مصر وجيشها تدعم حقوق الشعب الفلسطينى
قد يرى البعض ان العنوان فيه تفاؤل غير مبرر فى ظل ظروف صعبة يعانى فيها الفلسطينيون الجوع والحصار من جانب قوات الاحتلال الاسرائيلي.. لكن التاريخ هو الذى يعطينا الامل، والدرس للكيان الغاصب.. وقبل أن نرصد تاريخ الاحتلال دعونا نعرف معنى الاحتلال العسكرى فهو سيطرة فعلية مؤقتة لدولة معينة على أرض لا تخضع لسيادة رسمية لذلك الكيان.
فبعد الفتح الإسلامى لفلسطين وتسلمها الخليفة عمر بن الخطاب من البطريرك صفرونيوس عام 638، وأعطى أهلها ما عرف «بالعهدة العمرية».. ظلت تحت الحكم الإسلامى مدة 463 عاما، حتى عام 1099 وسقطت فى يد الصليبيين وحولوا بعض مساجدها إلى كنائس وأصبحت قبة الصخرة كنيسة باسم هيكل السيد ودام حكم الصليبين للقدس 88 عاما، ثم جاء القائد صلاح الدين الأيوبى ليحررها عام 1187 وصلى فى المسجد الأقصي، وبقيت بإيدى أحفاد صلاح الدين حتى عام 1229، لتعود بعد ذلك لحكم الصليبيين بعد أن قام الملك الكامل الأيوبى بالاستنجاد بفريدريك الثانى الذى قاد الحملة الصليبية السادسة على القدس، ثم خضعت بعد ذلك لحكم المماليك بعد الانتصار على المغول فى معركة عين جالوت عام 1260، وفى عام 1715 كانت تحت حكم العثمانيين وبنى فيها سليمان القانوني سور القدس وعدداً من التكايا والمراكز الإسلامية وعمّر قبة الصخرة.
كل ذلك يؤكد اننا أمام حقائق ثابتة إنه لم يستمر أى احتلال غاصب لتلك الأرض المقدسة أكثر من 200 عام وهذا يؤكد ان عمر الاحتلال الاسرائيلى إلى زوال، الحقيقة الثابتة والراسخة ايضا ان مصر وجيشها كانت دائما هى التى تقود وتقف وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
العملية الأخيرة طوفان الأقصى فى غزة.. كانت المرحلة تقتضى وجود طرف متزن يغلب العقل ويمتص فوائض الجدل والافتتان بالخشونة وخياراتها الجارحة، وصاغت القاهرة موقفها بصلابة وموضوعية واتساقٍ مع تقاليدها السياسية والدبلوماسية مع المرافق الأُممية والعواصم الكبري، احتضنت «قمة القاهرة للسلام»، سعيًا لاستعادة الضغط الدولى وإعادة فرض «حل الدولتين» بعد تجاهله طويلاً، وتمكنت فى اليوم نفسه من إنفاذ إرادتها، والدخول للجانب الفلسطينى من معبر رفح، لإصلاح منشآته، وقد بُنِى الخطاب المصرى على أمرين الاول: فى نطاق الأخلاق والقيم فإن مصر منحازة بصراحة ووضوح لجانب الفلسطينيين، ومتمسكة دون مواءمة أو مواربة بحقوقهم التاريخية العادلة، والثاني: وفى جانب السياسة فإنها تُحيِّد مشاعرها وانحيازاتها، وتشتغل على التهدئة بالتزامات دور الوسيط.
وجاءت خطوة محكمة العدل بجانب خطى أُخرى سابقة، تلويح بالبطاقة الصفراء فى وجه الجنون الإسرائيلي.. ربما ذهب عقل نتنياهو وبصره لحد أنه لا يرى الإشارات ومخاطرها.. لكن الذين لم يفقدوا الحصافة فى الدولة العبرية تصلهم الرسائل، ويقرأها حلفاء الاحتلال وداعموه، وعليهم جميعا أن يتكاتفوا لإنقاذ إسرائيل من نفسها، ومن شيطانها الذى جبل ومن معه على القتل والدم.