19 مليون كلب ضال.. تهدد المواطنين وتلاميذ المدارس
رسالة تحذيرية قوية أرسلتها وزارة الصحة للمواطنين عبر هواتفهم، مؤكدة ضرورة الحصول على الأمصال اللازمة عند التعرض لأى اصابة من أى حيوان حتى لو كان مربى فى المنزل يتم اعطاؤه كل التطعيمات.. جاء هذا التنبيه انذار لهم بعدما أصبح اقتناء الحيوانات بجميع أشكالها وأنواعها موضة العصر، وخرجت الحيوانات الضالة فى الشوارع عن السيطرة.
أكد د.أمجد الحداد استشارى ورئيس قسم الحساسية والمناعة بالهيئة العامة للمصل واللقاح ضرورة حصول أى شخص يتعرض للعقر للتطعيم والالتزام بالجرعات التى تحددها الوحدة أو المستشفى حتى لا تتعرض حياته للخطر، فهذه الحيوانات تحمل فى داخلها أنواعاً مختلفة من البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات التى يمكن أن تسبب أمراضاً للانسان، أخطرها مرض السعار، وقد تظهر أعراضه فى صورة حمى وصداع وتشنجات تنتهى بالوفاة، هذا بخلاف التيتانوس والطاعون وغيرها من الامراض الجلدية، ولا يشترط أن تأتى الاصابة من العقر، بل احيانا يكون الخدش أخطر، خاصة إذا جاءت الاصابة قريبة من الوجه، لذلك يجب على الفور التعامل بسرعة مع الاصابة بعمل الإسعافات الأولية بغسل المكان المصاب فوراً بماء جار وصابون وتطهير الجرح بكحول 70 ٪ إذا لم يكن هناك نزيف والذهاب فورا إلى المستشفى للحصول على المصل، ومن المطمئن أن جميع الامصال متوفرة فى الوحدات الصحية والمستشفيات الحكومية وبالمجان، ومن الملاحظ بالفعل تزايد أعداد المتلقين للقاحات فى المستشفيات، فقد تتجاوز الأعداد 1500 حالة يوميا.
أضاف د.خالد سليم النقيب الأسبق للأطباء البيطريين عدم وجود إحصائية ثابتة تحدد أعداد كلاب الشوارع، ولكن هناك ما يشير إلى وجود ما يقرب من 19 مليوناً، ولكن وعلى الجانب الآخر تؤكد الاحصائيات أن هناك ما يقرب من نصف مليون أو أكثر بلاغ عن حالات عقر تتم سنويا، فعندما يتوجه المصاب للمستشفى يتم على الفور إبلاغ وزارة الصحة لرصد الأعداد، مشيرا إلى أن إستراتيجية الأمم المتحدة بالتعاون مع كل المنظمات الدولية العالمية للطب البيطرى تسعى إلى أن يأتى عام 2030 والعالم خال من السعار، ومصر من الدول الموقعة لهذه الإستراتيجية، لذلك فقد تغيرت الكثير من سياساتها فى هذا الشأن.
من جانبها أشارت هويدا الحضرى المدير الإقليمى لجمعية بروك لرعاية الحيوان إلى أن الإستراتيجية الجديدة التى تعمل عليها الدولة لحل أزمة الكلاب الضالة، خطة منفذة فى العديد من دول العالم وتقوم على توجيهات علمية لحل الأزمة وتشمل التوعية والتعقيم والتطعيم، والامر يبدأ برفع الوعى لدى المواطن، الذى بدأ بالفعل من خلال رسالة وزارة الصحة، ولكن يجب أن تتوالى هذه الارشادات ويتبعها رسائل أخرى بكيفية التعامل مع الحيوان، فما وصلنا إليه الآن من تزايد فى الاصابات والهجوم والعقر جاء نتيجة طبيعية لاستخدام العنف المبالغ فيه وفوبيا الخوف غير المبرر من المواطن تجاه الحيوان.. وعلى الجانب الآخر نجد فى مناطق أخرى تعاون وجهود ذاتية بين الأهالى والتواصل مع الطب البيطرى لتطعيم الكلاب فى المنطقة وهى تجربة رائدة نتمنى وجودها فى مناطق عديدة، كما أنه لو فرضنا صحة الأرقام المتداولة عن عدد الكلاب الضالة، إلا أن عدم وجودها والقضاء عليها سيؤدى إلى خلل فى التوازن البيئي، فمع غيابها تظهر الفئران والثعابين والحشرات الاكثر خطورة، لذلك فإن البداية من الوعي، ثم التطعيم والتعقيم.
فيما أشارت نرمين عصام استشارى امراض الباطنة ورئيس قسم التحصينات بالمستشفى البيطرى بالعباسية إلى أن ما قامت به وزارة الصحة خطوة مهمة، خاصة أن هناك عدد قليل من الكلاب الضالة التى تغير سلوكها وربما يرجع ذلك إلى اعطاء الكلاب طعام نى غير مطهو، ويمكن التعرف على الكلب المصاب حيث تكون عيناه حمراء ولديه سائل يسيل من فمه ويجب فى هذه الحالة الابتعاد فوراً، حيث تشير بعض الأبحاث إلى إمكانية أن يظل الحيوان حاملاً للفيروس المسبب لداء الكلب لمدة طويلة قد تصل إلى عام كامل دون أن تظهر عليه أى أعراض وخلال هذه المدة من الممكن أن يتسبب فى مشكلات كبيرة للمحيطين، لذلك نتمنى أن تكون هذه الرسالة بداية لتنفيذ حملة توعية قوية للمجتمع.
أوضحت النائبة د.رشا أبوشقرة أن الملاحظ الفترة الأخيرة انتشار الكلاب الضالة فى الشوارع بشكل كبير تفوق المعدل الذى يحتاجه المجتمع للتوازن البيئي، وبالتالى وجودها فى الشوارع بصورة عشوائية يشكل خطورة على حياة الإنسان، لذلك فقد تقدمت باقتراح بمجلس النواب بأن تتم إقامة مستوطنات أو مستعمرات خاصة يعيش فيها الكلاب برعاية بيطرية جيدة، بدلا من انتشارها بالشوارع، لأنه وبخلاف العقر فهى حيوانات ناقلة للأمراض المعدية مثل البروسيلا والسل.