدًا معلمًا لا يقرأ
كونى صاحب رسالة فالمسئولية أكبر
> ما نقطة بدايتك مع القراء والكتابة والمعرفة والإبداع؟
>> بدأت علاقتى بالقراءة والإبداع منذ الصغر وقد أثمرت قراءة آلاف الكتب وقد أصدرت حتى الآن سبعة عشر كتابا من تأليفي، وأربعة عشر كتاباً من إعدادى بالإضافة إلى أكثر من خمسة وعشرين كتابا مخطوطا «فى الشعر والقصة والنقد وأدب الطفل».
من حسن تصاريف القدر أن الكتب التى أعددتها لآخرين أو عنهم تكاد تتساوى مع عدد الكتب التى أصدرتها حتى الآن «أربعة عشر كتاباً» وهذا لأننى مؤمن دائماً بضرورة أن يكون للمثقف دور فى محيطه فأنا أحب المثقف العضوى المؤثر فى مجتمعه والذى لا يكتفى بمجرد الإبداع.
> التدريس مرهق ويتطلب انضباطًا فى الوقت كيف تجد لنفسك مساحة للإبداع؟
>> بالنسبة للتدريس فالمهنة لا تمثل لى مشكلة أبداً فأنا أحب التدريس ولا تنس أننى شاعر وكاتب أطفال وأحب التعامل مع الأطفال أعلمهم وأفتح لهم عقولهم وأمنحهم مع الحزم الرحمة والمحبة ولا أخفيك سراً كنا منذ عدة أعوام فى ندوة مع الأستاذ يوسف الديب وكيل الوزارة وطالبنى بالذهاب للعمل معه فى المديرية وهو مكان يحلم به الكثيرون لكننى اعتذرت له على الملأ بأدب وقلت له: إننى معلم أحب التعليم عشت معلما وسأموت معلماً، وكثيراً ما ألهمتنى مواقف فى التدريس قصصا للأطفال، وفى أحيان كثيرة اقرأ وأكتب داخل المدرسة فى أوقات الفراغ.
> لماذا تقدمت للمسابقة هل بحثا عن تكريم ما؟:
>> تقدمت للمسابقة لأننى قارئ جيد والقراءة بالنسبة لى حياة فكان أمراً طبيعياً أن أتقدم لها خاصة إننى قبل سنوات من هذه المسابقة كنت محكما لمسابقات شبيهة بها، فأنا أعرف تفاصيل مسابقات القراءة وشروطها وآليات التحكيم ولدى خبرة كبيرة فى هذا الموضوع، ولا أخفيك سراً فإن قيمة الجائزة المالية كان لها دور فى المشاركة لعلنا نفعل شيئا لأبنائنا بعدما سرقنا الأدب بعيداً عن الثروة، وبالطبع كانت فرحتى عظيمة بالفوز الذى كنت اتوقعه واكتشفت بعد إعلان النتيجة أن كثيراً من الفائزين من الطلاب والمعلمين كانوا يتوقعونه، فرحت طبعاً للتكريم الأدبى وكذلك المادى لعلى أفعل شيئاً لأولادي.
> حدثنا أكثر عن «كن قارئاً.. كن مبدعاً»وعن آلية تنفيذها وخطواتها؟
>> «كن قارئاً.. كن مبدعا» مبادرتى بالتعاون مع مكتبة مصر العامة بدمنهور، مديرية الثقافة بالبحيرة، ومديرية التربية والتعليم بالبحيرة لانتقال أتوبيس مكتبة مصر العامة بدمنهور معى إلى مدن وقرى محافظة البحيرة فى المدارس وبيوت الثقافة والمخيمات للدعوة إلى نشر ثقافة القراءة المستدامة والدعوة إلى المشاركة فى مسابقات «المشروع الوطنى للقراءة» بفئاته الأربع «الطالب المثقف، المعلم المثقف، القارئ الماسي، المؤسسات التنويرية» التى تصل جوائزها إلى مليون جنيه لكل فائز بالمركز الأول فى كل فئة من فئات المشروع الأربع ويصل مجموع الجوائز إجمالا إلى 20 مليون جنيه.
وكذلك الدعوة للمشاركة فى «جائزة الدولة للمبدع الصغير» بمجالاتها الثمانية «الشعر، القصة، المسرح، الغناء، العزف، الرسم، التطبيقات والمواقع، الابتكارات العلمية» وجائزة الدولة للمبدع الصغير تحت رعاية السيدة الفاضلة انتصار السيسى قرينة السيد رئيس الجمهورية، ويُقسم كل مجال من المجالات الثمانية إلى فئتين: الأولى من «5: 12» سنة، والثانية من «12: 18» سنة ويحصل فائزان فى كل فئة على مبلغ 40 ألف جنيه وذلك فى كل فرع من فروع الجائزة الثمانية.
> هل أخذت المبادرة فى حساباتها ذوى الاحتياجات الخاصة؟
>> لم تكن المبادرة غافلة عن أبنائنا من ذوى الاحتياجات الخاصة فأقمنا العديد من ورش العمل مع الطلاب لدعوتهم إلى المشاركة فى المشروع الوطنى للقراءة.
كما أقمنا للطلاب المشاركين فى المشروع بعض الورش لتنمية قدراتهم وإعدادهم للفوز فى المسابقة.
كما أحضرت المبادرة بعض الكتب والمجلات المكتوبة بطريقة برايل لأبنائنا المكفوفين من الهيئة العامة لقصور الثقافة.
> هل من أثر لمبادرتك يمكن الإشارة إليه؟
>> توزيع اكثر من ألف كتاب ومجلة هدايا للطلاب خاصة فى القرى والمراكز البعيدة.
توزيع أكثر من ألف مدونة من مدونات «التنافس المعرفي» مدونات المشروع الوطنى للقراءة للدعاية للمشروع والحث على القراءة.
إقامة عشرات الورش التفصيلية لشرح أهمية القراءة والشرح التفصيلى لابعاد المشروع وتفاصيله وجوائزه.
مشاركة عشرات الطلاب فى المشروع الوطنى للقراءة.
اكتشاف عشرات المبدعين فى كتابة الشعر والقصة والإلقاء والرسم والغناء والتمثيل وتوجيههم إلى الأماكن الصحيحة لتنمية مواهبهم وتطوير إبداعهم تمهيدا للمشاركة فى «جائزة الدولة للمبدع الصغير» عند انطلاقها فى النصف الثانى من هذا العام بإذن الله.
إهداء عدد من كتبى للأطفال لمكتبات المدراس وكذلك لبعض الطلاب الموهوبين.
إنتاج أغنية تدعو للقراءة بعنوان «اقرأ»
هى قصيدتى منشورة فى ديوانى أحلم الصادر عام 2021 بالتعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب ووزارة الأوقاف.
قامت إحدى المعلمات المبدعات من أبناء المحافظة بتلحين الأغنية وهى الفنانة بسمة صالح.. وغناها أحد الطلاب الموهوبين من أبناء محافظة البحيرة وهو الموهوب سيف الدين كريم حمزة.
> هل تعتقد أنه كان للمبادرة دور فى الفوز باللقب؟
>> لا اعرف بالطبع إلى أى مدى كان لمبادرة «كن قارئاً.. كن مبدعاً» دور فى الفوز لكننى أظن أنها كان لها دور كبير، لكن لا بد أن أوضح أن عملى للأطفال واهتمامى بهم سابق على المشروع الوطنى للقراءة، فمنذ 2016 وأنا مشرف على أنشطة الطفل فى معرض دمنهور للكتاب وأقيم ندوات للأطفال وأجلب لهم كبار الكتاب سواء من محافظة البحيرة أو من خارجها، وكذلك أسهمت فى تبرع الهيئة العامة للكتاب بـ3 آلاف كتاب وزعناها مجانا على الأطفال من رواد المعرض عام 2017 فى زمن قيادة د.هيثم الحاج علي…وعندما اشتركت فى مسابقة المشروع الوطنى للقراءة فكرت فى تمديد الفكرة وتطويرها خاصة عندما وجدت أتوبيس مكتبة مصر العامة.
«القارئ الماسى» شريف عصام:
القراءة أسست شخصيتى.. أهدى الجائزة لمصر وجامعة الأزهر وأسرتى
حاورتهما – نهى محمود:
حصل دارس الشريعة والقانون ابن الأزهر والصعيد شريف عصام على لقب «القارئ الماسي» وهو شخصية مثقفة ومبشرة بدأت رحلته مع القراءة مبكراً جداً وحضر حفل تنصيبه أساتذته فى الجامعة فضلاً عن العميد الذى جاء متشرفا به وبإنجازه.
> متى بدأت بالضبط رحلتك مع القراءة وعلاقتك بالكتب؟
>> بدأت رحلتى مع الكتب منذ أن كان عمرى ثمانى سنوات فى الصف الثانى الابتدائى وعلاقتى بالكتب كعلاقة الصديق بصديق شديد المحبة له يستمتع بقربه ويفرح برؤيته.
> كيف جاء انضمامك للمسابقة؟
>> انضممت للمسابقة عن طريق إضافة حساب فى موقع المشروع ثم تلخيص الكتب ورفعها على الموقع.
> تضمنت المسابقة عدة مراحل، حدثنى عنها، وما أصعب مرحلة واجهتها؟
>> المسابقة تضمنت أربع مراحل: مرحلتين على مستوى جامعة الأزهر ومرحلتين على مستوى الجمهورية ويشترط تجاوز المرحلة للانتقال للمرحلة التى بعدها وكان أصعبها المرحلة الثالثة والتى كانت على مستوى الجمهورية فى فندق الماسة.
> المسابقة شملت 30 كتاباً، اخترتها على أى اساس؟
>> أولا أنا بالطبع قرأت كتبا كثيرة لا أحصيها فليس هذه الثلاثين فقط هى التى قرأتها ولكن اخترت الكتب بما يناسب معايير المسابقة وما يناسب ذائقتى ورغبتى وأسلوبى فى القراءة.
> بشكل شخصى من الكتّاب الذين تحب أن تقرأ لهم؟
>> أحب القراءة لمحمود شاكر كشخص منهجى فى البحث، وأحب القراءة للرافعى كأديب وأحب القراءة لفؤاد زكريا كفيلسوف.
> كيف ترى أن القراءة ستؤثر فى حياتك العملية وانت دارس للشريعة والقانون؟
>> القانون يحتاج لفهم للواقع فالقانونى يحتاج دراسة الاقتصاد لفهم القضايا التى تتعلق بالاقتصاد والسياسة لفهم الأحوال السياسية والأدب لتقوية اللغة للترافع والدفاع وعلم النفس لفهم نفسية المتهم وتحليلها وهكذا شتى مجالات المعرفة.
> كيف اثرت القراءة فى شخصيتك وتعاملك مع العالم؟
>> نعم بالطبع القراءة هى التى كونت شخصيتى وبدون القراءة سأكون شخصاً آخر.
> كيف كان إحساس الفوز.. كيف تلقيت خبر فوزك؟
>> بفرحة غامرة أفقدتنى التركيز كما يتلقى الإنسان خبر عودة حبيب له.
> كيف تلقت جامعة الأزهر خبر تتويجك؟
>> بالفرح بأحد تلاميذها وهنأنى رئيس الجامعة بنفسه وعميد كليتى قال لى عميد الكلية لقد حضرت هنا من أجلك.
> وكيف استقبلت أسرتك الخبر، ولمن تهدى جائزتك؟
>> تلقت أسرتى خبر فوزى بسرور غامر وفخر بابنها الذى تألق فى مسابقة ثقافية على مستوى بلاده كلها بلاد الحضارة مصر، وأهدى نجاحى لأهلى الكرام الذين كان لهم دور بالغ فى فوزي.
أمين أمين صاحب المركز الأول فئة «الطالب المدرسى»:
فزت بعد ثلاثة أعوام من المشاركة.. وأمى هى من تستحق التكريم
أما صاحب لقب «الطالب المدرسي» أمين أمين فهو صاحب رحلة كفاح إذ توفى أبوه وهو ما زال فى رحم والدته وقد كافحت معه وكانت هداياها له فى أى إنجاز هو شراء الكتب.
> بداية ما هى دراستك وسنك؟
>> أنا طالب فى الصف الثانى الاعدادي، عمرى 13 عاماً طالب فى مدرسة صفوة مصر.
> كيف بدأ شغفك بالقراءة؟
>> بدأ شغفى فى القراءة عندما كنت فى الخامسة من عمرى حينها تمردت على أمى وحاولت قراءة القصص بمفردى وعندما بلغت السادسة كنت أقرأ بمفردى وأسرد لأمى القصص والحكايات وأصبحت أمى تكافئنى بشراء كتاب لى فى كل مرة أنجح فى اختبار وهكذا أصبح الكتاب رفيقى وأنيسى عوضنى الكتاب عن حرمانى من نعمة الأب والاخ فأصبح الكتاب مرشدى ودليلى وصديقى فى وحدتي.
> هذه ليست المرة الأولى لك فى الاشتراك فى المسابقة الوطنية للقراءة كلمنا عن ذلك؟
>> شاركت فى المسابقة موسمين لم يحالفنى الفوز لكن فى كل عام كنت أشعر أنى انضج أكثر واتطورخاصة أن المناقشة مع لجان التحكيم ممتعة وكنت أسئلتهم بمثابة شعاع نور يسرى فى عقلى عندما أقلب صفحات الكتاب وفى كل عام لم يحالفنى الحظ فى الفوز كنت ازداد إصراراً على تحقيق حلمى وفى العام الثالث عندما أعلنت النتيجة شعرت أن الله لايضيع أجر من أحسن عملاً.
> كم كتاباً قرأت لأجل المسابقة، كما أن الكتب كانت فى مجالات مختلفة ما هو معيارك فى اختيار الكتب؟
>> قرأت لأجل المسابقة تسعين كتاباً لكن فى المطلق قرات أكثر من مائة وخمسين كتاباً، ومعيارى فى اختيار الكتاب ان يكون ذا معلومات قيمه أن يعالج مشكلة قائمة فى مجتمعي.
> أكثر مجال تفضل القراءة به بشكل شخصي؟
>> أحب القراءة فى التاريخ خاصة التاريخ الإسلامى لأن التاريخ هو ذاكرة الأمة وهو يساعد على استلهام الخبرات والتجارب لبناء حضارة مجيدة وتطوير مسارات أفضل للمستقبل.
> من الكاتب الذى تحبه بشكل خاص ولماذا؟
>> كاتبى المفضل هو الدكتور راغب السرجانى لقد وجدت فى كتاباته الدقه العلمية فهو حين يتحدث عن التاريخ الإسلامى لايكفى بسرد الاحداث، بل يستخرج منها العبر، كما أنه حريص على ربط العلم بالعمل، ويدفع القارئ ان يكون إيجابياً فى واقعه، لا مجرد متفرج على الماضي.
كتابى المفضل العلم وبناء الأمم أتمنى من الجميع قراءة هذا الكتاب.
> أنت أيضاً حاصل على إجازة قراءة القرآن حدثنى عن ذلك؟
>> بدأت رحلتى مع القرآن الكريم عندما كان عمرى 6سنوات كان القرآن رفيق أيامى يرفقنى فيفتحلى أبواب الخير فكل تميز انا فيه فهو بفضل مصاحبتى كتاب الله حصلت على الأجازة بفضل الله وانا أبن 11عاماًَ فكانت تاجاً على الرأس ووساماً على الصدر.
> لمن تشعر أنك مدين بهذه الجائزة وتهديها له؟
>> إن كان لى من فوز اليوم، فأمى هى السبب بعد فضل الله على ولدت يتيماً فهى من ربت وضحت وصبرت وهى من تستحق التكريم جزاها الله عنى خيراً وبارك فيها.
