أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، أن مصر تبقى ملتزمة بالعمل مع الشركاء الدوليين لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، والتي تعد محورية لتمكين الفلسطينيين من البقاء على أرضهم تحت سلطة شرعية وموحدة تحكمها سيادة القانون وسيطرة حصرية على السلاح، داعياً الدول المشاركة في الاجتماع لدعم استضافة مصر للمؤتمر الدولي حول إعادة إعمار غزة فور التوصل لوقف إطلاق النار.
جاء ذلك خلال مشاركة د. بدر عبد العاطي فى اجتماع لجنة التواصل بشأن فلسطين «الشق رفيع المستوى للدورة».
حث الوزير عبد العاطي كافة المشاركين على توفير الدعم المالي والسياسي للسلطة الفلسطينية، موضحاً انها تواجه عدداً من الصعوبات نتيجة للإجراءات الإسرائيلية في انتهاك واضح لاتفاقات أوسلو، ونوه وزير الخارجية بنتائج تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي أكدت ارتكاب الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين من خلال استهدافهم بصورة ممنهجة، مؤكدا ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، ودعم جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة، مشدداً على أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطر يقوض جهود إحلال السلام.
أشار الوزير لرفض مصر القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من خلال تحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للمعيشة، مشيراً إلى أن تلك المساعي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
كما أكد د. بدر عبد العاطي، خلال لقائه مع سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، اعتزاز مصر بعلاقاتها التاريخية مع روسيا، والتي توجت باتفاقية «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، مشيرًا إلى تعاون البلدين في مشروعات كبرى، من بينها محطة الضبعة النووية ومشروع المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
كما ثمن وزير الخارجية توقيع عقد الانتفاع الخاص بأرض المنطقة الصناعية الروسية، مؤكدا تطلع مصر للبناء على هذا الإنجاز وحث الشركات الروسية على الاستثمار في مصر، فضلا عن التعاون في توريد القمح والحبوب وفي مجالي السياحة والطيران المدني.
تبادل الوزيران الرؤى حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأوضاع في غزة وضرورة انهاء الحرب الإسرائيلية علي القطاع، وكذلك تطورات الأوضاع في السودان وضرورة دعم مؤسسات الدولة السودانية والحفاظ علي سيادة ووحدة السودان، كما تم التطرق للتطورات في ملفات ليبيا وسوريا ولبنان والقرن الأفريقي.
واتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق والحوار وبما يخدم جهود تحقيق السلم والأمن الدوليين والاستقرار.
كما أكد د. بدر عبد العاطي، خلال لقائه محيي الدين سالم وزير خارجية السودان، على موقف مصر الثابت الداعم لأمن واستقرار ووحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، مشدداً على ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية ودعمها، ومنوهاً بحرص مصر على التفاعل الإيجابي مع مختلف الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار في السودان وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب السوداني الشقيق.
وأشار الوزير إلى أهمية تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، والعمل علي المزيد من تعميق وتطوير العلاقات الثنائية في شتي المجالات.
تطرق اللقاء للأمن المائي، حيث اكد الوزيران على وحدة موقف البلدين كدولتي مصب نهر النيل، وشددا علي ضرورة الالتزام التام بالقانون الدولي في حوض النيل الشرقي، والرفض التام للإجراءات الأحادية في نهر النيل.
كما أشاد الوزير، خلال لقائه مع تيتي أنطونيو وزير العلاقات الخارجية الأنجولي، بالتطور الملحوظ الذي تشهده العلاقات «المصرية الأنجولية»، مؤكداً الحرص على البناء على الزخم الذي أحدثته زيارة الرئيس جواولورينسو إلى القاهرة في أبريل 2025 وضرورة متابعة وتنفيذ مخرجاتها، معرباً عن تطلع مصر لعقد الجولة الأولى من اللجنة المشتركة بين البلدين والانتهاء من صياغة الاتفاقات ومذكرات التفاهم في مجالات ذات أولوية، منها الخدمات الجوية لبدء الربط المباشر بين البلدين، وتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والبنية التحتية.
تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية.
كما تناول وزير الخارجية التحضير للجولة الثانية من المشاورات السياسية المقررة في أنجولا العام المقبل، مؤكداً تشجيع مصر للقطاع الخاص المصري للاستثمار في السوق الأنجولية، ومشيراً إلى التنسيق القائم بين الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية والأنجولية لدفع التجارة البينية، وتطلع الشركات المصرية للاستثمار في مشروعات ممر لوبيتو التنموي، مستعرضاً خبرتها الكبيرة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية في عدد من الدول الأفريقية.
استعرض الوزير عبد العاطي إمكانيات تعزيز التعاون التنموي من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، لتنظيم دورات تدريبية في مجالات متعددة تشمل الدبلوماسية، الطاقة، الدفاع، التدريب الشرطي، إدارة الموارد المائية، الصحة والتمريض، والزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة.
أشاد وزير الخارجية بالرئاسة الأنجولية الحكيمة للاتحاد الأفريقي والتي تأتي في مرحلة تتشابك خلالها التحديات المتعلقة بالسلم والأمن والتنمية.
كما أعرب الوزير عبد العاطي عن التقدير لدعم أنجولا المستمر للترشيحات المصرية، وخاصة فيما يتعلق بترشيح د.خالد العناني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، مؤكداً حرص مصر على دعم الترشيحات الأنجولية، والتشديد على أهمية وحدة الصوت الأفريقي والتمثيل العادل للقارة في المنظمات الدولية.
كما تبادل الوزيران الرؤى حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وجهود إرساء الاستقرار والأمن في القارة الأفريقية خاصة السودان ومنطقة البحيرات العظمى ومكافحة الارهاب في منطقة الساحل اتصالاً بعضوية مصر وأنجولا بمجلس السلم والأمن الأفريقي واتفقا على مواصلة التنسيق لتحقيق المصالح المشتركة ودعم جهود تعزيز السلم والأمن.
كما أكد د. بدر عبد العاطي، خلال لقائه مع ماريا لوكاس وزيرة خارجية موزمبيق، على الأهمية التي توليها مصر لتعزيز العلاقات الثنائية مع موزمبيق، مشيداً بما شهدته العلاقات من تطور ملحوظ في الآونة الأخيرة في مختلف المجالات، وخاصة قطاعات البترول والثروة المعدنية والكهرباء والطاقة المتجددة والصحة والري والإنشاءات والبنية التحتية، فضلاً عن مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب.
كما أشاد وزير الخارجية بتنامي العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيراً إلى الاتفاق الموقع مؤخراً لتدشين مركز لوجستي إقليمي لتوزيع الدواء في دول تجمع السادك، وما يمثله من خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون في المجال الصحي والدوائي. كما نوه بالزيارات المتبادلة بين الجانبين التي أسهمت في دفع التعاون الاستثماري والتنموي، لاسيما في قطاع الطاقة.
وجه وزير الخارجية الدعوة لنظيرته الموزمبيقية للمشاركة في النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، مؤكداً تطلع مصر إلى تكثيف التعاون مع موزمبيق بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
كما أكد د. بدر عبد العاطي خلال لقائه بعدد من قيادات اللجنة اليهودية الأمريكية، أن تحقيق السلام العادل والشامل لن يتأتى إلا عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار وإنهاء دوائر العنف المتكررة في المنطقة.
أشاد الوزير بخصوصية العلاقات المصرية الأمريكية التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، مبرزًا الدور الحيوي الذي تضطلع به مصر في دعم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأكد ضرورة مواصلة جهود تعميق التعاون المصري الأمريكي في مختلف المجالات وبما يحقق مصالح الشعبين الصديقين.
جدد الوزير تثمين السيد رئيس الجمهورية للجهود التي يقودها الرئيس ترامب لوقف الحرب في غزة بشكل فوري اتصالا باجتماع القمة الذي عقد يوم 23 الجاري بين المجموعة العربية الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية، معرباً عن التطلع إلى مواصلة تكثيف الجهود المشتركة من أجل وقف نزيف الدماء ومنع محاولات تهجير الفلسطينيين.
وشدد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وبما يسهم في خفض التصعيد وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين بالكميات التي تلبي احتياجاتهم.
كما أكد الوزير على الأهمية البالغة لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في غزة. ثم شرح بشكل مستفيض التداعيات الإنسانية الوخيمة على سكان القطاع نتيجة هذه العمليات، موضحاً الخطورة البالغة للمخططات الإسرائيلية الداعية للتهجير والقتل والتجويع، وأن هذه المخططات تشكل عنصراً أساسياً من عناصر عدم الاستقرار في المنطقة وتقوض بشكل مباشر الأمن الإقليمي.
أشاد الوزير، بالشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة والتعاون القائم بين البلدين فى مختلف المجالات ولاسيما على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، معرباً عن تطلع مصر لمزيد من التعاون المتبادل وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
جاء ذلك خلال لقاء د. بدر عبد العاطى أمس أعضاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولى (BCIU)، وذلك على هامش مشاركته فى أعمال الشق رفيع المستوى للدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
استعرض الوزير خلال اللقاء ما تم التوصل إليه فى منتدى الأعمال المصري-الأمريكى الذى انعقد فى القاهرة فى مايو الماضى والذى شهد مشاركة واسعة من كبرى الشركات الأمريكية، مؤكدًا حرص الدولة على البناء على مخرجات المنتدى وبما يعزز مناخ الاستثمار ويتيح فرصًا أوسع للشراكة مع مجتمع الأعمال الأمريكي.
أضاف أن المنتدى يعتبر نقطة تحول هامة فى مسار التعاون عبر عن تطلع مصر إلى عقد الجولة الثانية من المنتدى فى القاهرة خلال الربع الأول من عام 2026 وبمشاركة واسعة من الشركات الأميركية فى مختلف المجالات.
كما تناول الوزير الإصلاحات الاقتصادية الجارية والمشروعات القومية الكبري، والفرص المتاحة فى مجالات الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات التحويلية، وغيرها، والتى تأتى تنفيذاً لرؤية الحكومة المصرية فى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمى للتجارة والطاقة. كما أشار إلى المزايا التنافسية التى تقدمها مصر للمستثمرين الأمريكيين، مؤكداً أن موقع مصر الاستراتيجي، وما تتمتع به من شبكة واسعة من اتفاقيات التجارة الحرة وسلاسل الإمداد الإقليمية، يجعلها مركزاً مثالياً للنفاذ إلى الأسواق الأفريقية والشرق أوسطية والأوروبية.
اختتم الوزير اللقاء داعيا الشركات الأمريكية إلى توسيع استثماراتها فى مصر، وتوطين سلاسل الإمداد، والمشاركة فى بناء منصات إنتاجية تنافسية تخدم الأسواق الإقليمية.
