فى خطوة تاريخية تعد انتصاراً للعدالة الدولية وحق الشعب الفلسطيني.. جاء إعلان دول كبرى اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة.. هذا الاعتراف ليس مجرد لفتة دبلوماسية، بل هو تمهيد لفصل جديد فى مسار النضال الفلسطيني، وتجسيد لنجاح جهود الدبلوماسية المصرية التى وضعت هذا الهدف فى صدارة أولوياتها وسعت لتشجيع العالم على اتخاذ هذه الخطوة.
يؤكد هذا التطور الإيجابي، خاصة فى مواقف الدول الغربية، إن دبلوماسية القمة التى يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أتت ثمارها.. فمصر لم تدخر جهداً فى المحافل الدولية لحشد الدعم للاعتراف بدولة فلسطين، ووجهت نداءاتها المستمرة للمجتمع الدولى للنهوض بمسئولياته الأخلاقية والقانونية كان الرئيس السيسى يؤكد دائماً أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم، وأن تجاهل هذا الحق لن يقود إلا لمزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
لقد هدد نتنياهو بضم أراض فلسطينية أو اتخاذ إجراءات انتقامية ضد الدول التى اعترفت بفلسطين ولكن أى خطوة كهذه قد تعرض للخطر اتفاقاته للسلام مع بعض الدول العربية التى تعد أبرز انجازاته فى السياسة الخارجية كما أن تكرار سحب السفراء، كما حدث مع أيرلندا والنرويج وإسبانيا، سيكون أكثر تعقيداً الآن مع انضمام عدد كبير من الحلفاء الرئيسيين لهذه الخطوة ويرى دبلوماسيون إسرائيليون سابقون أن هذا الرد قد يضر بإسرائيل أكثر مما يضر بالدول المستهدفة ويدفعها نحو وضع «سوبر – اسبرطة» المعزولة.
الاعتراف البريطانى بالدولة الفلسطينية يحمل دلالات خاصة فهو يمثل تصحيحاً لمسار تاريخى طويل فبريطانيا، التى أصدرت «وعد بلفور» ومهدت الطريق لقيام إسرائيل على أرض فلسطين تعترف الآن بحق الشعب الفلسطينى فى دولته وهذا الاعتراف يمثل كلمة حق وإنصافاً لشعب حُرم من دولته لعقود طويلة.
إن المشهد الراهن يكشف عن مفارقة واضحة: ففى الوقت الذى تحقق فيه الدبلوماسية المصرية نجاحات ملموسة وتفتح أمام الفلسطينيين نافذة أمل جديدة يقف نتنياهو محاصراً بين شعاراته الفارغة وواقع دولى لم يعد يتسامح مع الاحتلال ولا مع سياسات الإبادة والتطهير العرقي.. لقد آن الأوان لإسرائيل أن تدرك أن العالم يتغير وأن القضية الفلسطينية تدخل مرحلة جديدة عنوانها الاعتراف والشرعية الدولية بدعم عربى راسخ وقيادة مصرية واعية.
لقد حان الوقت للسلام إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ليس مجرد مكافأة بل هو اعتراف بحقيقة لا يمكن تجاهلها: أن الشعب الفلسطينى يستحق دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع الطويل وإرساء السلام والأمن فى المنطقة.