أكد لياو ليتشيانج، سفير الصين بالقاهرة، أن العلاقات الصينية المصرية تمر حاليًا بأفضل مراحلها في التاريخ، وذلك تحت القيادة الاستراتيجية للرئيس شي جينبينج والرئيس عبد الفتاح السيسي. وأشار إلى أن هذه العلاقات أصبحت نموذجًا يُحتذى به للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بين الصين والدول العربية والإفريقية والإسلامية والنامية.
لقاءات القمة ورسم الخطوط العريضة
جاء ذلك خلال الاحتفال بالعيد الوطني الـ 76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، والذي أُقيم أمس. حضر الحفل عدد كبير من الوزراء والمسؤولين وسفراء الدول العربية والأجنبية بالقاهرة، ومثَّل مصر في الاحتفال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال والفنانين، وعلى رأسهم الفنان حسين فهمي.
وأشار سفير الصين بالقاهرة إلى أن رئيسي البلدين التقيا مرتين في العام الماضي، وتوصلا إلى توافقات مهمة حول سبل تعميق العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في كافة المجالات، مما رسم الخطوط العريضة لتطور العلاقة الصينية المصرية في ظل الأوضاع الجديدة.
التزام بالجنوب العالمي ودعم للقضية الفلسطينية
وشدد السفير على أن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب المصري لمواصلة التنفيذ الجيد للتوافقات المهمة بين رئيسي البلدين، والوفاء بالرسالة التاريخية والتزامات الدول الكبيرة كعضوين مهمين في الجنوب العالمي. وتهدف الجهود المشتركة إلى المضي قدمًا بعملية التحديث في الصين ومصر والدول العربية والإفريقية، وبناء مجتمع صيني مصري وصيني عربي وصيني إفريقي للمستقبل المشترك.
وأكد السفير أن الشهرين الماضيين شهدا الزيارة المتبادلة بين رئيسي مجلس الوزراء للبلدين، مما عكس الطابع الاستراتيجي والمستوى العالي للعلاقات. ولفت إلى أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تتواءم ورؤية مصر 2030 بشكل معمق، وتظل الصين أكبر شريك تجاري لمصر للسنة الثالثة عشرة على التوالي، كما تُعد من أنشط الدول المستثمرة في قطاع التصنيع المصري.
كما أكد السفير أن الصين تدعم بشكل ثابت ودائم القضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة، وستواصل جهودها لوقف إطلاق النار والقتال في قطاع غزة، وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في أقرب وقت على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة و”حل الدولتين”.

مسيرة التنمية الصينية
في ختام كلمته، أكد السفير أنه على مدى السنوات الـ 76 الماضية، قاد الحزب الشيوعي الصيني أبناء الشعب الصيني بكافة قومياته للنضال كفريق واحد، ونجح في إيجاد طريق جديد يمكِّن الدولة النامية من التقدم نحو التحديث بإرادة مستقلة، مما خلق نمطًا جديدًا من الحضارة البشرية من خلال التحديث الصيني النمط.

وخلال كلمته أعرب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، عن سعادته بالمشاركة نيابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى للاحتفاء بالعام 76 على إعلان القائد ماو تسى تونج تأسيس جمهورية الصين الشعبية، والاعتزاز بالذكرى 11 لترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وأضاف وزير الاتصالات، أن العام المقبل سيشهد الاحتفاء بالذكرى الـ70 للعلاقات الدبلوماسية الصينية المصرية؛ موضحا أن مصر تعد أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية؛ مؤكدا أن العلاقات بين الشعبين تمتد جذورها لألاف السنين كما أن البلدين لديهما حضارتين عريقتين شكلتا وعى الإنسانية وأسهمتا فى نهضتها العلمية والفنية والأدبية والاقتصادية؛ مضيفا أنه من أعظم القيم التى تأسست عليها حضارتى البلدين هو إيمان الشعبين الراسخ بقيمة العمل والإعلاء من شأنه والتى لازالت هى القيمة الحاكمة والمحرك الرئيسى فى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأكد الدكتور عمرو طلعت أن الشراكة بين البلدين تعمقت خلال العقد الماضى وامتد نطاقها بين الملفات الدبلوماسية والعقود التجارية والمرامى الثقافية منعكسة فى توافق رؤى رئيسي البلدين.
وأشار إلى أن التعاون بين الصين ومصر على صعيد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات شهد زخماً مستمراً امتد ليشمل إنشاء مصانع لكابلات الألياف الضوئية والهواتف المحمولة وانشاء مراكز للبيانات وإطلاق السحب الحوسبية وبناء منظومات الذكاء الاصطناعى للتعرف على اللغات، فضلا عن الشراكة فى تطوير البنية التحتية الرقمية، وتنفيذ برامج بناء القدرات الرقمية فى كافة أنحاء الدولة، وإقامة معامل تقنية تسهم فى اعداد أجيال مصر الرقمية.