ستظل قواتنا المسلحة نعمة كبرى لصون تراب هذا الوطن واستقلاله واستقراره؛ فهى النواة الصلبة وضمانة الأمن والردع؛ فى ظل استباحة إسرائيل وعربدتها فى المنطقة أخيرًا بدعوى ضرب قادة المقاومة الفلسطينية هناك، بضوء أخضر وربما بتحريض أمريكى سافر وغطاء سياسى يسمح بإفلات قادة الكيان من العقاب الدولى بالفيتو الظالم، رغم ما يرتكبونه من جرائم إبادة وتدمير للبشر والحجر ومحاولات مستميتة لتهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة، والسعى لفرض السيادة على الضفة لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى الذى يجاهر به قادة الاحتلال ويمينه المتطرف بكل صلف وغرور..!!
ما نراه حولنا من متغيرات وتحولات كبرى وعاصفة يعكس بجلاء صواب ما أقدمت عليه القيادة المصرية، وبعد نظرها حين أقدمت منذ سنوات على تنويع مصادر تسليح جيشنا والاهتمام بتدريبه ولياقته ليظل فى أعلى درجات الجاهزية لأداء أى مهام للحفاظ على الدولة وشعبها.
الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الصهيونية عاموس يدلين قال بعد تقاعده أن «من الأهداف الإستراتيجية لإسرائيل أن تظل مصر ضعيفة أبدًا لمنعها من إنجاز أى نهضة حقيقية تمثل خطرًا فى المستقبل القريب والبعيد، وقد نجحنا بالفعل فى ذلك، وزرعنا عوامل الشقاق بين مكوناتها الأساسية حتى يظل المصريون دومًا متصارعين مشغولين عنا بهذا الصراع».. والسؤال: هل هناك من لا يزال يسأل: أهناك من يريد خراب مصر وإضعاف نسيجها الوطنى ونزعها من محيطها العريى أو إخراجها من مدارها الإسلامى وريادتها التاريخية التى حفظت للعالم الإسلامى بقاءه وتوازنه فى وجه الهجمات البربرية عصرًا بعد عصر، بدءًا بالهكسوس، مرورًا بالتتار والصليبيين والأوروبيين وانتهاءً بالإسرائيليين ولا يزال من يسعى على الأرض لهدم مصر وجيشها ولا يعدم الوسائل والدوافع والعوامل لإحداث البلبلة والفتنة بالشائعات وغيرها، مستخدمين فى ذلك وسائل عديدة فرضتها ظروف ما بعد أحداث يناير وهى كثيرة.
إن مصر كانت ولا تزال محط أطماع القوى الاستعمارية التى لم تتوقف محاولاتها المستميتة منذ القِدَم وحتى اليوم عن استهداف هذا البلد لإخضاعه وبسط السيطرة عليه..وينبئنا التاريخ بوقائع عديدة تجسد هذه المطامع؛ لعل أبرزها تجربة محمد على الكبير الذى اجتهد فى تأسيس نهضة مصرية حديثة وجادة تستلهم روح النهضة الأوروبية وتحاكى تجاربها الناجحة، فبدأ بتأسيس جيش قوى ومنظومة زراعية وصناعية وتعليمية ناهضة، مستعيناً بخبرات أوروبية استقدمها لمصر جنباً إلى جنب إيفاد بعثات علمية من أبناء مصر لأوروبا التى لم يرق لها قيام دولة قوية فى مصر فناصبتها العداء وانقضت عليها حتى انتهى الأمر بمؤسس النهضة الذى بلغ بمصر شأناً عظيماً فى القوة العسكرية والاقتصادية محاصراً بين أنياب القوى الأوروبية الرئيسية آنذاك.
ولا تزال المحاولات مستمرة حتى اليوم لإيقاف تقدم مصر نحو المستقبل، وربما يكون مفهوما لماذا تحاول قوى كبرى إجهاض دور مصر لكن الأعجب ان تتبارى دول، يفترض أنها بحكم اللغة والدين والجوار شقيقة، للقفز على أدوارها وتنفيذ مخطط هدم وتفتيت للنسيج الوطنى حتى يصبح المصريون فرقاء متصارعين..!!
وهذا ما يفسر لماذا ظل جيش مصر هدفا للتشويه والاستهداف من جانب قوى الشر وجماعاته..
وينسى هؤلاء أن العلاقة بين الشعب المصرى وجيشه فريدة يميزها قوة التلاحم؛ إذ لا نجد عائلة أو أسرة فى بلدنا الا وبينها مجند او ضابط يخدم فى قواتنا المسلحة التى يرتبط بها شعبنا ارتباطًا عضويًّا متينًا، ولم ولن يحدث أن خذل الجيش المصرى شعبه أو تخلى عن مسئولياته الأخلاقية أو نكث بعهوده وأيمانه تحت أى ظرف من الظروف.. فهل أخذنا الدرس مما يجرى حولنا وكيف أن جيشنا صمام أمان فى وجه عاصفة المطامع والتحديات.