غرس القيم والمبادئ التربوية الحميدة بنفوس الصغار
لا يخلو بداية أي عام دراسي جديد من أن يطفو علي سطح الساحة التعليمية وقوع عدد من الجرائم المدرسية والتي يصاحبها اتهام بعض من التلاميذ بالبلطجة المبكرة والتي يساهم في تغذيتها أطفال السوشيال ميديا الذين اكتسبوا هذه الثقافة من المواقع الإلكترونية بعد ان غرقوا في عالم إدمان الإنترنت وتوابعه من التأثر بالاختراقات الثقافية الوافدة من الخارج حيث اصبحت الفيديوهات هي التي تربي الأطفال والتلاميذ الصغار بديلاً للاسرة ناهيك أيضًا عن دور الدراما في السينما والتليفزيون التي تساهم كثيرا في تغذية مشاهد البلطجة وترسيخ صور ومشاهد سلبية غالبًا ما تكون مشوهة بعقول الشباب وارتباط ذلك كمثال لتريند «البيت اللي مفهوش صايع.. حقه ضايع» وبدوره يقودنا إلي مفهوم التنمر الإلكتروني أيضًا!!.
بدون شك الجرائم المدرسية تشكل مؤشراً خطيراً علي وجود خلل بمنظومتنا الاخلاقية والناتج عن ضعف غرس القيم والمبادئ التربوية الحميدة بنفوس الصغار وهي المسئولية الأولي للأسر ثم مؤسستنا التعليمية والثقافية والدينية وأجهزة الإعلام ولا نبالغ إذا ارجعنا اسباب وقوع جرائم العنف الجسدي أو الجنسي إلي التشوهات المعرفية للمتهمين.
وكثير من الطلاب يبررون انتشار السلوك المؤذي إلي غياب البيئة المدرسية الآمنة وضعف الرقابة والتخلص من الأنشطة التربوية الفعالة لمواجهة تعدد الفترات المدرسية أو للمحافظة علي الحصص الدراسية.
أرفض أن يتحول البعض في المجتمع لبيئة تخاصم ترسيخ الاخلاق الحميدة والقويمة وتناصر ثقافة البلطجة واعتبارها سلوكًا بطوليًا وتصوير البلطجي في المسلسلات والأفلام علي انه الصورة المثالية للبطل المحبوب مما يشكل خلطًا في المفاهيم عند ابنائنا من الصغار وحتي الشباب بشكل يتسبب في تعرضهم لازمة ذهنية واخلاقية وسلوكية والتي تغذيها الدراما.
ومن الاهمية مراعاة أن تكون المعالجات عقلانية ومعتدلة وخاصة البدايات من عند الأطفال والنشئ الصغير نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعى التي افرزت ظاهرة أطفال السوشيال ميديا وما اعقبها من تريندات الشهرة المبكرة لهم عبر مشاهد لفيديوهات سواء كانت مضحكة أو محتويات يومية وأعمالاً خيرية ومنها واقعة فيديو الطفلة هايدى التي منحت متسولاً ٥جنيهات بدلاً من شرائها كيس شيبسي.
ولا يمكن انكار أو اغفال اهمية هذه الافعال للقيم النبيلة والمعنوية لبناء مجتمع قوي دون أن يتم استغلال الأطفال ماديًا بهذه المشاهد التي تؤهلهم لنجومية مبكرة من جراء التريند.. علمًا بأنه من الخطورة المبالغة في استغلال المواقف العفوية لهم لانها ستؤدي علي المدي البعيد لافتقادهم الثقة بالنفس حيث يبدأ الطفل في البحث عن المظهر الخارجي والاهتمام برد فعل المتلقي من المواطنين أكثر من اهتمامه بالتطور الطبيعي لسلوكه مما قد يدفعه لتكرار سلوكياته العفوية بشكل مصطنع بالمشاهد التالية!!
اننا بحاجة لترسيخ قيمة العلم بنفوس طلابنا وأبنائنا وتحفيزهم علي الجد والاجتهاد وتسليط الضوء علي مكانة المعلم وصون كرامته وتقدير جهوده وتوفير كل السبل التي تعينه علي اداء رسالته النبيلة.






