أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن هذه القمة العربية تعقد فى ظروف استثنائية، حيث إن العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى غزة بكل ما ينطوى عليه من وحشية وتجرد من الضمير يمثل حدثا تاريخيا فارقا.. وقال «ولن تنسى الشعوب العربية ذلك العنف الأعمى الذى أظهر الاحتلال الإسرائيلى وهو يستهدف النساء والأطفال ويطارد المهجرين والمشردين من ملاذ إلى آخر بالقنابل والرصاص».
وقال أبوالغيط ذلك خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية للدورة.
وأضاف أبو الغيط «أن العالم كله قد صار مدركا لحقيقة باتت ساطعة، وهى أن الاحتلال والسلام لا يجتمعان».. موضحا أن الاحتلال لا يمكنه الاستدامة سواء بممارسة التطهير العرقى وبالإمعان فى فرض واقعه الغاشم بقوة السلاح، أما طريق السلام والاستقرار فى هذا الإقليم يقتضى منهجا مختلفا، حيث يقتضى تخلى الاحتلال الإسرائيلى عن أوهام الاحتفاظ بالأرض والسيطرة على البشر والإنهاء الفورى للاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود 67.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط «للأسف قدمت بعض الدول الغربية غطاء سياسياً، بالذات مع بداية العدوان، لكى تُمارس إسرائيل هذا الإجرام فى قطاع غزة.. واليوم يقف حتى أقرب أصدقائها عاجزاً عن لجمها».
وأضاف أبو الغيط أن النكبة التاريخية لم تمح الفلسطينيين من الوجود.. لم تخرجهم من الجغرافيا ولم تشطبهم من التاريخ.. فأبناء أبنائهم هم من يمارسون هذا الصمود الأسطورى اليوم على الأرض فى قطاع غزة وكافة ربوع فلسطين.. مشددا على أن التهجير القسرى مرفوض عربياً ودولياً ومرفوض أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً، مرفوض ولن يمر.
وطالب أبو الغيط، المجتمع الدولى بإقامة مؤتمر دولى للسلام يُجسد رؤية الدولتين التى تحظى بالإجماع العالمي، وبالعمل على مساعدة الطرفين، ومرافقتهما لتحقيق هذه الرؤية فى أجل زمنى قريب؛ إنقاذاً لمستقبل الشعوب الذين يستحقون السلام والأمن فى فلسطين والعالم العربى وفى إسرائيل أيضاً.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن أزمات منطقتنا ما زالت مفتوحة والكثير من الجراح لم يلتئم.. الجرح فى السودان غائر وخطير، لأنه يهدد بقاء الدولة ووحدة مؤسساتها الوطنية، ويُهدد حياة الملايين من الناس.. داعيا الجميع إلى سكات البنادق فوراً صوناً لحرمة الدم السودانى الغالى ولوحدة الوطن المهدد بالانقسام.
وأضاف أبو الغيط – «وفى اليمن وليبيا وسوريا أزمات أنهكت الدول والشعوب.. أزمات مجمدة تنتظر حلولاً وتسويات تستعيد الأوضاع الطبيعية التى تتطلع اليها الشعوب فى هذه الدول، وكذلك جيرانهم ممن طالهم أذى هذه الأزمات وتبعاتها الخطيرة.. إننى أدعو وأعمل بلا كلل للاستمرار ومواصلة الجهد من أجل إيجاد حلول للأزمات العربية».
وتابع قائلا «يمر العالم بحالة غير مسبوقة من الاستقطاب المنذر بالخطر والخسارة للجميع، وينأى العالم العربى بنفسه عن أن يكون طرفاً فى استقطاب نرى بوضوح مآلاته السلبية على العالم.
وأوضح أن الدول العربية تسعى فى علاقاتها مع جيرانها فى الإقليم إلى علاقات بناءة من حسن الجوار تتأسس على مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدولً.