يصل وزن قناع توت عنخ آمون الى عشرة كيلو جرامات من الذهب الخالص
على الرغم من أننا على بعد اسابيع قليلة من الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير.. والذى ستتاح بعده زيارة أهم قاعتين للعرض المتحفى بالمتحف التى تضم أكثر من 5300 قطعة من آثار الملك توت عنخ امون تعرض لأول مرة فى مكان واحد.. وفى مقدمتها قناعه الذهبى الذى يصل وزنه الى عشرة كيلو جرامات من الذهب الخالص.. الا ان هذا لم يمنع السائحين من زيارة المتحف الذى وجد اقبالا من السائحين والمصريين دون استثناء فى تشغيله التجريبى.. وهو ما يعد مؤشرا للاقبال المنتظر على زيارة المتحف بعد الافتتاح الرسمى.. والأسبوع الماضى أتيح لى زيارة المتحف مع صديقين من تونس لتكون الزيارة فرصة جيدة لأشاهد وأتابع الإقبال الكبير على زيارة المتحف.. الى جانب ما لمسته وشعرت به من انبهار الصديقين بما شاهداه خلال زيارتهما للمتحف التى لم تستغرق سوى ساعة ونصف نظرا لارتباطهما بموعد طائرة فى السادسة من مساء نفس اليوم.. خاصة ان زيارة المتحف لم تكن مخططا لها.. وكان الهدف فى البداية زيارة أهرامات الجيزة.. لأن أحد الصديقين كانت هذه زيارته الأولى الى مصر.. ولكن عند مرورنا أمام المتحف عرضت عليهما أن نقسم الوقت المتاح لهما بين زيارة المتحف و زيارة الأهرامات على أن تكون زيارة سريعة لكل منهما.. وهو ما قمنا به بالفعل.. وما ان تجاوزنا بوابة دخول المتحف المصرى الكبير وبدأت اتابع انبهارهما منذ ان شاهدا المسلة المعلقة.. ثم دخولا الى المتحف ليستقبلهما الملك رمسيس الثانى.. وحرصهما على التقاط الصور التذكارية مع الملك العظيم وتمثاله الشاهق.. واستمر الانبهار خلال جولتنا بالمتحف خاصة مع وصلنا الى منطقة الدرج العظيم الذى يضم 88 قطعة من تماثيل ملوك مصر من الأسر المختلفة.. وعددا من التوابيت.. وفى نهاية الدرج العظيم وصلنا لقاعات العرض المتحفى.. ومع كل خطوة فى المتحف اشاهد الانبهار فى عيونهما.. وأتابع أحلامهما فى تنظيم رحلة خاصة يحضر فيها كل منهما أسرته لزيارة مصر والمتحف بصفة خاصة من خلال الحوار الدائر بينهما..
وبعد هذه الزيارة السريعة للمتحف كنا على موعد مع زيارة اهرامات الجيزة.. وعلى غير المعتاد لم ندخل من المدخل القديم عند فندق المينا هاوس.. ودخلنا من البوابة الجديدة من طريق الفيوم.. وبعد استخراج التذاكر دخلنا الى مركز الزوار ومنه الى المنطقة المخصصة لاستقلال الاتوبيسات الكهربائية لنبدأ جولتنا بالمنطقة.. وان كنت قد اتفقت معهما على ان تقتصر الزيارة على محطتين هما محطة البانورما لتتاح لهما التقاط صور مع الأهرامات الثلاث وللمنطقة كلها.. ثم نستقل الأتوبيس للمحطة الأخيرة حيث تمثال ابو الهول.. وبالفعل نجحنا فى تنفيذ ما خططنا له.. وحققت الجولة أهدافها السريعة بزيارة أحد عجائب الدنيا السبع.. ولكن كمتابع للمنطقة وقصة تطويرها التى تعمل على تنفيذها شركة اوراسكم بيراميدز.. كنت اتابع الجولة بعيون أخرى.. عيون تقارن بين الماضى والحاضر.. وبالطبع كانت هناك ايجابيات.. وهناك سلبيات.. ولكن ما لمسته من سلبيات جعلتنى اعتقد انه من المستحيل القضاء على «الخرتية» .. وهم نفس الأشخاص الذين يفسدون على السياح فرحتهم بالاستمتاع بجمال المنطقة.. وجمال الزيارة.. فلم يتركونا دون نصائحهم فى اختيار المكان المناسب للتصوير.. وتواجدهم فى كل الصور دون رغبتك.. لانهم يتواجدون فى المكان الذى يظهر فى خلفية الصورة.. وكأنهم اهرامات رابعة.. أو أحفاد ابو الهول.. ولا يجدى معهم طلبك بالابتعاد عن بؤرة الصورة.. وعلى الرغم من استمرار مطاردة رجال الشرطة لهم لإبعادهم عن المكان.. إلا أن كل محاولات الشرطة لا تنجح إلا فى أبعادهم لأمتار قليلة.. ودقائق معدودة.. وسرعان ما يعودون.. وعلى الرغم من هذه المضايقات إلا ان السائحين يستمتعون بزيارة المنطقة..
ولكن ما لفت نظرى خلال صعود الأتوبيسات انه لا يوجد شرح لكل محطة.. واعتقد ان هذا يمكن ان يتم ببساطة من خلال تزويد هذه الأتوبيسات ببرنامج اذاعى يبدأ تشغيله مع كل تحرك يشرح المحطة القادمة.. ومايمكن للسائح ان يراه فى هذه المحطة.. وتضاف قيمة السماعة التى تسلم للزائر ضمن ثمن التذكرة.. ونكون فى هذه الحالة قد قدمنا برنامج زيارة متكاملا من خلال الاتوبيسات الخضراء التى تعمل بالكهرباء.. واذا كانت الشركة نجحت فى تنفيذ برنامج تطوير المنطقة.. وتخصيص مكان للدواب.. مع توفير الخدمات البيطرية لمتابعتها صحيا.. ونجحت فى التعاقد مع احد المستشفيات الكبرى فى توفير خدمة طبية للسائحين فى المنطقة.. فانها قادرة على توفير هذا البرنامج الذى سيضيف الكثير للزائر الذى لا يرافقه مرشد سياحى.. على أن يتم تنفيذه بعدة لغات.. وللحديث بقية ان شاء الله.. وتحيا مصر.