حسمت الكثير من الدول الأوروبية موقف العلاقة بين المنتخب والنادى فى ضم اللاعبين الدوليين للمنتخب ولكن للأسف لم تصل هذه العلاقة إلى نفس المستوى عندنا بسبب التضارب بين الأندية والمنتخبات فى كل معسكر بسبب المواعيد والإرتباطات.
فى أوروبا وصلت الأمور إلى حالة من الاستقرار الشديد لأن الإتحاد الدولى قنن العلاقة بين الأندية والمنتخبات من خلال ما يسمى بالأجندة الدولية والتى اعتبرت ان الإنضمام للمنتخبات خلالها أمر إجباري.. بل ويحرم الفيفا أى لاعب من اللعب مع ناديه خلال فترة الأجندة الدولية وبالتالى يصبح متفرغا تماما لخدمة المنتخب.
ولكن للأسف حتى هذه النقطة لم تسر بشكل طبيعى فى الكرة المصرية ولم يعد هناك معسكر للمنتخب دون مشاكل مثلما هو الحال فى كل ما يحيط بالكرة المصرية فى كل تفاصيلها سواء أكان انتظام المسابقات أو حالات الإنضباط أو التحكيم أو أى بند من بنود كرة القدم.
الحقيقة التى نؤكد عليها دائما أن الأولوية دائما يجب أن تكون للمنتخب الوطنى حتى فى ظل صناعة كرة القدم فى الوقت الحالى وزيادة حجم استثمارات الأندية بشكل عملاق فى السنوات الأخيرة واحتياج الأندية للاعبيها، ولكن تبقى دائما الأولوية للمنتخب ليستفيد من كل اللاعبين المتاحين.
فى مصر يتسبب إضطراب الأجندة فى أزمات عديدة بين الأندية والمنتخبات وآخرها ما يحدث مؤخرا بسبب إصرار الأهلى على عدم ضم لاعبيه للمنتخب قبل مباراته مع الألومنيوم فى الكأس وهو موقف غريب من الأهلى الذى يمثل العمود الفقرى للمنتخب.
نعم تأتى مباراة الألومنيوم خارج الأجندة الدولية ولكن الظروف الحالية للكرة المصرية تحتاج من حسام حسن لاستنساخ ما كان يفعله الراحل محمود الجوهرى قبل أكثر من 30 عاما عندما كان حسام حسن نفسه أحد رجاله بتجمع لاعبى المنتخب لأطول فترة ممكنة حتى يمكن احداث الانسجام اللازم قبل موقعتى بوركينا فاسو وغينيا الأستوائية فى تصفيات كأس العالم باعتبارهما المباراتين الاصعب فى طريق المنتخب نحو مونديال 2026.
اضم صوتى هنا لحسام حسن بأهمية المباراتين وعدم ترديد أن وصول مصر للمونديال القادم يعتبر أمراً سهلاً لأن كرة القدم فى السنوات الأخيرة برهنت على انه لم تعد هناك مباريات سهلة فى قارة أفريقيا وهو الأمر الذى تأكد فى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التى فجرت فيها منتخبات الظل مثل موريتانيا وغينيا الإستوائية وناميبيا العديد من المفاجآت على حساب منتخبات كبيرة والقوى التقليدية للعبة.
ولكنى فى نفس الوقت أعيد النصيحة لحسام حسن بضبط تصريحاته وتقليلها تماما إلا خلال المؤتمرات الصحفية والمرتبة رسميا حتى لا يمكن تأويل أى تصريح له كما حدث مؤخراً وحتى يقطع الطريق على المحاولين لإفشاله الآن.