واهم من يظن أن الحل العسكرى يحقق الأمن والمصالح
مصر متمسكة بالأمل فى صوت العقل والحق لإنقاذ المنطقة
من «تجار الحروب والدماء»
أقول للمجتمع الدولى :
ثقة جميع الشعوب بعدالة النظام الدولى تتعرض لاختبار لا مثيل له
لنضع أيدينا معاً.. وننقذ المستقبل «قبل فوات الأوان»
على الجميع الاختيار بين مسارين :
السلام والاستقرار .. أو الفوضى والدمار
لا نجد إرادة دولية هادفة لإنهاء الاحتلال وإحلال السلام
دماء أطفال فلسطين ستظل سيفاً مسلطاً على ضمير الإنسانية
الحرب على غزة .. إمعان فى القتل والانتقام وترويع شعب كامل
سياسة «حافة الهاوية».. لا تجدى نفعاً أو تحقق مكسباً
حياة أبناء فلسطين لا تقل أهمية
عن حياة أى
شعب آخر
بوضوح شديد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ان مصر ستظل على موقفها الثابت، ترفض تصفية القضية الفلسطينية، وترفض تهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسريا من خلال خلق الظروف التى تجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة.
الرئيس خلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية «33» بالعاصمة البحرينية المنامة وجه نداءً صادقاً للمجتمع الدولي.. مؤكداً ان ثقة الشعوب فى عدالة النظام الدولى تتعرض لاختبار لا مثيل له مضيفاً أن حياة الشعب الفلسطينى لا تقل أهمية عن أى شعب آخر، ومطالباً بأن يضع الجميع أيديهم معاً لانقاذ المستقبل قبل فوات الأوان وإيقاف الحرب المدمرة التى تتعرض لها فلسطين.
أكد الرئيس السيسى فى كلمتة أن القمة العربية تنعقد فى ظرف تاريخى دقيق تمر به منطقتنا، ما بين التحديات والأزمات المعقدة فى العديد من دولنا إلى الحرب الإسرائيلية الشعواء ضد أبناء الشعب الفلسطينى الشقيق مشيرا الى أن هذه اللحظة الفارقة تفرض على جميع الأطراف المعنية الاختيار بين مسارين، مسار السلام والاستقرار والأمن أو مسار الفوضى والدمار الذى يدفع إليه التصعيد العسكرى المتواصل فى قطاع غزة.
ووجه الرئيس فى بداية كلمته التهنئة لمملكة البحرين الشقيقة على رئاسة القمة، وأعرب عن التقدير لجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال رئاستها لأعمال القمة السابقة.
وقال السيسى ان التاريخ سيتوقف طويلاً أمام تلك الحرب التى تتعرض لها غزة ليسجل مأساة كبرى عنوانها الإمعان فى القتل والانتقام وحصار شعب كامل وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه والسعى لتهجيرهم قسرياً واستيطان أراضيهم وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولى بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية.
وأكد الرئيس أن أطفال فلسطين الذين قُتِل ويُتِّم منهم عشرات الآلاف فى غزة ستظل حقوقهم سيفاً مُسَلَطاً على ضمير الإنسانية حتى إنفاذ العدالة من خلال آليات القانون الدولى ذات الصلة.
وقال الرئيس ان مصر بينما تنخرط مع الأشقاء والأصدقاء فى محاولات جادة ومستميتة لإنقاذ منطقتنا من السقوط فى هاوية عميقة فإننا، لا نجد الإرادة السياسية الدولية الحقيقية الراغبة فى إنهاء الاحتلال ومعالجة جذور الصراع عبر حل الدولتين. ووجدنا إسرائيل مستمرة فى التهرب من مسئولياتها والمراوغة حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار بل والمضى قدماً فى عمليتها العسكرية المرفوضة فى رفح فضلاً عن محاولات استخدام معبر رفح من جانبه الفلسطينى لإحكام الحصار على القطاع.
وأكد الرئيس مجدداً على أن مصر ستظل على موقفها الثابت فعلاً وقولاً برفض تصفية القضية الفلسطينية ورفض تهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسرياً أو من خلال خلق الظروف التى تجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها.
كما حذر الرئيس من خطورة أعتماد البعض على الحلول الأمنية قائلاً: « واهمٌ من يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح أو تحقيق الأمن».
وأضاف قائلاً : « مخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تُجدى نفعاً أو تحقق مكاسباً.
وأكد الرئيس أن مصير المنطقة ومقدرات شعوبها أهم وأكبر من أن يُمسِك بها دعاة الحروب والمعارك الصِفرية.
وقال الرئيس ان مصر التى أضاءت شعلة السلام فى المنطقة عندما كان الظلام حالكاً وتحملت فى سبيل ذلك أثماناً غالية وأعباءً ثقيلة لا تزال رغم الصورة القاتمة حالياً متمسكة بالأمل فى غلبة أصوات العقل والعدل والحق لإنقاذ المنطقة من الغرق فى بحار لا تنتهى من الحروب والدماء.
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى نداءً صادقاً للمجتمع الدولى وجميع الأطراف الفاعلة والمعنية قائلا : «إن ثقة جميع شعوب العالم فى عدالة النظام الدولى تتعرض لاختبار لا مثيل له وان تبعات ذلك ستكون كبيرة على السلم والأمن والاستقرار فالعدل يجب ألا يتجزأ وحياة أبناء الشعب الفلسطينى لا تقل أهمية عن حياة أى شعب آخر».
وقال السيسى ان هذا الوضع الحرج لا يترك لنا مجالاً إلا أن نضع أيدينا معاً لننقذ المستقبل قبل فوات الأوان ولنضع حداً فورياً لهذه الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين الذى يستحقون الحصول على حقوقهم المشروعة فى إقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأختتم الرئيس كلمته بالتأكد على ان الأجيال المقبلة جميعاً فلسطينية كانت أو إسرائيلية تستحق منطقة يتحقق فيها العدل ويعم السلام ويسود الأمن.. منطقة تسمو فيها آمال المستقبل فوق آلام الماضي.»
أبوالغيط .. فى المؤتمر الصحفى المشترك:
القمة العربية اتسمت بروح إجابية .. والقضية الفلسطينية كانت «المحور والأساس»
الزيانى :
تحرك فورى.. لحث دول العالم على الاعتراف
بــ «دولة فلسطين»
خلال المؤتمر الصحفى الختامى أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن القمة اتسمت بالسلاسة الشديدة والهدوء وأنها لم تشهد أى خلافات، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية والوضع فى غزة ومسألة رفح هيمنت على أعمال القمة وهو ما يؤكد إحساس القادة والحكومات بالحاجة للتركيز على هذه القضية.
وقال أبو الغيط خلال المؤتمر الصحفى مع وزير الخارجية البحرينى عبداللطيف بن راشد الزيانى إن أعمال القمة تناولت موضوعات اقتصادية وأخرى سياسية واجتماعية، إلا أن القضية الفلسطينية كانت المحور والأساس، حيث ظهر ذلك جليا من خلال إصدار القادة بياناً خاصاً فضلا عن أن نصف إعلان القمة خصص للقضية الفلسطينية.
وزير الخارجية البحرينى أكد أن إعلان البحرين أدان الحرب المدمرة على قطاع غزة وما أسفرت عنه من قتل وتدمير بحق الشعب الفلسطيني، مضيفا أن قمة البحرين اتسمت أجواؤها بروح إيجابية متفانية تعبر عن تصميم القادة العرب على تعزيز التضامن العربى وتوحيد الجهود والطاقات لمواجهة كافة التحديات التى تواجه الوطن العربي.
وأضاف الزيانى أن القادة العرب أكدوا أهمية تعزيز قيم التسامح بين الأديان والثقافات لتحقيق السلام والوئام فى العالم أجمع ورفض دعم الجماعات المسلحة التى تعمل خارج سيادة الدولة ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومكافحة التطرف وخطاب الكراهية والتحريض والحفاظ على حرية الملاحة البحرية وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية والعمل على تعزيز الشركات مع الكتل الدولية والدول الصديقة لتعزيز الاحترام المتبادل والتعاون مع الالتزام بالتعاون مع الأمم المتحدة لمواجهة التحديات العالمية والحفاظ على السلام والأمن الدوليين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأشار الزيانى إلى اعتماد القادة العرب المبادرات التى تقدمت بها مملكة البحرين وهي.
أولا: إصدار دعوة جمعية لعقد مؤتمر دولى تحت رعاية الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين بما ينهى الاحتلال الإسرائيلى كافة الأراضى العربية المحتلة يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة وفقا للقرارات الشرعية الدولية للعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل سبيل لتحقيق السلام والعادل والشامل.
ثانيا: التحرك الفورى والتواصل مع وزراء خارجية الدول الغربية ودول العالم لحثهم على الاعتراف بدولة فلسطين.
ثالثًا توفير الخدمات التعليمية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات فى المنطقة .
رابعًا: توفير الخدمات الصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات فى المنطقة وتحسين الرعاية الصحية وتوفير الأدوية واللقاحات.
خامسًا: تطوير التعاون العربى فى مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي.
وأشار إلى أن مملكة البحرين سوف تبادر بصفتها مقدمة المبادرات للعمل على تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والهيئات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة.
وأضاف الزيانى أن مملكة البحرين تتشرف باستضافة المؤتمر الدولى لحل القضية الفلسطينية دعما لحقوق الشعب الفلسطينى وإحلال السلام العادل والشامل فى المنطقة.
وأكد الزياني، إدانة القادة العرب فى قمة البحرين بأشد العبارات استمرار العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة والجرائم التى ارتكبت ضد المدنيين من الشعب الفلسطينى والانتهاكات الإسرائيلية غير المسبوقة للقانون الدولى والإنسانى بما فى ذلك استهداف المدنيين والمنشآت المدنية واستخدام سلاح الحصار والتجويع ومحاولات التهجير القسرى وما نتج عنها من قتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء.
وأوضح الزيانى أن القادة العرب قد أدانوا امتداد العدوان الإسرائيلى لمدينة رفح الفلسطينية التى أصبحت ملجأ لأكثر من مليون نازح وما يترتب على ذلك من تبعات إنسانية كارثية.
كما دعا وزير خارجية البحرين إلى تفعيل دور الآليات الدولية المعنية لإجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة ومحاسبة المسئولين عن الجرائم التى ارتكبت بحق الشعب الفلسطينى منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.